في ظل كثرة المشاركات للمنتخبات العربية الإقليمية والدولية واستحقاقات الأندية العربية المحلية والخارجية فإن الروزنامة لا تحتمل مزيدا من الاجتهادات أو العبث وربما الفوضى والتي تضيف مزيدا من الإجهاد والإرهاق، هذا الحال ينطبق مع إعلان استضافة مدينة جدة لبطولة كأس العرب لكرة القدم في خطوة استغربها العديد على أكثر من مستوى كالتوقيت ومحدودية العائد الفني لهذا التجمع والمردود منها وكأن الأمور ارتجالية من غير دراسة أو تخطيط بل قد تكون من غير فكر رياضي رغم أنه جاء من أعلى سلطة رياضية عربية لكرة القدم، مما جعل الكثير من الدول والتي تستعد لتواكب مسيرة كرة القدم العالمية إلى الإعلان رسميا عن الانسحاب أو الاعتذار من المشاركة فيها فيما أكدت دول أخرى مشاركتها بمنتخب رديف أو اولمبي كنوع من التواجد أو المجاملة. لقد كتب لهذه النسخة من البطولة أن تفشل قبل أن تقام فهي بلا شك عديمة الفائدة والمردود ولا أعتقد أنه سيكون فيها متعة كروية وعلى جانب أخر هي بطولة كثيرة المشاكل وفيها جميع أنواع الشد والتعصب فالإتحاد العربي لكرة القدم لم يستطع أن يحميها كبطولة منتظمة أو يحمي لاعبيها وحكامها وتاريخ البطولة شاهد على ذلك. واعتقد أن هناك ردة فعل قوية للشارع الرياضي تجاه هذه البطولة من خلال التساؤل عن جدوى إقامتها في هذا التوقيت والهدف منها بعيد عن المجاملات والأهداف السامية والشعارات التي تردد ولكن من الجانب الفني لهذه البطولة فهل فيها نقلة نوعية لرياضة المنطقة؟ أو أنها قد تزيد من الاحتكاك وبالتالي تطور المستوى؟ فالمنتخبات العربية لديها الكثير من المشاركات الرسمية المعتمدة من قبل الفيفا وبطولات الأندية المحلية والخارجية تحتاج لاعبيها والإرهاق والتشبع لا يحتمل المزيد. لذلك أوجه دعوة للاتحاد السعودي لكرة القدم ليطلب من الاتحاد العربي تأجيل بطولة كأس العرب سواء بسبب الوضع السياسي الراهن للمنطقة أو لكثرة الانسحابات من البطولة ونوعية المشاركة أو بسبب الأزمة الرياضة لدينا بعد استقالة الاتحاد السعودي وتعيين لجنه لتدير الأمور، أو يتفضل الاتحاد العربي بإلغائها كبطولة لا تضيف أي مردود إيجابي سواء فنيا أو حضورا جماهيريا أو اهتماما إعلاميا، على أن تستفيد منها فرق سنية أخرى هي أكثر حاجه لهذا النوع من الاحتكاك.