لفت ملتقى الإنتاج الفني الأنظار نحو المشكلات التي يواجهها المنتمين لصناعة الإعلام المرئي والمسموع بكل أصنافه على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. إذ كان أبرز ما تم تداوله في أروقة الملتقى هو ضعف حجم سوق الإعلام المرئي والمسموع في منطقة الخليج قياسا بما يتوافر من إمكانات وقياسا بالقضايا والملفات التي تمس مسيرة التنمية في دول مجلس التعاون، إذ تعد الأداة الإعلامية بوجه عام غير مستغلة بالشكل الصحيح من جانب الأجهزة الحكومية. ويأمل مدير فرع وزارة الثقافة والإعلام في المنطقة الشرقية ماجد البابطين في لقاء مع "الرياض" الراعي الإعلامي للملتقى، أن يكون الملتقى نجح في استشراف المعوقات التي تواجه المحتوى الإعلامي الخليجي والمحلي، وإيجاد الحلول المناسبة، وتوجيه جهود الإعلام الخليجي لمواجهة الإعلام الذي يستهدف دول مجلس التعاون الخليجي، وأن يحقق الملتقى التعاون والتبادل في المنفعة بين أهل الصناعة، ويؤسس لتحالفات وشراكات بناءة تخدم مخرجاتها صناعة الإعلام المرئي والمسموع. فيما أكد المشرف الفني على الملتقى الفنان جعفر الغريب، إن الملتقى أسس مفهوم "الاجتماع" من أجل تذليل العقبات من خلال التجمع بإقامة المنتديات والمؤتمرات، ويقام للمرة الأولى على مستوى المملكة في مدينة الدمام. وأضاف، إذا استثمرت الأجهزة الحكومية عناصر الإنتاج الفني ووقفت خلف إنتاج بعض الأعمال الفنية، فإنه بذلك سترتفع قيمة المحتوى بشكل كبير في المنتج الخليجي، معلالا بقول: إن مجرد وجود "جهاز" يحمل "قضية" ويشترك مع عناصر الإنتاج الفني في صناعة عمل سواء كان مسلسلا أو فيلما أو غيره عندها ستزدهر الحركة الفنية وسيكون لها أثر وقيمة وستقدم ما يتفاعل معه الجمهور وسنخرج من إطار الإنتاج الفني من أجل "الترفيه" إلى إنتاج ذو رسالة يخدم الوطن. لاسيما وأننا الآن في مرحلة توجهات وطنية على مستوى دول الخليج تتمثل في رؤى 2030 في غالب دول مجلس التعاون، وجميع هذه الرؤى تحمل تطلعات وطنية ضخمة وهذا التطلعات بحاجة إلى مشاركة الجمهور وتفاعله والجمهور يتم الوصول إليه من خلال أدوات الإعلام والتي تشكل الأعمال الفنية جزء رئيس من الأداة الإعلامية. وقالت عبير جليح رئيسة الملتقى في حفل الختام مساء أمس الأول الذي حضره وكيل إمارة المنطقة الشرقية د. خالد البتال نيابة عن سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف راعي الملتقى: إن ملتقى الإنتاج الفني ليس مجرد تجمع نشترك فيه لعرض ما لدينا من اختصاصات لغرض تسويقها وحسب، إنما هو ملتقى من أجل بحث التحديات التي تعيق من مسيرة العمل الإعلامي المرئي والمسموع، بما يجعلنا نخرج برؤى تتيح لنا إمكانية رسم الطريق نحو المضي قدما في مجالنا هذا لنكون فاعلين في خدمة أوطاننا. وأضافت، إننا نتطلع من خلال ملتقانا هذا لأن نسلط الضوء على أهمية إقامة العلاقات بيننا كعناصر في صناعة الإعلام وبين المؤسسات الوطنية الحكومية وغير الحكومية، فكلما تعمقت الشراكة بيننا وبين هذه المؤسسات، كلما كان لمنتجاتنا الإعلامية رسالة وأثر يخدم المجتمع. فيما يرى عبدالرحيم نقي أمين غرف دول مجلس التعاون الخليجي الشريك في إقامة الملتقى، إن هذا الملتقى بادرة خير في المنطقة الشرقية منطقة الخير، مبينا إن مشاركة اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي في الملتقى نابعة عن اهتمام الاتحاد بكل ما يهم القطاع الخاص الخليجي ومن ضمنه قطاع الإنتاج الفني الذي أثبت وجوده بجدارة لدى صناع القرار والجهات المعنية حيث يقدم هذا القطاع لمواطني ومواطنات دول المجلس برامج و محتوى إعلامي وفني هادف وشيق. وزاد: لا شك أن هذا الملتقى يسعى لتسليط الضوء على تفعيل الشراكة بين مؤسسات الرسمية وصناع المحتوى الإعلامي بما يصب في مصلحة مسيرة دول مجلس التعاون الخليجي لا سيما أن المحتوى الإعلام والمرئي المسموع سواء كان أفلام قصيرة أو برامج حوارية تعتبر وسائل إعلامية مؤثرة يجب استثمارها لتشكل الرأي العام حول القضايا الوطنية التي تهم دول مجلس التعاون. يذكر ان الملتقى أختتم أعماله أمس الأول برعاية "الرياض"، بعد أن عقد ثلاث جلسات حوارية وست ورش عمل وأطلق سوقا للإنتاج الفني شاركت فيه نحو 40 من الشركات الكبيرة في مجال الإنتاج وتزويد الخدمات التقنية والقنوات الفضائية والإذاعات ووزارة الثقافة والإعلام السعودية وإذاعة وتلفزيون الكويت وهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية وشركات دبلجة وغيرها، وشهد نحو 10 اتفاقات وعقود بين منتجين وفنانين. وعقدين بين شركة لخدمات البث الفضائي وبين شركتين سعوديتين تعملان في المجال الإعلامي.