أكد سياسيون ل«اليوم» أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أوصل رسالة في القمة العربية الإسلامية - الأمريكية، نقلت صورة إيجابية حضارية عن العالم الإسلامي، أظهرت خبرة المملكة في احتضان القمم الكبرى والمهمة، بجانب تعزيز قوتها بتنادي أكثر من 55 دولة عربية وإسلامية للمشاركة في القمة الأكبر على مستوى العالم، مشيرين إلى أن هذا التجمع جاء ردا على متهمي العالم الإسلامي برعايته للإرهاب ونقله إلى العالم الغربي. آفاق جديدة قال رئيس الدراسات المدنية بكلية الملك خالد العسكرية د. نايف الوقاع: «إن من أهم نتائج قمة الرياض، الثبيت على قيادة السعودية للأمتين العربية والإسلامية»، وأضاف «أما أبرز مخرجات القمة من قرارات، فهو عزل إيران ومحاسبتها على أفعالها ثم معاقبتها على ما تقوم به من دعم ورعاية للإرهاب، وتدخلها في شؤون دول المنطقة، وتهديدها للأمن والاستقرار». وأكد د. نايف أن العلاقة الاستراتيجية بين المملكة وأمريكا عملت على فتح آفاق جديدة بشكل غير مسبوق في إيجاد فرص استثمارية مغرية للاقتصاد السعودي، لافتا «إلى تبني العالم لنهج السعودية في محاربته للإرهاب والفكر المتطرف، والذي أسست له بإنشاء مركز للحوار بين الأديان، إضافة لإظهار وبيان قوة السعودية وخبراتها المتراكمة في مجال تنظيم وإقامة المؤتمرات والتجمعات الدولية». ورأى الوقاع أن تعزيز القوة العسكرية السعودية وخصوصا البدء الفعلي بالتصنيع العسكري المتقدم، يعتبر من مكاسب هذه القمة بتحريك الأموال السعودية المستثمرة في أمريكا وإعادة استثمارها داخليا وبعوائد أكبر وفوائد أكثر. واستدرك د. نايف «ان القمة كشفت مدى قوة وتأثير القيادة السعودية في الأحداث الدولية وتغيير مسارها بما يتوافق مع مصالحها ومصالح الأمتين العربية والإسلامية». قمة القمم بدوره قال المحلل السياسي د. وحيد حمزة: «قمة الرياض كانت قمة القمم السياسية والأمنية والاقتصادية بجميع المعايير الكمية والنوعية، فهي أربع قمم مترابطة ومتصلة، قمة سعودية أمريكية، خليجية أمريكية، عربية أمريكية، وإسلامية أمريكية، جميعها بتنظيم وإشراف ورعاية سعودية خالصة ممثلة في خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز»، مشيرا إلى «أن النجاح لا تعكسه الكلمات ولا اللقاءات أوالإرادات وحسب، وإنما المخرجات والاتفاقيات الاقتصادية والتجارية التي تمخضت عن القمة السعودية الأمريكية». من جهته، أوضح المحلل السياسي د. أحمد الركبان «أن التجمع الدولي غير المسبوق وجه رسالة قوية إلى إيران وروسيا، فزيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للمملكة تبين أن السعودية هي التي تقود العالمين العربي والإسلامي». وشدد الركبان على «ان الولاياتالمتحدة تعرف القيمة الاعتبارية للسعودية، خاصة بعد قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز للمملكة نحو بر الأمان رغم الظروف التي تحيط بالمملكة من ناحية الحوثيين أذرع إيران في اليمن، ومن جهة أخرى الحشد الطائفي في العراق وميليشيات نظام إيران في سوريا ولبنان». وحدد د. أحمد نتائج القمة والفوائد التي جنتها المملكة قائلا «إن القمة أمنت السلاح وعززت الاقتصاد والأمن»، مشيرا إلى «توقيع اتفاقيات بأكثر من 380 مليار دولار مع الولاياتالمتحدة، والتبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين عبر 19 شركة، وحجم التبادل التجاري الذي فاق 22 مليار دولار في البترول والغاز». تعاون وشراكة ويواصل المحلل السياسي الركبان حديثه عن حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين، بقوله «أيضا أكثر من 200 مليار دولار هي حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين، وفي مجال الطيران أكثر من 150 طائرة توماهوك سوف يتم تجميعها في المملكة وتوطين الأسلحة وتصنيعها في السعودية». وأشار الركبان لإشادة الرئيس الامريكي ترامب بدور المملكة في محاربة الإرهاب، وحفاظها على الأمن الاستراتيجي في المنطقة، كما أكد الرئيس الأمريكي سعادته بلقاء زعماء دول مجلس التعاون في قمة تجمعه معهم كل عام. ولفت المحلل السياسي إلى «أن سلفه السابق باراك أوباما لم تتوافق سياسته مع المملكة، وذلك لغضه النظر عن تهديدات إيران، ومنحها صلاحيات أطلقت يدها للعبث في المنطقة، ما ساعد على انتشار الإرهاب»، مشيرا إلى «أن الاتفاق النووي الهزيل الذي وقع بين أوباما وإيران كان له عظيم الأثر في تحفيزها على المضي في مشروعها التوسعي الإرهابي». وأبدى د. الركبان تفاؤله بإعادة ترامب للثقة والشراكة والتحالف بين بلاده والسعودية كما كانت عليه في عهد الملك عبدالعزيز، لافتا إلى «أن زيارة ولي ولي العهد محمد بن سلمان لواشنطن ولقائه ترامب، أوصلت رسالة قوية بثبات العلاقة بين البلدين، فهي مصالح أبدية لا يمكن فصلها عن بعض». تجمع زعماء الدول العربية والإسلامية نشط وأسس لعلاقة مميزة بالولاياتالمتحدة، والقمم عززت قوة المملكة العربية السعودية وردت اعتبارها، ليأتي مركز مكافحة الإرهاب الذي تم افتتاحه بالرياض على يد الملك سلمان والرئيس الأمريكي ترامب وبقية الزعماء، مرجعًا ومنارة ستعمل على مكافحة الإرهاب والحد من التطرف بالإمكانية العالية التي أسس عليها، ما يدل على حرص المملكة على أمنها وأمن المنطقة والعالم، وهو ديدنها فهي دائما في الطليعة والسباقة في ردع الإرهاب.