أوضح أمين اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحيم نقي، أن صناع المحتوى الإعلامي ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة يواجهون عدداً من التحديات، من بينها تحديات اقتصادية تتطلب توفير الدعم من القطاعين العام والخاص لرواد هذه الصناعة المؤثرة. وأضاف نقي، أن الملتقى يسعى لتسليط الضوء على أهمية تفعيل الشراكة بين المؤسسات الرسمية وصناع المحتوى الإعلامي بما يصب في مصلحة مسيرة دول مجلس التعاون، ولا سيما أن المحتوى الإعلامي المرئي والمسموع سواءً أكان أفلاماً قصيرة أم برامج حوارية تعتبر وسائل إعلامية مؤثرة يجب استثمارها لتشكيل رأي عام حول القضايا الوطنية التي تهم دول مجلس التعاون. إلى ذلك، يرعى أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز الملتقى الأول للإنتاج الفني الذي يقام في الثامن من أيار (مايو) المقبل لمدة ثلاثة أيام بفندق الكمبنسكي بالخبر. من جهتها، بينت رئيسة الملتقى عبير جليح أن مشاركة الوسائل الإعلامية الكبرى وكبرى شركات الإنتاج في هذا الملتقى لا بد أن تثمر عن رؤى وتطلعات جديدة، من أهمها ترسيخ مفهوم قيمة المحتوى الإعلامي في دعم الخطط الوطنية كرؤية المملكة 2030، وتسليط الضوء على حاجة مؤسسات الدولة إلى الاستفادة من صناع المحتوى الإعلامي لبث رسائل تشكل رأياً عاماً في المجتمعات لدعم خطط دولنا في الخليج العربي ومسيرتها نحو التنمية والتطور. مؤكدة أن صناع المحتوى الإعلامي يعيشون عزلة مع المؤسسات الرسمية تجعل من المنتج الفني الخليجي أقل فائدة، وتفقد المؤسسات الرسمية أيضاً قوة التأثير من خلال هذه الوسائل المعروفة بطابعها الجماهيري. ونوهت رئيس ملتقى الإنتاج الفني الأول أن شركات الإنتاج الفني الذين يمثلون القاعدة الأكبر في وسط صناع المحتوى الإعلامي «المرئي والمسموع» يعانون من تفرد وزارات الإعلام في دول الخليج في العلاقة مع المؤسسات الرسمية، كون وزارات الإعلام تمثل الزبون الأوحد لشركات الإنتاج التي تقوم بتعميد شركات الإنتاج بتنفيذ الأعمال الفنية وشرائها. وقالت جليح نسعى لأن نستفيد من تجارب الدول الأخرى التي تعتمد فيها الوزارات الحكومية والمؤسسات الرسمية على العمل الفني كالمسلسل والأغنية والفيلم والمسرحية ضمن خططها الإعلامية وترويج سياساتها حتى تشكل رأياً عاماً مسانداً لتطلعاتها وخططها. وهو ما نشأ على إثره حزمة من الفوائد منها أن شركات الإنتاج تعرض بضاعتها على وزارات الدولة كافة وليس وزارة واحدة، وهذا مفيد لخلق قيمة تنافسية وأثر اقتصادي مهم. كما ينشأ على إثره خروج منتج قوي ذي رسالة حينما تعرض وزارة ما أهدافها على شركات الإنتاج وتخرج بعمل فني يبث الرسالة التي تريدها. وأيضاً يجعل من هذه الصناعة أكثر حيوية وتعظم من عوائدها الاقتصادية بخلاف الوضع الذي هو عليه الفن في دول الخليج، حيث نجد أن شركات الإنتاج إما مهددة بالإفلاس أو اتجهت لمسارات غير مسارها الأصلي، كأن تتخصص في توثيق بعض المناسبات توثيقاً داخلياً ليس موجهاً للجمهور. وذهبت جليح إلى أبعد من ذلك، إذ قالت إن المسلسلات التركية روجت للسياحة في تركيا ونجحت وروجت للحلي التركية والمجوهرات من خلال مسلسل حريم السلطان مثلاً، ونجحت وروجت أيضاً للتعليم في تركيا من خلال أعمال فنية مما عرضته الشاشات الخليجية. بينما نحن في الخليج يحق لنا أن نروج لنجاحاتنا الوطنية الكبرى، ونروج للوعي الذي تنشده بعض الوزارات كالوعي في الشأن الطبي، الذي خصصت له رؤية المملكة 2030 أحد فصولها من خلال الرغبة في رفع الأعمار لدى المواطن الخليجي. فضلاً عن قضايا أخرى ذات أهمية كبرى كأن تعالج عبر الفن قضايا مثل التعايش والأمن بمفهومه الشامل. لكننا لا نزال نشهد عزلة بين المؤسسة الرسمية وبين صناع المحتوى الإعلامي. مؤكدة أن عزلة شركات الإنتاج في الخليج سيجعلها تعاني وستُفقد المجتمعات القيمة الكبيرة المتمثلة في قوة تأثير بضاعة هذه الشركات وقدرتها على الإسهام في مسيرة التنمية. من جهته، قال مستشار العلاقات العامة للملتقى خالد الجناحي إن كبريات المؤسسات الإعلامية تشارك في هذا الحدث الذي يتفرد بإطلاق منتدى حواري يناقش تحديات صناعة الإعلام المرئي والمسموع ومنها مجموعة الmbc، وروتانا وإذاعة ألف ألف، وقناة اقرأ، ودار ألفا للإنتاج الفني، كما يستضيف دولة الكويت التي تشارك بمجموعة من فنانيها ومسؤولين في وزارة الإعلام الكويتية كضيف شرف في الملتقى. مشيراً إلى أن الملتقى يسعى للفت الأنظار إلى أهمية العناية بهذا الصنف من العمل الإعلامي «ذي الطابع الفني» وعدم تركه مهملاً حتى لا تنتج أعمالاً تبني لدى الملتقي الخليجي مفاهيم لا تنسجم مع مبادئه وتوجهاته.