إن تعقد ثلاثة قمم في يومين في مدينة واحدة فهذا يدل على عظم شأن هذه المدينة، عاصمة بلادنا الحبيبة الرياض ستشهد خلال الأيام القليلة المقبلة قمماً غاية في الأهمية، قمماً غير مسبوقة الانعقاد في الزمان والمكان، قمة سعودية أميركية، قمة خليجية أميركية وقمة عربية إسلامية أميركية، كل واحدة من هذه القمم تمثل حدثاً تتجه أنظار العالم نحوه، فكيف بنا بانعقاد كل تلك القمم؟ كلنا يعلم أن المملكة تقوم بدور محوري على الصعد العربية، الإقليمية والدولية، وكلنا يعرف أن المملكة هي صمام الأمان الذي يسعى دائماً إلى الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة والعالم، هي من يبادر دوماً لكل مافيه خير وتنمية للدول الشقيقة والصديقة، وأياديها البيضاء ممتدة عبر تاريخها، خيرها ليس مقتصراً عليها، هي كالشجرة الوارفة ظلها ممتد تريد الخير للجميع. الثقل السياسي والاقتصادي والديني لبلادنا يتعاظم يوماً بعد يوم، كلمتها مسموعة وقرارها نافذ ورأيها ثاقب، هي الأقدر على لم الشمل ونثر الخير وتأليف القلوب فكانت مهوى الأفئدة ومقصد الوفود وصرحًا يشار إليه بالبنان، كل ذلك وأكثر لم يأت من فراغ بل كان مبنياً على أسس ومبادىء غير قابلة للتغيير والتبديل فكسبت احترام العالم وتقديره وحققت مكانة لم تصل إليها دول كثيرة في فترة وجيزة لاتقاس في عمر الزمن. القمم الثلاث تأتي في وقت يشهد فيه العالم وليس إقليمنا وحسب تغيرات متسارعة تتطلب تحركاً أسرع من أجل احتوائها والعمل على تأسيس شراكات إستراتيجية تكون قوة فاعلة سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وخادم الحرمين الشريفين أعلن -حفظه الله- دواعي انعقاد القمة قائلاً:"تؤسس هذه القمة التاريخية لشراكة جديدة في مواجهة التطرف والإرهاب ونشر قيم التسامح والتعايش المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار والتعاون خدمة لحاضر ومستقبل شعوبنا"، هذا هو ديدن بلادنا التي تعمل قيادتها دائماً وأبداً من أجل خير البشرية الذي نصبو إليه جميعاً.