قلناها قبل فترة والكثير سار على النهج ذاته ونكررها الآن بأكثر من سؤال (هل الأجواء على المستوى العام للبلدان العربية مناسبة لعودة بطولة الأندية العربية لكرة القدم وتحقيق أدنى معدلات النجاح المطلوبة والخروج من جلباب الفوضى والضعف وغياب المستوى الفني وسوء الحضور الجماهيري والإعلامي؟).. هل احتفلت الاتحادات الأعضاء والأندية بإعلان العودة واعتبار البطولة اضافة جديدة وعامل من عوامل تطوير الكرة العربية كما كان الوضع في عهد الراحل الأمير فيصل بن فهد رحمه الله.، أم أنها عبء كبير على الاتحادات والأندية واللاعبين والاتحاديين الآسيوي والأفريقي؟.. الواقع يقول إن الكثير لم يؤيد هذه العودة لأسباب شرحناها سابقا ونعيد شرحها الآن، لا يمكن أن تضحي بفريقك ولاعبينك وأمامك استحقاقات مهمة من أجل هذه البطولة الإقليمية التي انعدمت الفائدة منها، واصبحت نسيا منسيا، ولا يمكن أن تحرك شعرة واحدة في رأس المشجع الرياضي العربي نحو متابعتها والاهتمام بها ورصد جدول مبارياتها، والقنوات الناقلة، وتضحية بعض الاتحادات بايقاف بطولاتها ومشاركاتها من أجل بطولة العرب. اعرف أن هذا الكلام لن يعجب الاتحاد العربي ولا الشركة الراعية والأطراف التي ترى في هذه البطولة مصالح خاصة، ولكن علينا التعاطي مع هذه البطولة بالمنطق، وأن نزن الأمور في موازين تخدم الأندية ومستوى المنافسة وعدم الضغط الذي يولد الإرهاق والممل، ربما تتسلم الأندية جوائز مغرية ماديا، ولكن ذلك سيكون على حساب تعرضها لخسائر عدة، منها الضغط والاصابات وتعدد المشاركات الأخرى، وربما لا تفوز ببطولة العرب وتخسر البطولات الأخرى نتيجة تداخل البطولات والارهاق، وبالنسبة لجماهير الأندية الكبيرة فهي لا تهتم بالمردود المادي، تريد أن تكسب فرقها البطولات خصوصا على مستوى الدوري والبطولات القارية، ولو خيرتها بين الملايين ومثل هذه البطولات لاختارت بطولات الدوري وآسيا أو أفريقيا، وهذا بكل تأكيد سيشكل ضغط رهيب على الإدارات والمدربين. من الممكن أن يختار الاتحاد العربي هذا الموسم الأندية الجماهيرية ويقنعها بالمشاركة، ولكنها لن تقبل المشاركة المواسم المقبلة إذا ما رأت أن ظروفها لا تسمح وان مصالحها تفرض عليها التوقف عن المشاركة العربية في ظل تفاوت العلاقات وادخال البعض الرياضة بالسياسة، نتيجة التجاذبات والخلافات بين أكثر من بلد، والمتعصبون ومن يحملون في انفسهم أهدافا بعيدا عن الرياضة ربما يستغلون هذا البطولة لعمل المزيد من شق الصف العربي لأنهم في الأساس لا يحملون الود لبعضهم، ولنا العبرة في بطولات ومباريات مضت وكيف أن بعضها تحول إلى حلبة مصارعة.