حصلت جامعة الملك عبدالعزيز على الجائزة الأولى، إضافة إلى جوائز أخرى في مجالات المياه والطاقة والطب وتقنية الاتصالات والمعلومات، في معرض ابتكار “2010”، الذي اختتمت فعالياته مؤخرا في جدة، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وحققت سحر عسيري وعبير السالمي، المعيدتان بقسم الحاسبات بجامعة الملك عبدالعزيز، ورشا أحمد المليك ورانيا المالكي وفاطمة زمزمي والمشرف على البحث الدكتور وديع الحلبي من الكلية التقنية بمكة المكرمة المركز الأول، عن نظام Virtual Reality (حقيقة تخيلية)، تم العمل عليه أثناء دراستهن في جامعة أم القرى، يمكن استخدامه لحث الأطفال المصابين بسرطان الدم على قبول العلاج الكيميائي، وبلغت قيمة الجائزة 150.000 ريال. وأوضح الدكتور ضياء العثماني، المشرف العام على مركز الموهوبين بجامعة الملك عبدالعزيز أن الابتكارات التي قدمها منسوبو الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب والطالبات مثلت حضوراً رائداً، ينبئ عن ريادة الجامعة في تبني وتحفيز الابتكارات والمبتكرين، وتهيئة البيئة العلمية لتحقيق رؤية الجامعة في بناء مجتمع المعرفة. من جانبها، قالت سحر عسيري، إن المجال الطبي من أبرز المجالات التي يستخدم فيها الحاسب الآلي بشكل كبير، فهناك العديد من التقنيات التي تدعم بواسطته، والتي تعتبر كوسائل مساندة للعلاج الطبي, مشيرة إلى أن أبرزها تقنية الواقع الافتراضي التي أصبحت مداراً مهماً في حوارات المهتمين بهذه المجالات, إذ تعتبر وسيلة لصرف انتباه المريض عن ما يدور حوله، مرجعة ذلك لقدرتها المذهلة على نقل تفكير المريض من العالم الحقيقي الذي يعيش فيه إلى العوالم الافتراضية المصممة له, والتي تمكنه من التفاعل مع مفرداتها وتفاصيلها الدقيقة، مؤكدة أن هذه التقنية أثبتت نجاحها في علاج العديد من الأمراض. وأشارت إلى أن نظام Virtual Reality يمثل عملية إقناع للطفل على قبول العلاج الكيميائي، ووسيلة ترفيه آمنة، إذ إنه يشتمل على لعبة في الحقيقة التخيلية، مكونة من خمس مراحل رئيسية, جميعها تكون داخل جسم الإنسان، لكنها تختلف باختلاف البيئة وشكل الخلايا المحيطة باللاعب، وذلك على حسب موقعه من الجسم، كما تختلف كذلك في شكل الخلية السرطانية التي يتوجب على اللاعب القضاء عليها ونوع العلاج البديل (العسل, العنب, ماء زمزم, الشاي الأخضر, النحل)، الذي يتم جمعه في كل مرحلة من هذه المراحل الخمس. وبينت أن الطفل المريض يدخل اللعبة من خلال ارتدائه نظارة تمكنه من رؤية جسم الإنسان من الداخل، ويحاول اجتياز المراحل الخمس الواحدة تلو الأخرى، مضيفة، يتطلب اجتياز المراحل هذه البحث عن إبر العلاج الكيميائي وأكلها للحصول على القوة اللازمة لتحطيم الخلايا السرطانية، مشيرة إلى أنه يمكن في اللعبة إضافة قوة جديدة من خلال البحث عن المصاحف والحصول عليها، لافتة إلى أنه أجريت اختبارات أولية لحساب مستوى قبول المرضى للعلاج الكيميائي بعد ممارسة اللعبة وأظهرت نتائج ايجابية. وأكدت عسيري أن هذه اللعبة أثبتت دورا فعالا في علاج الأطفال المصابين بسرطان الدم اللمفاوي الحاد، حيث إنها تخفف الآلام المصاحبة للعلاج الكيماوي من ناحية وتبعد تفكيرهم عن الواقع الذي هم فيه إلى عالم آخر بجميع حواسهم من ناحية أخرى، مما يساعد على تقليل إحساسهم بالألم الذي كانوا يعانون منه سابقاً. وأضافت، قمنا بتصميم هذه اللعبة بطريقة تسهم في تحسين الحالة النفسية للطفل المريض بما ينعكس إيجاباً على استجابته لتلقي العلاج الكيماوي والشعور بالارتياح التام وتقليل التوتر ونسيان حقيقة وجوده في المستشفى.