يعلم الاتحاد العربي لكرة القدم أن الأندية السعودية على الأقل، ستتواجد في البطولة المزمع إقامتها هذا الصيف، مجاملة له، وأن الأمر ذاته سينطبق إلى حد كبير على بقية الفرق المشاركة خصوصاً الكبيرة التي لا تؤمن بأن تحقيق هذه البطولة يضيف لتاريخها أي شيء بل إن المجاملة وربما العائد المالي الجيد على تحقيقها هما أكبر المحفزات للذهاب إلى العاصمة المصرية القاهرة. تحديد إقامة منافسات هذه البطولة قبل بداية الموسم سيجعل منها بطولة تنشيطية واستعدادية لكن هذا التصور ربما يتغير في حال ظهرت المباريات بصورة تنافسية خصوصاً أنها تضم فرقاً كبيرة الأمر الذي سيتسبب بشكل مؤكد بالكثير من الإصابات والإرهاق للاعبي الأندية السعودية تحديداً وخصوصاً أولئك الذين يمثلون المنتخب في الاستحقاق الأهم وهو الترشح إلى كأس العالم 2018 في روسيا، لذلك تظهر الأنباء تباعاً خلال اليومين الماضيين عن إمكانية اتخاذ الهلال والنصر أو أحدهما قراراً بالمشاركة بالفريق الأولمبي حفاظاً على مستوى استعداد العناصر المحلية والأجنبية واللاعبين الدوليين إذ سيكون الأزرق موعوداً بحملة الدفاع عن لقب "دوري جميل" فضلاً عن المشاركة الآسيوية إن تأهل إلى الدور ربع النهائي، ومواجهة الاتحاد في كأس السوبر، فيما سيكون النصر مطالباً بضرورة الاستعداد بشكل جيد لمسح إخفاقات الموسم المنصرم والموسم الماضي، وبالتالي فإن الدخول بالعناصر الأساسية وارتفاع رتم المباريات أثناء مرحلة الاستعدادات سيكون ذا عواقب وخيمة علاوة على أن المشاركة بالفريق الأساسي وخسارة البطولة أو الخروج باكراً سيربك التحضير للموسم الجديد وسيزيد من الضغوطات على مسيري "الأصفر". من المؤكد أن المشاركة بالفريق الأولمبي أو الرديف يعتبر خياراً جيداً للوقوف على استعدادات البدلاء واكتشاف العناصر الشابة التي ربما تخدم الفريقين الكبيرين والكرة السعودية وهو الحل الوحيد للتعامل مع الاتحاد العربي وإصراره على مشاركة قطبي العاصمة، لكن هذه المشاركة لا يجب أن تكون بالأسماء الأساسية في بطولة اختار الاتحاد الإقليمي أن تكون تنشيطية واستعدادية عطفاً على توقيتها غير المناسب. لازلنا نقول إن البطولات العربية لم يعد لها أي أهمية وقيمة وسط البطولات القارية على مستوى الأندية والمنتخبات وزحمة البرامج والاستحقاقات للأندية التي من الممكن - لو شاركت باستمرار- ستثري البطولة، ولكنها تخشى من الارهاق والاصابات وبالتالي فهي ربما تقبل على البطولات العربية مرة أو مرات محدودة ولكنها لن تضحي بمشاركاتها المهمة من أجل هذه البطولة الأقليمية التي اصبح الكل يراها مجرد اثقال لكاهل الاتحادات الأعضاء والأندية المراد مشاركاتها.