فيما أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بمستخدميها الذين تعدوا الملايين وسيلة جاذبة للمتابعين، تنشط بعض العصابات المنظمة في هذه المواقع للاحتيال على المستخدمين، من خلال تأسيس صفحات بأسماء المشاهير من المسؤولين والفنانين ورجال المال والأعمال بغرض جمع الأموال، ويتم ذلك تحت عناوين مختلفة، منها جمع التبرعات لأشخاص، أو دعم اللاجئين أو المعوزين أو أصحاب الإعاقات، خاصة مع دخول رمضان الذي يشهد عادة تزايد الإقبال على عمل الخير. استغلال العاطفة قال أستاذ علم الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم الدكتور يوسف الرميح إن "تأسيس صفحات وهمية على مواقع التواصل بغرض الغش والخداع وجمع الأموال يقع تحت نطاق جرائم النصب والاحتيال، وعلى المجتمع أن يحذر من هؤلاء المحتالين، وعدم التعامل معهم، سواء بالدفع أو المعاونة". وأضاف أن "أكثر هؤلاء الوهميين على مواقع التواصل يلجؤون إلى عدة طرق للإيقاع بالضحايا، فقد يكون الستار الذين يحتمون به جمع التبرعات لأشخاص، أو دعم اللاجئين أو المعوزين أو أصحاب الإعاقات، والأخطر أن تكون الأموال المدفوعة لغرض دعم الإرهاب". وأوضح الرميح أن "الشخصيات التي تدير هذه الصفحات الوهمية تشبه العصابات المنظمة، وهي تنتحل أسماء مشاهير بدول الخليج، لعلمها أن هناك قلوبا رحيمة كثيرة بها تتبرع للخير، تستغل عواطفها، وهي لا تتورع عن استغلال أسماء شخصيات اعتبارية وأسماء أمراء وشيوخ، ورجال أعمال لخداع الناس". وطالب الناس بعدم التجاوب مع هؤلاء، واللجوء إلى الطرق الرسمية للتبرع، وهي الجمعيات الخيرية المعتمدة والمرخص لها باستقبال التبرعات. طرق الاحتيال كشف المواطن سالم العلي أن عدة رسائل وصلت إليه أخيرا عبر موقع "تويتر" باسم شخصية خليجية تطالبه فيها بدفع إيجار إحدى الأسر السورية النازحة والمقيمة بالأردن، يقول "حاول صاحب الحساب تأكيد مصداقيته، بالتأكيد على أنه الشخصية المذكورة، وله حساب في نيويورك، مدعيا أنه منع من التحويل إليه بحجة إيقاف دولته أي تحويلات إلى الشرق الأوسط". وأضاف أن "صاحب الصفحة طلب رقم هاتفي الجوال، لاستكمال المحادثة عن طريق برنامج واتساب"، وطلب مني تحويل 3800 دولار عبر أحد مكاتب التحويل على وجه السرعة، زاعما أنه تبرع سابقا لإحدى الأسر التي نشرت مستندات تثبت حالة مرضية". وأكد العلي أنه اكتشف سريعا خداع المتصل ورفض التحويل، مشيرا إلى أن العديد من الرسائل الشبيهة انهالت عليه. أبرز الجهات الرسمية للتبرعات الخيرية بالمملكة الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء السوريين هيئة الإغاثة الإسلامية مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية والخيرية مؤسسة الملك فيصل الخيرية الهيئة العالمية للتنمية البشرية تابعة لرابطة العالم الإسلامي المؤسسة العالمية للإعمال والتنمية تابعة لرابطة العالم الإسلامي مؤسسة مكةالمكرمة الخيرية جمعيات البر مركز المعلومات: حسين الديب الداخلية تحذر شدد خبير أمن المعلومات محمد السريع على ضرورة عدم الانسياق وراء الحسابات الوهمية، التي قد توقع بالأفراد من المواطنين والمقيمين تحت طائلة العقوبات التي فرضتها وزارة الداخلية، مؤكدا أن شبكات التواصل الاجتماعي أسهمت في نشر القصص والأكاذيب الوهمية بدعوى التسول والاستغلال المالي، مشيرا إلى أن دول الخليج كافة مستهدفة بهذه الممارسات. وأضاف أن "جرائم النصب والاحتيال من الجرائم المعلوماتية التي يعاقب عليها النظام، وعلى فاعلي الخير التثبت والتحري الجيد قبل دفع أي أموال إلى جهات غير معلومة". وأشار السريع إلى أن "وزارة الداخلية دائما ما تكرر التحذير من التجاوب مع تلك العصابات، وتبث بين الفترة والحين رسائل تحذيرية، حيث يمكن أن تكون هذه الجهات التي تجمع الأموال داعمة للإرهاب". وأكد أن "حملة خادم الحرمين الشريفين لنصرة الأشقاء في سورية مستمرة، وتتلقى التبرعات عبر منافذها الرسمية والمعلن عنها، وهي إمارات المناطق، وهيئة الإغاثة الإسلامية، ورابطة العالم الإسلامي، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، بالإضافة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، والجمعيات الخيرية المعتمدة كجهات رسمية معنية بالتبرعات داخل المملكة".