توقع خبير شرعي بالأوقاف أن يخرج ملتقى تنظيم الأوقاف الذي يعقد بالرياض بتنظيم غرفة تجارة الرياض ومركز حقوق للتدريب القانوني يومي السبت والأحد القادمين ، بتبيان دور الوقف في الاقتصاد الوطني وتنمية المجتمع من خلال قيام القطاعات المختلفة بدورها سواء العام منها أو الخاص الخيري (الوقفي).وقال الشيخ صالح الهبدان أمين عام أوقاف سليمان الراجحي أن الملتقى سيسلط الضوء على أهمية الاستفادة من الخبرات المتميزة في المجال الوقفي التي تشجع الإقبال على الأوقاف وتنظيم وتسهيل أعمالها، والنظر العلمي في الصيغ الجديدة للأوقاف وتشجيع إدراج الشركات الوقفية ضمن نظام الشركات في المملكة ، ما يحقق متطلبات الواقفين وتشجيعهم على العمل المؤسسي.وأوضح الهبدان أن الملتقى الذي تشارك فيه أوقاف سليمان الراجحي كشريك استراتيجي باعتباره الأول من نوعه على هذا الصعيد يؤمل منه أن يعمل على تبيان أهمية الوقف كونه يمثل أحد أبرز صور التعاون على البر والتقوى، ودعم للمرافق العامة التي تحتاجها المجتمعات المسلمة، مشيرا إلى أنه نظراً للدور الكبير الذي يؤديه الوقف في حياة المجتمعات المسلمة، وإيماناَ بأهمية تضافر الجهود في سبيل إحياء سنة الوقف الخيري، فإن أوقاف الشيخ سليمان الراجحي تشارك الملتقى كشريك استراتيجي دعماً منها للجهود المبذولة تجاه مناقشة أهمية دور الوقف وسبل إعادة إحيائه وتقويته، باعتباره من الأعمال الجليلة التي ينبغي الالتفات إليها وإعطاؤها الأهمية التي تستحقها.وأضاف أنه لا شك أن رعاية معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ للملتقى يعكس اهتمام الدولة حفظها الله بذلك المجال التنموي ،الذي يحتوي داخله الخير لمجتمع الإسلامي ككل، مبينا أن الملتقى يهدف بصفة عامة إلى تقديم رؤية شرعية وقانونية ومبادرات وطنية ودولية، لدفع عجلة الأوقاف الخيرية في المملكة.وأشار الهبدان أن أوقاف الشيخ سليمان الراجحي تعد تجربة وطنية خالصة تسعى إلى التطوير المستمر لإدارة مؤسسات ومنشآت الأوقاف الخيرية وتعزيز مكانتها وتوسيع مجالات عملها في بلادنا وتحويل المشاريع التي تقوم بها الى نماذج يقتدى بها في العمل الخيري، و تتمثل مصارف الأوقاف في إنشاء المؤسسات العلمية ومراكز البحوث وإنشاء وتشغيل المؤسسات والمراكز التربوية والتعليمية والطبية والتدريبية وتعليم القران الكريم وطباعته والعناية به وتوزيعه بالإضافة إلى الدعوة إلى الله ودعم الوسائل المشروعة لذلك، وبناء المساجد وصيانتها وتشغيلها والإنفاق على أهل العلم القائمين بنشر العلم النافع والدعوة اليه ونشر الكتب النافعة خصوصاً ما يتعلق بعلوم الشريعة. وأفاد أن مصارف أوقاف الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي اهتمت في الصرف على شعيرتي الحج والعمل والأضاحي وتأمين المياه وتفطير الصائمين ومساعدة المحتاجين من الأيتام والأرامل والفقراء والمرضى والمنكوبين بالحوادث.وأكد الشيخ الهبدان أن أوقاف الشيخ سليمان الراجحي تسعى إلى التطوير المستمر لإدارة مؤسسات ومنشآت الأوقاف الخيرية وتعزيز مكانتها وتوسيع مجالات عملها في بلادنا وتمويل المشاريع التي تقوم بها الى نماذج يقتدى بها في العمل الخيري، موضحا أن تعاون “أوقاف الشيخ سليمان الراجحي” كشريك استراتيجي في الملتقى يأتي انطلاقاً من المكانة والأهمية التي يمثلها الوقف باعتباره الضمان لاستمرارية المشاريع الخيرية، وأعمال البر من خلال إيجاد وقف استثماري يحقق لها دخلاً مناسباً قابلاً للنمو والتطور،لتغطية مصاريف العمل الخيري، وهو ما تساهم فيه أوقاف الشيخ سليمان الراجحي بنصيب وافر.