توقع الجمهور الغفير الذي حضر لقاء الشيخ سليمان الراجحي، والذي عقد في إطار سلسلة تجارب ناجحة في الأوقاف، الذي نظمته لجنة الأوقاف ب"غرفة الرياض"، بمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات" مساء أمس الأول، أن يستمع بشكل مفصل من الشيخ نفسه عن تجربته في مجال الوقف، وأن يرد على أسئلة الحضور التي تهمها بعض التفاصيل المصاحبة لأكبر تجربة وقفية في العالم الإسلامي، حديث الشيخ عن تجربته مع عالم الوقف كان مختصرا ولم يتجاوز خمس دقائق فقط، وعوضها نسبيا التفاصيل التي قدمها، د.زياد الحقيل الرئيس التنفيذي للشركة القابضة لأوقاف سليمان الراجحي، الذي قدم نبذة عن الوقف في التاريخ الإسلامي، وعرض الهيكل التنظيمي للشركة، واهتمامها بجانب أنظمة الحوكمة المالية الحديثة، فضلا عن اهتمامها بدراسة التجارب العالمية للوقف ومنها تجربتي الكنيسة البريطانية وتجربة "ولكم البريطاني" والاستفادة منهم تنظيماً، وأكد أن العمل على تعظيم أصول الوقف وريعه يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي لم تغفل جانب الوقف وتنميته وأثره على منفعة المجتمع، وأيضا اهتمام الدولة بهذا الشأن من خلال قرارها بتأسيس هيئة حكومية للأوقاف، ونوه إلى أن منح الجهات الخيرية من الوقف يستلزم أربعة شروط، وهي يوجد تسجيل رسمي للجميعة، وحساب بنكي بإسمها، والتدقيق الميداني على طبيعة عملها، وذكر أن أهم مشاريع أوقاف الراجحي الحالية المستشفى التعليمي الذي ينفذ حاليا بالبكيرية بمنطقة القصيم بمبلغ 500 مليون ريال. الشيخ سليمان الراجحي، أكد في كلمته القصيرة، أن كل ما ينفق في عمل الخير من خلال شركته القابضة يكون من ريع الشركة، وأن الأصول السوقية تبقى كما هي عليه للمحافظة على استمرارية الوقف ونموه وتحقيق هدفه بتعظيم أرباحه التي تنفق في مختلف أوجه الخير المعروفة شرعاً، وقال الشيخ إن تنمية الوقف تكون بالشراكة مع أكثر من شخص في مؤسسة أو شركة وقفية، حتى ينمو ويعم خيره لأكبر قدر من المحتاجين، ومع المحافظة على أصول الوقف وعدم التفريط بها، مشدداً على ضرورة العمل الممنهج للوقف في العصر الحديث، مؤكداً أن السنوات الأخيرة تشهد في بلادنا، ولله الحمد تغيرا في التعامل مع الأوقاف بالعمل المنظم والموثق، ووفق منهجه بتجنب الاختلاف". ونوه إلى أن تنظيم مجلس الأوقاف بالراجحي كان له أثر طيب، وأن شركة الوقف قابلة للتغير والتجديد وفق المشورة العلمية والتجارب الدولية الناجحة، مبيناً ضرورة عدم تعويم الوقف، وأن يحدد كل شيء بالأرقام لتحقيق المصداقية والوضوح، وأهمية العمل في هذا المجال بجد واجتهاد، وعدم النظر للمديح، والبحث عن المحتاج الحقيقي للوقف، لكسب الأجر عند الله، والتثبت في أوجه الصرف الصحيحة، وكل ما ينفق فيه يكّون مخلوفا من الله، منوها بالاهتمام بطاعة ولي الأمر والعون له في هذا الشأن، وتمحيص المحتاج بشكل علمي وعملي وبحثي، مع الاهتمام برأي العلم والعلماء المعروفين في هذا الشأن، وبين أن التجربة الرائدة للوقف المؤسسي للراجحي مطروحة لكل الناس للاستفادة منها وخدمة هذا الوطن. صالح الهبدان أمين عام وقف الراجحي، قال "إن الشيخ سليمان كتب أول وصية له وشملت الوقف وهي في الثلاثين من العمر، وجددها في عمر الخمسين، ثم 1417 بدأت التنظيم المؤسسي لأوقاف الراجحي، وأثنى على عون كل أبنائه في مؤازرة توجهه والداعم في الشأن الوقفي. أحمد الراجحي رئيس مجلس غرفة الرياض كان أول المتحديثين، والذي نوه أن والده قدوة له في الحياة، وخاصة في الجانب العملي والحرص على الجد والمثابرة لتنمية العمل وتطويره بأسس علمية صحية، ومن ذلك تجربة الوقف التي تعد بمثابة مدرسة عالمية وقفية إسلامية تستحق أن تدرس وتنتشر محليا وعالمياً، ثم تحدث فهد العجلان رئيس لجنة الأوقاف بغرفة الرياض، والذي أشار لحرص اللجنة على استعراض أهم التجارب الوقفية، وأن تجربة الشيخ سليمان الراجحي وشركته القابضة مثال مشرف لمملكة والعالم الإسلامي.