نتيجة مشرفة وحضور مشجع سجله "الأخضر" أمام تايلند في بانكوك، بعد أن لعب بمستوى متوازن يتلائم وأهمية المباراة التي خاضها خارج أرضه وأمام فريق ليس أمامه ما يخسره على اعتبار أنه يعد خارج المنافسة على بطاقة التأهل، في مثل هذه المباريات خصوصا التي تكون خارج الديار ليس المهم أن تقدم كل مالديك ضد فريق تراه أقل منك من حيث الامكانات والخبرة والمستوى والتاريخ، انما المهم كيف تتعامل مع الظروف وتسير الأمور لصالحك وحصد النتيجة في نهاية الأمر، فالهدف بالدرجة الأولى هي النقاط الثلاث، وفي التصفيات التي تنتهي بالتأهل عادة لا يخدم المستوى مالم تحصل على النقاط التي كانت الأهم في مواجهة تايلند، ولو خيرنا في مثل هذه المباريات بالمستوى أم النتيجة سيكون الجواب بكل تأكيد النتيجة، وما نريده من الجمهور والإعلام والاتحاد السعودي واللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية ألا نبالغ بالاحتفال، ونجزم بالتأهل ونؤمن أن المرحلة المقبلة سهلة- نعم كل ما يسعد الوطن جدير بالفرح- ، ولكن علينا من الآن ابعاد اللاعبين عن دائرة "التخدير" والاستسلام للأفراح بالفوز البارحة، أمامنا مواجهة العراق الثلاثاء المقبل في جدة، وهذه من أخطر المباريات، مثل ما كنا نصف مواجهة الأمس بالأصعب والأخطر، فالعراق لا يمكن أن يستسلم، وعندما تخوض المباريات على أرضك فهذا يشكل سلاحا ذا حدين، ويحتاج إلى تعامل خاص مع المعطيات كافة، سلاح إيجابي أن عرفت كيف تنسى مواجهة تايلند وتعاملت مع متطلبات المرحلة المقبلة بكل هدوء واستثمار للأرض والجمهور والروح المعنوية العالية، وسلبي إن بالغت بالأفراح وظننت أن المشوار إلى روسيا قد حسم، وأن مواجهة الثلاثاء على الأرض ووسط الجمهور وبالتالي فإن النتيجة شبه محسومة لصالحك، هنا يكون الخطأ وغياب القراءة الجيدة. صحيح اننا بالأمس تقدمنا خطوة مهمة وحققنا المبتغى، ولكن لا ننسى أن هناك خصوما يطاردوننا وكل ما تقدمنا، تقدموا من أجل تجاوزنا، يأملون تعثر "الأخضر" في المرحلة المقبلة، وعلينا ألا نحقق لهم مايريدون، والتفكير فقط كيف نفوز في جميع اللقاءات المقبلة، لا كيف تكون نتائج الآخرين، هنا يكون استشعار المسؤولية والعطاء بجدية والعمل بروح الفريق الواحد، اتحاد ولاعبون وإعلام وجمهور ومدربون وإداريون من أجل أن يتحقق حلم منتخب الوطن بالوصول إلى "مونديال 2018" بحول الله.