كل بطولة مهمة يكون لها مهر كبير يدفع من أجل الحصول عليها، وتحضيرات خاصة وعمل مختلف وتعاقدات أكثر فائدة وتعاطيا مع مختلف الأحداث والظروف بهدوء وعقلانية وتخطيط إيجابي، وهذا ما فعلته إدارة الأمير نواف بن سعد الذي جهز فريقا مختلفا منذ حوالي عشرة أشهر من التعاقدات لجلب لاعبين محليين وعناصر أجنبية وبميزانية كبيرة خصصت لتحقيق لقب "دوري جميل" 2017م فكان له ما رسم وخطط من خلال الظفر بأهم وأطول بطولات الموسم واقواها. وجاءت البداية بإعلان الرئيس حاجته للوقفة الشرفية والدعم المالي لأن عقود الرعاة لا تكفي لتحقيق البطولة التي ابتعد عنها الفريق خمسة مواسم، ولم يكن أمام شرفيي الهلال إلا الوقوف بجانب الإدارة وتقديم الدعم الذي قفز إلى أكثر من 200 مليون كانت كفيلة بجلب خمسة نجوم محليين أبرزهم لاعبي الوسط ماجد النجراني وعبدالملك الخيبري قادمان من القادسية والشباب وعودة المدافع أسامة هوساوي من الأهلي واستقطاب الحارس عبدالله المعيوف والتعاقد مع لاعب وسط التعاون عبدالمجيد الرويلي وتجديد عقدي سالم الدوسري وسلمان الفرج. أدوار إيجابية لعبها المفرج وقرار الحكم الأجنبي أراح الهلاليين خطوة التحضيرات الأولى لبطولات الموسم بدأت أوروبيا في النمسا وواكب ذلك ابرام الصفقات الأجنبية قبل التوجه إلى لندن لخوض لقاء السوبر السعودي أمام الأهلي في لندن بعد التعاقد مع الجهاز الفني بقيادة الاوروغوياني ماتوساس غوستافو الذي بدأ مع الفريق منذ المعسكر الخارجي ولكنه لم يكن بالشكل والطموح الذي يرغبه الهلاليون الذين وضعوا هدفهم الأساسي "دوري جميل"، فكان جرس الإنذار بخسارة كأس السوبر، عندها بدأ التفكير بجلب البديل ولكن بعد الوقوف على التكتيك والأداء الفني أكثر واكتمال العناصر الأجنبية ممثلة بلاعبي الوسط البرازيلي ادواردو كارلوس والمهاجم البرازيلي تياغو الفيس ولاعب الوسط الاوروغوياني نيكولاس مليسي والمهاجم البرازيلي ليو بوناتيني، ولكن النجاح لم يحلف تياغو والغي عقده في الفترة الشتوية، فيما ظهرت بوادر غير إيجابية لدى المدرب غوستافو الذي تخبط مع الفريق في أولى مواجهات الدوري ومعه هبط مستوى الفريق وتقرر ابعاده عن الفريق والتعاقد مع المدرب الأرجنتيني رامون دياز الذي تسلم المهمة مع لقاء الاتحاد في الدوري بعد الاستعانة بالمدرب ماريوس الروماني سبيريا الذي حقق نجاحات جيدة مع الفريق خلال اشرافه على الفريق ومنها جاءت انطلاقة الهلال لاقتحام الصدارة والاستمرار حتى معانقة الذهب، وانتهت تعاقدات إدارة الهلال مع المهاجم السوري عمر خريبين كصفقة ناجحة في الفترة الشتوية فكانت من أقوى وأفضل الصفقات المحلية الذي حقق النجاح ما جعل الإدارة تفكر جديا بشراء عقده مع نهاية الموسم الحالي كون الهلاليون وجدوا ضالتهم فيه واستطاع اقناعهم مع أول مشاركة، فيما جاءت نقطة التحول لمسيرة الدوري في تحقيق اللقب امام الاتحاد في جدة والتي كسبها الفريق الأزرق بنتيجة 3-1 ثم لقاء الفتح وهدف الفوز من المهاجم ياسر القحطاني في الدقيقة 96 من زمن المباراة ليكون الاقتراب من اللقب قبل التأكيد النهائي لتحقيق اللقب رقم 14 امام الشباب بفارق سبعة القاب عن اقرب منافسية ومتصدرا للأندية السعودية ب55 بطولة ومبتعدا عن اقرب المنافسين بالسجل الشرفي إلى اكثر من 22 بطولة. البطولة ثمن التجديد أعلن رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد أن المدرب الأرجنتيني رامون دياز أبدى رغبة بالبقاء وسيتم نقاش العقد الأسبوع المقبل وهو مرتبط بعامين مع النادي ولكن هناك بعض الأمور"، فيما تحفظ بالحديث عن العناصر الأجنبية إلى حين الانتهاء من الموسم كاملا، وأكد أن كأس الملك هدف كبير قبل نهاية الموسم الحالي، اما بطولة دوري أبطال آسيا فأدوارها تنتهي الموسم المقبل. وشكر رئيس الهلال الشرفيين جميعا إلى جانب الرئيس السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي كان له وقفة صادقة مع النادي كما هو الحال لعضو الشرف الأمير أحمد بن سلطان الذي تواجد في الملعب وقدم التهاني للاعبين مباشرة مع نهاية المباراة، ولم ينسى رئيس النادي الأزرق العاصمي كل الشرفيين وأعضاء الإدارة والأجهزة الإدارية والفنية والدور الكبير الذي لعبوه لتحقيق لقب الدوري. من جهة أخرى رد الرئيس السابق للنادي وعضو الشرف الأمير عبدالرحمن بن مساعد على رسالة الأمير نواف بن سعد بالشكر وقال: "هذا الأمر هو ديدن كل هلالي يقف خلف هذا الكيان لتحقيق مزيد من البطولات". احتفائية خاصة تٌحضر الإدارة الهلالية لبعض المفاجآت في يوم التتويج أمام المنافس النصر في الرابع من مايو وتجهيز كتيب عن البطولة وتوجيه الدعوات للرؤوساء السابقين واللاعبين ولعدد من الإدارات السابقة واللاعبين الاجانب السابقين والمدربين السابقين، وستكون هذه الاحتفالية على استاد الملك فهد. نجوم النادي الملكي.. حضور قوي وتتويج بالدوري قبل نهاية المسابقة بجولتين