أطلقت جامعة الطائف مرحلة التحكيم الخارجي لبرامجها الأكاديمية بمشاركة نحو 300 محكم من مختلف الجامعات السعودية، ومن داخل الجامعة، وذلك ضمن برنامج التحول البرامجي الذي ينفذ حالياً، ويشمل تطويرًا شاملاً ل47 برنامجاً من برامجها الأكاديمية، بهدف تحسين جودة وبرامج الجامعة بما يتوافق مع خطط التحول والتطوير لكافة جوانب الحياة العملية والتعليمية في المملكة، وتماشياً مع رؤية المملكة "2030". وأوضح مدير جامعة الطائف د. حسام زمان، في كلمته بحفل تدشين ملتقى التحكيم الخارجي، أن الجامعة شهدت حراكاً أكاديمياً "منقطع النظير"، في مراجعة شاملة لجميع البرامج الأكاديمية لمرحلة البكالوريوس، مع التركيز على مخرجات التعلم، وبناء الاستراتيجيات التدريسية، وتنسيق سياسات التقويم، وفق معايير الاعتماد الأكاديمي والمؤشرات المرجعية في الجامعات العالمية المتميزة، والإطار الوطني للمؤهلات. وبيّن د. زمان، إلى أن الجامعة هدفت من خلال إطلاق برنامج التحول البرامجي لتحقيق أهداف عدة، أهمها الاستجابة الفورية للرؤية الوطنية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رؤية المملكة "2030"، مشيراً إلى أن هذه الرؤية تهدف إلى إعادة الاستثمار في التعليم مرةً أخرى، وإعادة توظيفه لخدمة متطلبات التنمية. وأشار مدير جامعة الطائف، إلى أن برنامج التحول البرامجي يسعى أيضاً إلى استثمار قدرات أعضاء هيئة التدريس في جامعة الطائف "الفتية"، ولذلك ركزت الجامعة على مشاركة أعضاء وعضوات هيئة التدريس، وخصوصاً الشباب منهم، في بناء البرامج الأكاديمية وتحديثها وتطويرها. وأكد الدكتور زمان، أن الاعتماد الأكاديمي لم يكن بحد ذاته هدفاً لمشروع التحول البرامجي، بل سعت جامعة الطائف إلى رفع جاهزيتها لأي عمليات اعتماد أكاديمي مؤسسي من داخل المملكة أو من خارجها. وبيّن أن من أهداف برنامج التحول البرامجي أيضاً جعل التطوير والتحسين والمراجعة هماً عاماً لجميع منسوبي الجامعة، وشأن يهتم فيه جميع العاملين في هذه "المؤسسة الفتية"، وألا تكون حكراً على وكالة أو عمادة معينة أو إدارة الجامعة. ولفت إلى أن المرحلة الأولى التي اجتازتها الجامعة من مراحل المشروع، بكل ما فيها من إنجاز، تمهد لمراحل أخرى تالية في الفترة المقبلة، وأولها مرحلة التحكيم الخارجي، واستكمال الملاحظات التي رصدها المحكمون من خلال قراءتهم ومراجعتهم للبرامج الأكاديمية، ثم تحديث الخطط على المنظومة الأكاديمية، وعلى موقع الجامعة المتوقع تدشينه قريباً، والتطبيق الفعلي لهذه البرامج والممارسة الأكاديمية وفق متطلبات البرامج الجديدة، ثم التحول الإلكتروني وتفعيل آليات التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد لهذه البرامج بصيغتها الجديدة. وأشار الدكتور زمان، إلى توجه الجامعة لتكرار عمليات مشروع التحول البرامجي في مرحلة الدراسات العليا، ومشاركة تجربة المشروع بمراحله المختلفة مع الجامعات والمؤسسات والمنظمات الأكاديمية. بدوره، أوضح وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية والتطوير د. عبدالرحمن الأسمري، إلى أن مشروع التحول البرامجي انطلقت أعماله التخطيطية والتنفيذية في 12 صفر الماضي، فيما دشنت انطلاقته رسمياً في 18 جمادى الأول، واصفاً المشروع ب"الطموح الذي تبنته جامعة الطائف، وكرست له جهودها واستنهضت طاقاتها وشحذت عزائمها" لتحقيقه. وأشار د. الأسمري، إلى أن إطلاق المشروع جاء بتوجيه من مدير الجامعة سعياً لتحقيق الاعتماد الأكاديمي لجميع برامجها، حيث وجه بإعادة صياغة جميع البرامج الأكاديمية، لافتاً إلى أن المشروع شكل تحدياً كبيراً، في ظل وجود 51 برنامج أكاديمي تتوزع في أكثر من 20 كلية يدرس فيها 70 ألف طالب وطالبة، مؤكداً أن المشروع غير مسبوق في الجامعات السعودية على الإطلاق، إذ لم تقم أية جامعة بمراجعة وإعادة صياغة كافة برامجها دفعة واحدة من قبل. من جانبه، استعرض عميد التطوير في جامعة الطائف د. عيضة المالكي، منطلقات مشروع التحول البرامجي، مشيراً إلى أن الجامعة وضعت رؤية المملكة "2030"، في مقدمة منطلقات المشروع، لاسيما وأنها نصت على ربط التعلم بالعمل، وبناء منظومة تعليمية مرتبطة باحتياجات سوق العمل، وتعليم يسهم في دفع عجلة الاقتصاد، وكذلك وضعت خطة التحول الوطني "2020" ضمن منطلقات المشروع، من خلال تنفيذ توجهاتها الهادفة إلى تطوير المناهج وأساليب التعليم والتقويم، وتحسين البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتكار، وتعزيز قدرة نظام التعليم لتلبية متطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل. كما أشار د. عيضة، إلى أن منطلقات مشروع التحول البرامجي تضمنت تحديد القيم الحاكمة للمشروع، وهي: الكفاءة، والمؤسسية، والمساءلة، والتخصصية، كما تضمنت تلك المنطلقات الأهداف الإستراتيجية لبرنامج "آفاق" للتعليم الجامعي، والتي تشمل تعزيز جودة البرامج الأكاديمية والحصول على الاعتماد المحلي والعالمي، والارتقاء بالمحتوى التعليمي، وأساليب التعليم والتعلم، وأنماط التقويم. واستعرض د. المالكي مراحل تنفيذ المشروع، وتشمل: مرحلة التخطيط، ومرحلة التنفيذ، وأخيراً مرحلة الاعتماد، مبيناً أن عدد الكليات المشاركة في المشروع 12 كلية، بينما يبلغ عدد البرامج الأكاديمية التي شملها المشروع 47 برنامجاً، فيما شارك في عضوية اللجان الأكاديمية في البرامج المشاركة 272 عضواً، منهم 176عضواً في شطر الطلاب، و96 عضوه في شطر الطالبات.