بالرغم من التعليمات الواضحة والصريحة التي أقرتها الإدارة العامة للمرور، بشأن تظليل السيارات، وتحديد الحد المسموح والممنوع، وما أنواع التظليل المسموح استخدامها في المملكة، إلا أن بعض قائدي السيارات لم يلتزموا بتلك التعليمات وخصوصا فئة الشباب، فكثيرا ما نرى سيارات تم تظليل زجاجها بالكامل وحتى الزجاج الأمامي، فلا تستطيع أن ترى من بداخلها، ومع ذلك لم يتخذ بحق قائديها العقوبات الرادعة، فأقصى عقوبة قد تتخذ ضد المخالف غرامة مالية لا تتجاوز 500 ريال وتكليف قائد السيارة بنزع التظليل فقط. الغريب في الأمر أن محال زينة السيارات تعمل على تظليل السيارات دون حسيب ولا رقيب فهي تركبها بمختلف درجاتها، والمرور لا يحرك ساكنا إلا أنه يطالب بنزعها متى ما نصب نقاط التفتيش، فكأن الأمر رغم بساطته لا يستحق الضبط أو المنع، ولو أراد لشدد الرقابة على محال بيع التظليلة، بالتعاون مع الجهات المختصة لمنع ومعاقبة من يقوم بتركيب التظليلة المخالفة لتعليماته. تساهل أم تجاهل عندما نزور أي مواقع لتجمع محال زينة السيارات كشارع الغرابي في الرياض مثلا: والذي تقدر مبيعاته من تظليلة السيارات سنويا ملايين الريالات لا نرى أي تواجد للمرور، لمنع تركيب التظليلة أو التوجيه بالمسموح منها والممنوع، وبالمقابل نجد إقبالا منقطع النظير على تركيب التظليلات بأنواعها المختلفة، والسؤال الذي يطرح نفسه "إذا كان التظليل ممنوعاً فعلاً، فلماذا يباع في محلات الزينة وغيرها". المتعارف عليه وفق تعليمات الإدارة العامة للمرور أن تظليل السيارات يجب أن يقتصر على الزجاج الجانبي للمقاعد الخلفية بالسيارة مع عدم قانونية تظليل الزجاج الخلفي والأمامي أو الجانبي من جهة السائق أو المرافق له، ومن هذا المنطلق يجب إلزام أصحاب المحلات بوضع تعليمات المرور والشروط الواجب اتباعها عند طلب التظليل ومن يخالفها يحاسب. والغريب أيضا أن الإدارة العامة للمرور سبق وأن وجهت جميع إدارات المرور في مختلف مناطق المملكة بمعاقبة من يرتكب مخالفة تظليل السيارات بغرامة مالية وحجز المركبة حتى إزالة المخالفة، وشدد التعميم على إدارات المرور بالتأكيد على جميع العاملين في الميدان بالمتابعة وضبط هذه التجاوزات وتطبيق التعليمات بشأنها بحزم شديد وعدم التساهل في هذا الأمر. ولكن كأن في الأمر ما يكشف عن تساهل وتجاهل من قبل إدارات المرور لما لهذه المخالفة من أسباب عديدة فقد تستغل للتهرب من عمل إجرامي يمس أمن الوطن والمواطنين. أعذار واهية تشهد محال الزينة التي تبيع مواد التظليل إقبالاً كبيرا خصوصا خلال فصل الصيف وارتفاع حرارة الشمس، وهناك من قد يتذرع بأهمية التظليل في هذا الوقت بالذات، ولكن قد يكون هذا الأمر غير مبرر، خصوصا إذا عرفنا أن هناك أنواعاً خاصة لتخفيف تأثير حرارة الطقس ولكنها لا تحجب الرؤية، كما أن هناك من يتذرع بأهمية التظليل في سيارات العوائل لتحقيق الخصوصية، وقد يكون بعض هذه الأعذار مبررا ولكن تظليل الزجاج، وخاصة الأمامي، وزجاج السائق والراكب، قد ينطوي عليه مخاطر أكبر من أن يتصورها الإنسان الطبيعي، فقد يتم استغلالها بمخاطر لا تخفى على رجال الأمن. وهناك بعض الشباب للأسف لا يدرك مخاطر التظليل، وقد يبرر سبب تظليله السيارة بالكامل لمجرد التقليد ومحاكاة زملائه وأصدقائه فقط، غير مدرك خطر ذلك، ولكنه يتفاجأ عند نقاط التفتيش بمطالبته بنزع التظليل ومخالفته، ومن ثم يعود لمحال الزينة لتركيبها من جديد. المرور والتظليل تنص تعليمات الإدارة العامة للمرور بأن تظليل السيارات المسموح به يجب أن يكون شفافًا ولا يحجب الرؤية وليس عاكسًا للصورة كالمرآة، وألا يحمل أي نقوش أو صور. وفي تغريدة عبر حسابها الرسمي "تويتر"، سبق وبينت أن أنواع التظليل المسموح باستخدامها في المملكة، هي التي لا تلحق الضرر بالإنسان والبيئة، وأنه يسمح فقط بوضع تظليل شفاف يمكن من خلاله رؤية من بداخل السيارة، وأن تكون درجة الشفافية فيما يعرف ب"زيرو 2". وأن من شروط التظليل أن يقتصر على الزجاج الجانبي للمقاعد الخلفية بالسيارة" وعدم قانونية تظليل الزجاج الخلفي والأمامي أو الجانبي من جهة السائق أو المرافق له. ووفقًا لشروط المرور، فالسيارات المسموح تظليلها هي التي لها قمرة قيادة ومقاعد خلفية وأبواب جانبية ومخصصة لنقل الأشخاص، في حين أن السيارات التي يمنع تظليلها هي سيارات الأجرة وسيارات التأجير اليومي وسيارات السبور ذات الباب الواحد التي لا تسع إلا للسائق ومرافق واحد، إلا إذا كان لها مقاعد خلفية بزجاج منفصل. المرور يوضح شروط تظليل السيارة