ماذا أضاف دوري الأبطال للكرة العربية وهل ساهم بتأخرها وتواضعها أم بتقدمها.. وهل المدة الطويلة التي تلعب من خلالها الفرق مع بعضها البعض (مملة) إلى درجة أن انصرفت الأنظار عنها وتجاهلها الإعلام بدلاً من الاهتمام بها وتحويلها إلى بطولة (أوروبية) مصغرة، كما يريدها الاتحاد العربي مع الشركة الراعية.. ماذا أضافت هذه البطولة على صعيد إبراز النجوم والاستفادة منها إدارة وتنظيماً وتسويقاً..؟! كل المعطيات تشير إلى أن دوري أبطال العرب لم يأت بجديد للأندية والاتحادات الأهلية سواء الارهاق وضغط المسابقات المحلية ولخبطة برامجها على جميع الأصعدة ورغم أن هذه البطولة في دورها الثاني الذي يكاد أن ينقضي إلا أنه نتيجة عدم اهتمام المتابع الرياضي العربي بأحداثها فإن أسماء الفرق المشاركة يكاد يتطاير من ذاكرته رغم أن هناك أندية تشارك ولها ثقلها الفني والجماهيري والعناصري في الوطن العربي ويعود (الملل) الذي دائماً ما يسيطر على أجواء دوري أبطال العرب إلى الطريقة (التقليدية) التي تقام بها المباريات والأمر والأدهى من ذلك أن الذي شارك وربما وضع جدول المباريات ونظامها هو من أشرف وأدار قرعة البطولة منذ نشاءتها قبل 25عاماً.. إذن المشكلة ليست في مسمى البطولة (عربية أو دوري الأبطال) إنما كيف يتم تطبيق نظامها وكيف نجعله مناسباً ومقنعاً للجميع.. كيف نقنع أبطال مصر ونرضي الأندية التونسية ونحفز أندية السودان ونجبر أندية الخليج والأردن والعراق والصومال والمغرب والجزائر وليبيا وسوريا ولبنان وجيبوتي على المشاركة.. ؟! @ كل شخص يستطيع أن يسن النظام ولكن الزبدة ما هو بداخل هذا النظام وهل سلبياته أكثر من إيجابياته.. كيف نجذب الجماهير إلى المتابعة. @ من السهل جداً أن تضع اللوائح حسب الرغبة (الفردية) ولكن من الصعب أن تقنع الجميع بتطبيق هذه اللوائح ما لم تكن إيجابية ومسنجمة ورغبة الإعلام والجاهير وفوق ذلك الأندية المشاركة التي لا تريد أن (ترهق) نفسها من خلال مشاركات (سلبية) وبطولات متواضعة ولكنها تبحث عن التوفيق بين ما هو مطلوب منها محلياً وينتظرها خارجياً وهذا مع الأسف لم يتوفر حتى الآن في دوري أبطال العرب الذي يغري في (مسماه) ولكنه لا يجذب نتيجة تواضع مستوى مبارياته.. وحكاية أنه أصبح صورة طبق الأصل لدوري أبطال أوروبا فهذا ما هو مضحك حقاً، إذاً ما وضعنا في الاعتبار التزام النادي الأوروبي وأيضاً اتحاد قارته وكذلك اللاعبون والإداريين بتطبيق النظام ولاختصار الكلام حول هذه الناحية فإنه من السهل جداً أن نأتي بنظام الاحتراف من الدول المتقدمة ونسلمه لكل اتحاد أهلي في الوطن وبعد ذلك يبقى الأهم وهي مسألة التطبيق التي لا أعتقد أنها سوف تتحقق خلال العشر السنوات المقبلة على الأقل. @ إذن فلنرح أنفسنا من عناء الحلم بدوري عربي تتسابق على شراء حقوق نقله القنوات الفضائية الرياضية ويترقب مبارياته الإعلام والجماهير ما لم نعترف بأننا فقط نطبق الأنظمة واللوائح نظرياً أما عملياً فإن الأندية والإداريين يحتاجون إلى (تطبيق) قبل أن يعرفوا ما هي شروط التطبيق؟! لجنة واحدة وإيجابيات لا تحصى إذا كان هناك من نجاح حققه فريق الهلال الكروي خلال الفترة الماضية فهو بكل تأكيد يحسب للجنة الفنية التي يقودها الأمير محمد بن فيصل وتضم في عضويتها الأساتذة عبدالرحمن النمر وحسن القحطاني وطارق التويجري نتيجة ما تقوم من أعمال بات المشجع الهلالي يلمسها على أرض الواقع الأمر الذي وضع اللاعب والمدرب والجهازين الطبي والإداري في النادي الأزرق وسط أجواء مريحة وظروف ملائمة على تقديم العطاء الأفضل وغير كونها نجحت في جلب أكثر من عنصر لدعم الفريق الأول بأسلوب (تفاوضي) رائع يأتي من أبرزهم النجم عبداللطيف الغنام فهي استطاعت من خلال عملها البعيد عن الأضواء الحفاظ على توازن الفريق رغم الظروف العديدة التي واجهته خلال الفترة الماضية وكانت بالفعل (لجنة فنية) تعرف ماذا يريد المدرب وما هو الشيء الذي يحفز اللاعب على الإبداع ومن هنا جاء عطاء الهلال تصاعدياً حتى اعتلى قمة الدوري بعد توفيق الله وبفضل عمل هذه اللجنة وتخطيطها الذي لا يعتمد على الاجتهاد إنما على التواجد والدقة في العمل.