أقيمت قبل بضعة أيام محاضرة في جامعة ملبورن العريقة عن استخدامات تقنية الواقع الافتراضي (Virtual Reality) في الطب، ولمن لا يعرف تقنية الواقع الافتراضي فهي تقنية تتم بشكل رئيس عبر نظارة يتم من خلالها المشاهدة في كل الاتجاهات بزاوية رؤية 360 درجة وهو ما يتيح للشخص الشعور بالتواجد في البيئة الافتراضية التي يشاهدها عبر النظارة. أحد مجالات استخدام التقنية في الطب يتمثل في العلاج من الجلطات الدماغية وفي مجال التأهيل والعلاج الطبيعي، فمن خلال هذه التقنية يتاح للمريض مزاولة التمارين والألعاب تحت إشراف طبي كلعب كرة القدم، حيث يحاول المريض المشي وممارسة الرياضة. أهمية التقنية أنها تحفز الدماغ وتساعد المريض على ممارسة التمارين بطريقة مسلية، وهو ما يرفع من مدة استخدام المريض لمثل هذه التطبيقات، فقد حاز هذا على اهتمام الكثير من الباحثين في محاولة لتطوير برامج وتطبيقات للمرض وكذلك قياس مقدار التحسن. تقنية الواقع الافتراضي اشتهرت خلال السنوات الماضية في مجال الألعاب الترفيهية كونه قطاعاً حيوياً ويحقق عائدات مالية ضخمة، ويدعم من انتشارها انخفاض تكلفة التقنية وهو ما سهل دخولها في الكثير من المجالات الطبية والنفسية الهامة، ومنها على سبيل المثال استخدامها في علاج الفوبيا كالخوف من المرتفعات أو صعود الطائرة وغيرها، وأهمية العلاج بذات التقنية أنها تساعد المريض تدريجيا على تخطي مثل هذه المصاعب النفسية دون تدخل بشري، ويتم ذلك في بيئة آمنة للمريض وهو ما يحقق نتائج إيجابية. يدخل العالم كل يوم مرحلة جديدة في الإبداع والابتكار، وما نراه اليوم في هذه التقنية ليس سوى البداية من عمر هذه التقنية ولعل من المهم اختتام المقال بمقولة لمؤسس موقع فيس بوك مارك زوكربيرغ بعد صفقة الاستحواذ على شركة أوكيلوس المتخصصة في إنتاج نظارات الواقع الافتراضي بمبلغ 2 مليار دولار: نراهن على مستقبل تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز أنها ستكون جزءاً من حياة الناس اليومية.