شنّ رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد هجوماً حاداً على مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب، ووصف تكليف المدرب الهولندي فرانك ريكارد لمساعده للإشراف على «الأخضر» في البطولة ب«المصيبة». في حين أكد رئيس إدارة المنتخبات في الاتحاد السعودي لكرة القدم محمد المسحل ل«الحياة» أن ريكارد سيكون موجوداً مع «الأخضر» طيلة أيام البطولة وسيشرف على التفاصيل كافة، إلا أنه لن يجلس على مقاعد الاحتياط تطبيقاً لنهج تكتيكي يسير عليه المدربون الأوروبيون موضحاً أن المدرب يرغب في مشاهدة مباريات المنتخب السعودي تحت 22 عاماً الذي سيلعب مباريات في الوقت ذاته، مضيفاً: «ليس من المنطق أن نظن أن مدرباً بحجم وتاريخ ريكارد يتملص من مهامه، فهو ليس بهذا السوء ونحن لسنا بهذه السطحية لنوافق على مثل ما رمى إليه البعض من أنه سيتملص من مسؤولياته». وكان رئيس الهلال كتب تغريدة «مطولة» على صفحته الشخصية في «تويتر» صباح أمس جاء فيها: «إن تقام بطولة كأس العرب للمنتخبات - التي انسحبت منها منتخبات عدة، وأتوقع المزيد من ذلك - العديمة الجدوى وغير المعترف بها هذه مشكلة، وان تقام في شهر يونيو في وقت أحوج ما يكون فيه اللاعبون لراحة بعد موسم طويل وشاق مما ينعكس عليهم وعلى أنديتهم بالضرر الكبير لا من ناحية عدم الاستعداد للموسم المقبل مع أنديتهم التي تدفع مقدمات عقودهم، ولا من ناحية عودتهم لأنديتهم مصابين في الغالب أو مرهقين مما يكبد الأندية خسائر جسيمة بسبب إقامتها في هذا الوقت فهذه كارثة». وواصل رئيس نادي الهلال: «وأن يكلف ريكارد مساعده للإشراف على هذا المنتخب - مما يؤكد انه يعرف كما يعرفون حجم البطولة واهميتها - فهذه مصيبة، وسؤالي هل يستطيع ريكارد استدعاء اسامة هوساوي من اندرلخت أو عبدالله الحافظ من البرتغال للمشاركة في هذه البطولة؟ ثم لو تأهل الأهلي والاتحاد والهلال أو أياً منهم لدوري الثمانية لآسيا (أو الاتفاق لكأس الاتحاد) ما ذنبهم في أن لا يرتاح لاعبوهم بعد الموسم الطويل والشاق ويبدأوا الاستعداد للموسم المقبل مع فرقهم تكون في بدايته مباريات الحسم في دوري أبطال آسيا». واستطرد: «من يعوض الأندية ما ستخسره بسبب هذه القرارات الخاطئة المتكررة، وما هذا الإصرار على عدم الاستفادة من الأخطاء؟ خرجنا من تصفيات كأس العالم بسبب إرهاق اللاعبين والجدولة الخاطئة بسبب مشاركات لا تسمن ولا تغني من جوع، وغير معترف بها وغير مهمة - اعتذر هي مهمة وإلا لماذا أوكل ريكارد أمر الإشراف عليها لمساعده؟!- و أرجو ألا يقول أحد إن البطولة لتوثيق الروابط بين العرب فنظرة بسيطة وغير فاحصة حتى على ما يجري في العالم العربي كافية للرد على هذا الهراء، وأرجو كذلك ألاّ يقول أحد إن المملكة ثقلها يحتم إقامة هذه البطولات فأقول له ثقل السعودية مستمد بفضل الله من خدمتها للحرمين وبما حباها الله من قيادة حكيمة وشعب عظيم واقتصاد قوي ومؤثر وإقامة بطولة عربية لن يزيد من هذا قيد أنملة، أعود وأقول هذه بطولة غير مهمة ولا مبرر لإقامتها ولا نفع منها بل مضرة وضررها كبير جداً على الأندية ومن حق الأندية وفق قوانين «فيفا» عدم إرسال لاعبيها للمشاركة بها». واختتم الأمير عبدالرحمن بن مساعد تغريدته: «وأخيراً أقول كل دول العالم ترسل لاعبها للمنتخبات قبل 5 أيام من أيام «فيفا» وقبل أسبوعين من بطولات «فيفا» المجمعة فلماذا نحن الوحيدون الذين نريد إعادة اختراع العجلة؟ كفانا أرجوكم فنحن نتضرر كأندية والمشكلة ليتكم تستفيدون، هل تعلمون أن هناك لاعبين وطنيتهم لا شك فيها وبسبب الإرهاق والتشبع وكثرة المشاركات التي لا داعي لها لم يعودوا يرغبون بالانضمام للمنتخبات؟». «الحياة» توجهت لرئيس إدارة المنتخبات في الاتحاد السعودي لكرة القدم محمد المسحل الذي بدأ عامه الثاني في منصبه أول من أمس، وذلك للاستفسار عن وجهة نظره تجاه المشاركة في كأس العرب إذ أكد أنه لا يمتلك صلاحيات المشاركة من عدمها في البطولة، مشيراً إلى أن إدارة المنتخبات سعت في الآونة الأخيرة إلى تطوير آلية التعامل مع الأندية بما يحقق المصلحة رافضاً أن يتم النظر إلى المنتخب على أنه طرف والأندية طرف ثان مقابل معتبراً أن المنتخب والأندية طرف واحد يعملان من أجل تحقيق هدف واحد. وأضاف: «اتفق مع رئيس نادي الهلال في ما يتعلق بتوقيت بطولة كأس العرب واختلف معه في ما يتعلق بالمبدأ فالتوقيت خاطئ والمبدأ صحيح، ولكن أنا لا أملك صلاحيات المشاركة من عدمها وعليه توجيه سؤاله لرئيس الإدارة الموقتة للاتحاد السعودي لكرة القدم أو الرئيس العام لرعاية الشباب فهم أصحاب القرار ونحن هنا جهة تنفيذية، ولو سألتني شخصياً لتمنيت أن يكون توقيت كأس العرب بعد انتهاء الموسم مباشرة أو قبل ذلك ولكن نحن بكل شفافية ضحينا من أجل منتخبات عربية أخرى مرتبطة بتصفيات كأس العالم، وليست المرة الأولى التي تضحي فيها المملكة العربية السعودية ولن تكون الأخيرة سواء في المجال الرياضي أو خلافه». وواصل: «الأمير عبدالرحمن بن مساعد يحملنا أموراً حدثت سابقاً «لا ناقة لنا فيها ولا جمل»، فإرهاق اللاعبين السابق حدث في مرحلة سابقة نأمل الآن على تخفيف إثرها وعدم تكرارها، ونحن حاولنا قدر الإمكان عدم إرهاق اللاعبين الذين شاركوا في تلك المرحلة واستثنيناهم جميعاً من المشاركة في بطولة كأس العرب». وأكد المسحل أن إدارة المنتخبات تبذل قصارى جهدها للسير وفق أنظمة وقوانين «فيفا»، قائلاً: «لو تم استدعاء اللاعبين خلال أيام المباريات الودية ل«فيفا» لكان ذلك من 31 يونيو وحتى 12 يوليو التي تشهد 3 مباريات ودية في أيام «فيفا» وبما أن للمنتخب حق استدعاء اللاعبين قبل خمسة أيام من كل مباراة فإن ذلك سيتيح لنا إبقاء اللاعبين طيلة أسبوعين تقريباً، ولكن عندما تم إقرار إقامة بطولة كأس العرب كان من المنطقي جداً أن نتفهم وضع لاعبي الأندية بغض النظر عن مستوياتهم وأعمارهم، وبالتالي قررنا عدم لعب أي مباريات ودية في أيام «فيفا» وتركناها راحة للاعبين على أن يتم اختيار مجموعة مناسبة لخوض بطولة كأس العرب بل قمنا بإلغاء مباراة ودية كانت معدة سلفاً أمام منتخب تشيلي للسبب ذاته وحتى لا نستدعي اللاعبين أثناء فترة إعدادهم مع أنديتهم بل ولإعطاء لجنة المسابقات فرصة أكبر ببدء الدوري باكراً إن أردوا ذلك بالاتفاق مع رابطة الأندية المحترفة كل هذه الأمور في رأينا المتواضع هي خطوات تثبت تفهمنا لظروف الأندية وأهدافها المستقبلية، وللأسف حتى الآن لم نسمع ولا حتى إيماءة مشجعة لمثل هذه العمل بقدر ما سمعنا عن التركيز على السلبيات التي ندرك جميعاً أنها لن يتم التغلب عليها في هذه الفترة الوجيزة وتتطلب تضافر جهود الجميع». وواصل: «اتفهم تلميح كثير من مسؤولي الأندية للجوء إلى «فيفا» لإجبار اتحاد القدم على تطبيق قوانين ولوائح في ما يخص لاعبي الأندية... بل وأتوق شخصياً لهذه المرحلة التي نرى فيها جميع اتحاداتنا تتعامل مع الأندية بحسب قوانين الاتحاد الدولية، ولكن لو سألنا أنفسنا سؤالاً بسيطاً هو: هل وصلت جميع أنديتنا إلى مرحلة الاستقلالية المهنية والمالية والإدارية؟ هل وصلت جميع الأندية لمرحلة ملكية جميع منشآتها؟ أم أن جميع أنديتنا ما زالت تتلقى معونات حكومية وغير حكومية لتسيير أعمالها اليومية؟ وأريد أن نكون عقلانيين ومنطقين في ما يخص التماشي مع هو مفروض سواء من تعاطي المنتخب مع الأندية أو من تعاطي الأندية مع الاتحاد، وفي رأيي أننا قطعنا شوطاً جيداً في مسألة احترام طرح الأندية، وفي وقت قصير ووجيز جداً لا يتعدى العام استطعنا إيقاف مسألة تأجيل المباريات إذ لم يتم تأجيل سوى مباراة واحدة... ووعدنا في المستقبل أن لا يتكرر ذلك على الإطلاق وأيضاً قمنا بالوضع في الاعتبار حين استدعاء لاعبي المنتخبات جدولة دوري كأس الأمير فيصل بن فهد للموسم المقبل وليس فقط دوري زين للمحترفين، بل ونقوم حالياً في النظر في دوري الشباب، وكل هذه الأمور نفعلها ونستمر في تطويرها من غير منة على الأندية فهذا واجبنا الذي يحتمه علينا مبدأ أن الأندية هي الرافد الأول والأساسي للمنتخبات السعودية وأن المنتخبات والأندية تصب في بوتقة واحدة، وإن لم نقدر ظرف أياً منها فهو ضرر مباشر على الكرة السعودية أجمع». وشدد المسحل على أن مدرب المنتخب فرانك ريكارد أكد حرصه الشديد على راحة اللاعبين، وقال: «أكرر أمنيتي من كبار المسؤولين في أنديتنا السعودية بمختلف أسمائهم ومستوياتهم أن ينظروا لإيجابيات العمل بالقدر الذي ينظرون فيه للسلبيات، وأن لا يهتموا فقط بالتركيز على السلبيات التي قلنا في هذا الحديث إنه من المستحيل أن يتم تلافيها في مثل هذه الفترة الوجيزة، وأن يضعوا في الحسبان أنه في يوم من الأيام ربما يكونوا مسؤولين وفي مثل هذا الموضع الذي نحضر فيه حالياً وسيواجهون حينها الصعوبات والتحديات نفسها وسيرون أنه من الظلم أن يتم النظر لهم على أنهم ند أو خصم في الوقت الذي سيكونون حينها في أمس الحاجة لمن يدعمهم بالفكر والنصح والايجابية المتوخاة من كل من تهمة مصلحة الكرة السعودية». وأوضح المسحل أن ريكارد لم يوكل مهمة تدريب «الأخضر» في كأس العرب إلى مساعديه بالكامل، قائلاً: «ريكارد مدرب متمكن ولديه مجموعة عمل مميزة وهو سيكون موجوداً مع المنتخب السعودي طيلة فترة المشاركة في كأس العرب وسيشارك في الاشراف على التدريبات ويتابع كل التفاصيل المملة في عمل المنتخب ولكنه طلب متابعة المباريات من غرفة التحليل وليس من مقاعد الاحتياط لرغبته في التركيز على نواحٍ معينة واختيار اللاعبين الذين سيستمرون معه لاحقاً وهذا نهج فني موجود ويتبعه مدربون كثر في أوروبا... ناهيك عن أن السيد فرانك ريكارد يرغب في متابعة منتخب 22 عاماً الذي سيخوض في الوقت ذاته تصفيات كأس آسيا في مدينة الرياض وأعرب عن رغبته الشديدة في حضور بعض مباريات هذا المنتخب التي لا تتعارض مع كأس العرب وقد بدأ منذ فترة مع المدرب الوطني السيد خالد القروني لهذا السبب إذ يرى أن هذا المنتخب هو النواة الأساسية لمنتخب فترة تصفيات كأس العالم 2018 في موسكو... وليس من المنطق أن نظن أن مدرب بحجم وتاريخ ريكارد يتملص من مهامه، فهو ليس بهذا السوء ولسنا نحن بهذه السطحية لنوافق على مثل ما رمى إليه البعض من أنه سيتملص من مسؤولياته».