كشفت جهات مختصة ل "الرياض" عن انتحال شخصيات اعتبارية في مواقع التواصل الاجتماعي لطلب جمع التبرعات عن طريق تحويل الأموال إلى خارج السعودية، بداعي تحويلها إلى النازحين السوريين. وأكدت ذات الجهات أن هؤلاء يستغلون تعاطف الشعب السعودي مع الشعوب التي تعاني من اضطرابات في المناطق المحيطة، وزادت وتيرة التحويلات في مطلع شهر رمضان الحالي والذي يكثر فيه العمل الخيري والتصدق احتساباً للأجر والثواب. وحذرت الجهات المختصة من التحويل للجهات غير المعلومة، مشددة على أن التبرعات يجب أن تذهب عبر القنوات الرسمية من جمعيات ومؤسسات مصرح لها. وفي هذا الجانب أكد ل "الرياض" المستشار القانوني د. إبراهيم زمزمي، أن وزارة الداخلية دائماً تحذر المواطنين من التجاوب مع هذه الجهات أو الأشخاص غير معلومي المصدر. وقال : تنتشر في هذه الأيام من شهر رمضان المبارك حملات عبر مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي تحث على التبرع من خلال تحويل مساعدات مالية إلى حسابات بنكية بحجة إيصالها للفقراء أو الأيتام أو لإغاثة الشعب السوري، وفي الغالب تصدر هذه الحملات من جهات غير مصرح لها باستقبال وجمع التبرعات من الزكاة والصدقات. وأوضح زمزمي أن ما يخص جمع التبرعات للخارج وبالتحديد لسورية، فقد سبق وحذرت وزارة الداخلية المواطنين من التجاوب مع مثل هذه الدعوات المتكررة لجمع التبرعات بهذه الطرق غير النظامية، لما قد يترتب عليها من عمليات نصب واحتيال أو وصول تلك الأموال لجهات مشبوهة، وأشارت إلى أنه يمكن للمواطنين والمقيمين تسليم تبرعاتهم لهيئة الهلال الأحمر السعودي أو رابطة العالم الإسلامي أو هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية؛ كونها الجهات الرسمية المخولة بتقديم المساعدات للشعب السوري المتضرر. وبين المستشار القانوني بأن هناك ضوابط يجب توفرها في الجهات الخيرية لجمع التبرعات، وقال: هناك ضوابط يجب توافرها في الجهة التي تقوم بجمع التبرعات للوجوه الخيرية داخل السعودية، فلا بد لها من الحصول على تصريح مسبق قبل المباشرة في جمع التبرعات المادية أو العينية من الجهات المختصة على أن يحمل هذا التصريح بيان الجهة أو الجهات التي تجمع التبرعات، والغرض من التبرعات، وأسماء الأشخاص الذين سيباشرون عملية الجمع وعناوينهم، على أن يكونوا سعوديين، إضافة إلى الأماكن والطرق التي ستجمع بها التبرعات، وتحديد البنوك التي ستودع فيها التبرعات وكيفية الصرف ومدته. وكشف زمزمي إلى أن بعض الأشخاص أو الجهات تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي بغرض النصب والاحتيال، ويضيف تتعد أوجه النصب والاحتيال على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الحصول على التبرعات، فالبعض ينتحلون صفة شخصيات بارزة للنصب على رواد هذه المواقع من خلال استخدام معرفات وهمية، وننصح كل المحسنين الراغبين في التبرع وفعل الخير بالتوجه إلى الجمعيات الخيرية الشرعية المصرح لها من الجهات المختصة بجمع التبرعات من المواطنين والمقيمين، وننصح كل متضرر تم استدراجه وتعرض للنصب والاحتيال من قبل أصحاب هذه المعرفات الوهمية بالتوجه إلى الشرطة للإبلاغ عن الواقعة للحد من انتشار هذه الظاهرة. وشدد على أن هناك عقوبات رادعة بحق أصحاب المعرفات الوهمية يشملها نظام مكافحة جرائم المعلوماتية السعودي الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/17 بتاريخ 8/3/1428ه تنتظر أصحاب هذه المعرفات، حيث يعاقب بالسجن وفقاً للمادة الرابعة من هذا النظام مدة لا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على مليوني ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كل شخص يرتكب أياً من الجرائم المعلوماتية الآتية: الاستيلاء لنفسه أو لغيره على مال منقول أو على سند، أو توقيع هذا السند، وذلك عن طريق الاحتيال، أو اتخاذ اسم كاذب، أو انتحال صفة غير صحيحة.