وتابع أن أهمية المشاركة تأتي باعتبار ما تحمله الأوقاف من فكر استثماري يعكس طبيعة وكيفية مشاركة القطاع الخاص في تقديم الخدمات والمساعدات، بما له من دور أساسي ومساند لما تقدمه الدولة حفظها الله في هذا المجال، إلى جانب أن المشاركة تعكس اهتمام أوقاف سليمان الراجحي بدعم المبادرات التي تؤصل للرؤية الشرعية والقانونية لتنظيم مشاريع الأوقاف في المملكة العربية السعودية، مما يُؤمل منه أن تتحقق أهداف الملتقى، ولعل من أبرزها تفعيل مبدأ المشاركة بين القطاعات والجهات المعنية في مجال الأوقاف، وتقديم المقترحات لتطوير البنية الشرعية والقانونية لمشاريع الأوقاف وطرح مبادرات بحلول عملية للمشاكل التي تواجه مشاريع الأوقاف. وقال أستاذ جامعي أن يخرج ملتقى تنظيم الأوقاف الذي تنطلق فعالياته السبت المقبل بفندق الريتز كارلتون بالرياض وتنظمه غرفة تجارة وصناعة الرياض ومركز حقوق للتدريب القانوني ، برؤى وتوصيات يمكن أن تساهم في تحقيق أهداف الملتقى في تسليط الضوء على الأوقاف في المملكة . وقال الدكتور عبد الله بن محمد العمراني أستاذ كرسي الشيخ راشد بن دايل لدراسات الأوقاف في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إنه بقراءة لمحاور الملتقى وأهدافه يظهر واضحا الرؤية الطموحة التي يستشرفها الملتقى لتنظيم الأوقاف بالاستفادة من الخبرات المحلية والدولية، وعرض التجارب المتميزة، والوقوف على أبرز المشكلات والمعوقات وسبل علاجها، وفي نظري أن من أهم الأهداف المرسومة وأكثرها تأثيرا ومناسبة لطبيعة الملتقى هو هدف (تفعيل مبدأ الشراكة والتعاون بين الجهات المعنية في مجال الأوقاف). وبين العمراني أن الملتقى يمكن أن يقدم إضافة علمية وعملية وتوصيات نافعة بإذن الله, خاصة وأنه بتنظيم جهة مهنية ذات علاقة برجال الأعمال الذين يرغبون في مواصلة الدعم والعطاء في هذا البلد المعطاء، مشيرا إلى أنه ومع وجود بيئة محفزة للدعم سيكون الدعم الوقفي أكثر بكثير، إذا أخذ في الاعتبار أن هناك الكثير ممن يرغب في الوقف في هذا البلد المبارك الذي هو قبلة المسلمين سواء كانوا من داخل المملكة أو من خارجها، ويعزز الدور التنموي والحضاري للوقف في الواقع المعاصر. وأضاف الدكتور العمراني أن ملتقى تنظيم الأوقاف يأتي بمبادرة من لجنة الأوقاف في الغرفة التجارية والصناعية بالرياض في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية نقلات نوعية في العمل الوقفي المؤسسي وتعتبر تجربة المملكة العربية السعودية في الأوقاف من أهم التجارب الوقفية في المنطقة وأكثرها من حيث الأصول والمصارف. وتابع أن الملتقى يأتي في وقت تطورت فيه الصيغ الاستثمارية والتمويلية ويشهد العالم ثورة في الاتصالات وتقنية المعلومات وسهولة التواصل وهذا يستدعي مواكبة هذه التطورات وتطوير التشريعات التي تستوعب هذه المتغيرات وتطوير الأساليب والوسائل للرقي بالبيئة التنظيمية والإدارية والاستثمارية في مجال الأوقاف. وأوضح أستاذ كرسي بن دايل أن من ضمن هذه الصيغ الاستثمارية، تطور المؤسسات الوقفية التي تمثل تطور النظارة المؤسسية على الأوقاف وتنوع الممارسات للمصارف الوقفية، وتطور صيغ تمويل الأوقاف بالصيغ التمويلية المتنوعة, مثل المشاركة المتناقصة وعقود الامتياز, والإجارة الطويلة والتمويلية، وتطور صيغ الاستثمار الآمن وإدارة المخاطر في مجال الاستثمار والمخاطر الائتمانية. وأضاف أن من بين الصيغ كذلك، تطور مفهوم الوقف ليشمل الشركات الوقفية التي يمكن أن تطرح للاكتتاب في السوق المالية، و إنشاء المحافظ والصناديق الاستثمارية الوقفية، وتنوع المصارف الوقفية وتطورها، وتطور أساليب جمع أموال الأوقاف عبر الرسائل القصيرة (sms) والصراف الآلي وشبكة المعلومات. ومن الجدير بالذكر أن كرسي الشيخ راشد بن دايل لدراسات الأوقاف يعنى بالدراسات المتخصصة التأصيلية والتطبيقية في مجال الأوقاف وتطوير منتجات الأوقاف في تمويلها وإنشائها ومصارفها وتطوير برامج التوعية والمعلومات في مجال الأوقاف.