لفت ملتقى الإنتاج الفني الأنظار نحو المشكلات التي يواجهها المنتمون لصناعة الإعلام المرئي والمسموع بكل أصنافه. إذ كان أبرز ما تم تداوله في أروقة الملتقى هو ضعف حجم سوق الإعلام المرئي والمسموع في منطقة الخليج قياسا بما يتوافر من إمكانات وقياسا بالقضايا والملفات التي تمس مسيرة التنمية في دول مجلس التعاون، إذ تعد الأداة الإعلامية بوجه عام غير مستغلة بالشكل الصحيح من جانب الأجهزة الحكومية. وقد اختتم الملتقى أعماله الخميس الماضي بعد أن عقد ثلاث جلسات حوارية وست ورش عمل وأطلق سوقا للإنتاج الفني شاركت فيه نحو 40 من الشركات الكبيرة في مجال الإنتاج وتزويد الخدمات التقنية والقنوات الفضائية والإذاعات ووزارة الإعلام السعودية وإذاعة وتلفزيون الكويت وهيئة الإذاعة والتليفزيون السعودية وشركات دبلجة وغيرها، وشهد نحو 10 اتفاقات وعقود بين منتجين وفنانين. وقالت رئيس الملتقى في حفل الختام، الذي حضره وكيل إمارة المنطقة الشرقية د. خالد البتال بالانابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية راعي الملتقى: إن ملتقى الإنتاج الفني ليس مجرد تجمع نشترك فيه لعرض ما لدينا من اختصاصات لغرض تسويقها وحسب، إنما هو ملتقى من أجل بحث التحديات التي تعيق من مسيرة العمل الإعلامي المرئي والمسموع. إننا نتطلع من خلال ملتقانا هذا لأن نسلط الضوء على أهمية إقامة العلاقات بيننا كعناصر في صناعة الإعلام وبين المؤسسات الوطنية الحكومية وغير الحكومية. فكلما تعمقت الشراكة بيننا وبين هذه المؤسسات، كان لمنتجاتنا الإعلامية رسالة وأثر يخدم المجتمع. فيما قال أمين غرف دول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحيم نقي الشريك في إقامة الملتقى: نعتقد إن شاء الله أن يكون الملتقى بادرة خير في المنطقة الشرقية، مبينا أن مشاركة اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي في الملتقى نابعة عن اهتمام الاتحاد بكل ما يهم القطاع الخاص الخليجي ومن ضمنه قطاع الإنتاج الفني الذي أثبت وجوده بجدارة لدى صناع القرار والجهات المعنية، حيث يقدم هذا القطاع لمواطني ومواطنات دول المجلس برامج ومحتوى إعلامي وفني هادف وشيق. مضيفا: لا شك أن هذا الملتقى يسعى لتسليط الضوء على تفعيل الشراكة بين المؤسسات الرسمية وصناع المحتوى الإعلامي بما يصب في مصلحة مسيرة دول مجلس التعاون الخليجي لا سيما أن المحتوى الإعلام والمرئي والمسموع سواء كان أفلاما قصيرة أو برامج حوارية تعتبر وسائل إعلامية مؤثرة يجب استثمارها لتشكل الرأي العام حول القضايا الوطنية التي تهم دول مجلس التعاون. وأكد المشرف الفني على الملتقى الفنان جعفر الغريب أنه إذا استثمرت الأجهزة الحكومية عناصر الإنتاج الفني ووقفت خلف إنتاج بعض الأعمال الفنية، فإنه بذلك سترتفع قيمة المحتوى بشكل كبير في المنتج الخليجي، وتزدهر الحركة الفنية وسيكون لها أثر وقيمة وستقدم ما يتفاعل معه الجمهور وسنخرج من إطار الإنتاج الفني من أجل «الترفيه» إلى إنتاج ذي رسالة يخدم الوطن، لاسيما أننا الآن في مرحلة توجهات وطنية على مستوى دول الخليج تتمثل في رؤى 2030 في غالب دول مجلس التعاون، وجميع هذه الرؤى تحمل تطلعات وطنية ضخمة وهذه التطلعات بحاجة إلى مشاركة الجمهور وتفاعله والجمهور يتم الوصول إليه من خلال أدوات الإعلام، التي تشكل الأعمال الفنية جزءا رئيسا من الأداة الإعلامية.