تأمل الجماهير السعودية أن يكون عام 2014 موسم الإنجازات لكافة المنتخبات السعودية المشاركة في الاستحقاقات القارية المقبلة، والتي تأتي أهمها تصفيات آسيا المؤهلة لأولمبياد البرازيل صيف 2016، ولكن خروج المنتخب السعودي الأولمبي من بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم أمس الأول أمام نظيره القطري بأربعة أهداف لهدف، وقبلها خروجه متعادلا أمام فلسطين سلبيا، ترك أكثر من علامة استفهام، عطفا على المؤشرات التي لاحت بالأفق قبل انطلاق البطولة ومن خلال الفترة الاستعدادية للمنتخب، إذ اتضح جليا ضعف الاستعدادات من خلال المعسكر الإعدادي المقام في الرياض على فترتين ومن ثم معسكر الدمام. وبالرغم من الإمكانيات العالية التي يتمتع بها الجهاز الفني بالمنتخب، بقيادة الوطني خالد القروني، إلا أنه صدم بقرار العديد من الأندية منع بعض الأندية للاعبيها الالتحاق بصفوف المنتخب بحجة حاجتها للاعب وكون البطولة غير رسمية، إلا أن القروني بهذا القرار تلقى ضربة ثانية من الأندية. حيث رفض الاتحاد السماح للاعبيه محمد قاسم وعبدالرحمن الغامدي الانضمام للمنتخب في التجمع الأول بالرياض، ورفض الأهلي السماح للاعبه محمد فتيل بالانضمام للمنتخب، كما أن الاتفاق رفض انضمام محمد كنو وإبراهيم الإبراهيم وأحمد الشهري، بالإضافة للنصر الذي رفض انضمام أيمن فتيني، وأرجعت تلك الأندية السبب إلى أنها بحاجة لهؤلاء اللاعبين في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين. ووقف الاتحاد السعودي حيال هذا القرار الجماعي مكفوف الأيدي، خصوصا أن البطولة لا تعد رسمية ومعترفا بها ومدرجة ضمن أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». ولم تفلح محاولات القروني (الوحيدة) في السعي خلف الأندية للسماح للاعبيها، حتى شكل العديد من الزيارات للأندية، وذلك في إطار التعاون بين الطرفين حتى يتحقق الهدف المنشود منه، القروني الذي سبق أن تعاون مع عدد من الأندية في عدم استدعاء لاعبيها في وقت كانت الأندية بحاجة لهم، إلا أنه خذل هذه المرة، ولم تكن هذه المرة الأولى التي تقف من خلاله الأندية أمام القروني، فقد سبق ورفضت الأندية، ومن بينها الهلال والقادسية والاتفاق السماح للاعبيها بالانضمام لدورة كأس التضامن الإسلامي الأخيرة التي اختتمت في إندونيسيا. ويأمل مسيرو المنتخب الأولمبي في أن تنفرج هذه الأزمة خلال كأس أمم آسيا للمنتخبات الأولمبية التي تنطلق قريبا في دولة عمان للمرة الأولى، ويتم من خلالها ضم أبرز العناصر المؤثرة في الفريق، وعند النظر في الاستعداد الخاص للأخضر في بطولة اتحاد غرب آسيا ومقارنته باستعدادات باقي المنتخبات، نجد أن منتخبنا لم ترتق استعداداته للشكل المطلوب من خلال الفترة الأولى. ويعكف خالد القروني خلال الفترة القادمة للتوصل على اتفاق مع الأندية لتدعيم المنتخب بالعديد من الأسماء قبل الدخول في البطولة الآسيوية للمنتخبات الأولمبية، ويتطلع الجهاز الفني في المنتخب لتدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم في هذا الشأن، خصوصا أن العديد من المنتخبات المشاركة مدعمة بلاعبيها وتجد تفاعلا كبيرا من أنديتها. واعترف القروني، أمس الأول، بعد (رباعية قطر) بضعف الإعداد الذي لازم أخضرنا خلال الفترة الماضية، الأمر الذي يجعل اتحاد القدم في مأزق كبير يتطلب التدخل والدعم، خصوصا أن هذا المنتخب يعد الركيزة واللبنة الأولى للمنتخب الأول. وبالرغم من مشاركة أخضرنا في البطولة بالصف الثاني من المنتخب الأولمبي، إلا أنه قدم مستوى جيدا أمام نظيره الفلسطيني الذي شارك بمنتخبه الأول، وقاتل في فترات كبيرة من مباراة المنتخب القطري إلا أن الحظ لازمه كثيرا، ويأمل القروني وجهازه الفني في الخروج بأكثر المكتسبات قبل البطولة الأهم آسيويا المؤهلة للأولمبياد في استراليا، وسيبدأ الأخضر خلال فترة المقبلة، وقال القروني أن بطولة غرب آسيا هي خير إعداد لنا للبطولة القادمة وهناك محاولات لإلحاق بعض الأسماء بالتشكيلة، ولكن لا أستطيع أن أعد بأي اسم لأن موعد تسليم قائمة المشاركين في البطولة قد حان، وأضاف «بالنسبة لنا الظروف هي التي جعلت الفريق يظهر بهذا الشكل؛ لأن فترة الإعداد لم تكن جيدة، وسنسعى إلى علاج هذه المعضلة بانضمام أسماء جديدة ستساعدنا في تحسين وضع المنتخب السعودي في كأس أمم آسيا».