لا حديث يعلو على منتخبنا الذي مازال قضية القضايا، كثيرون يغرقون في أفراح فوز أو في أحزان خسارة، وما مباراة الجمعة أمام تايلاند إلا مثال جديد بين من يهول للفوز ويقلل من الفرح، خلط عجيب بين ما قبل المباراة وبعدها. الغالبية كانوا واثقين من الفوز ومتخوفين في نفس الوقت من الاستمرار في الصيام عن التسجيل بعد ثلاث مباريات بهدف واحد من ركلة جزاء، وكثيرون يسخرون: هل يعقل أن تايلاند صارت بعبعا لنا؟! وهناك من يتحدث عن قصر الفترة الزمنية لريكارد وأن المسؤولية على اللاعبين (يجب أن يكونوا رجالا)..!! أحيانا لا تصدق سمعك وربما المشهد أمامك في سويعات برأي متضارب متعارض متضاد لشخص واحد في عدة أشخاص. تتعجب من آراء فنية يفترض في أصحابها من خلال خبرتهم كمدربين أو لاعبين سابقين أو خبراء إعلام أن يكونوا أكثر واقعية، ولكنهم وبسرعة يسبحون في خيال التاريخ..!!، ولن أغفل من يتحدثون بواقعية واحترام لمن يعمل في أرض الميدان. وبدوري لست الفاهم الأكبر ولا أصادر آراء هؤلاء، لكنني سأقول عودوا لمباراة الجمعة مرة ثانية وتمعنوا في الكثير من معطياتها الفنية والنفسية والعصبية.. ثم التهديفية.. وبعد ذلك كيف انفجر ثلة من اللاعبين تهورا وفتوة..!! استعيدوا الذكريات الأليمة في الدوحة قبل عشرة أشهر وكيف تذيلنا القائمة في آسيا كلها؟ وارجعوا للوراء، هل تذكرون آخر أجمل وأقوى مباراة سطع فيها أخضرنا؟! نحن نعيش مرحلة انتقالية على كافة الأصعدة، ويجب أن نتعايش مع معطيات وسلبيات وإيجابيات المرحلة بلا تشنج ولا عاطفة ولا تهور، مع مواجهة الأخطاء الصارخة بحزم. أمامنا الآن مباراة حاسمة، سنعرف ماذا نريد قبل أن تنطلق صافرة البداية مساء الثلاثاء، وبعد معرفة نتيجة مباراة أستراليا وتايلاند، والأكيد أننا يجب أن نفوز بغض النظر عن المباراة الأخرى التي نتوقعها أسترالية، وبالتالي الفوز على عمان يؤهلنا رسميا حيث يصبح الفارق عن أقرب المنافسين أربع نقاط ولن يكون لنتيجة مباراتنا مع أستراليا في آخر جولة أي تأثير. والمباراة مع عمان هي ديربي خليجي، ولدى المنتخبين الفرصة لتأهل أي منهما، وبالتالي سيكون العمل متساويا برؤية واحدة وهدف واحد، وهنا تصبح المباراة (بطولية)، وهذا يساعد على تقديم الأفضل لدى الجانبين وتحاشي أي أضرار وخسائر. الفرح بعد الفوز على تايلاند طبيعي جدا بعد أن نشف الريق وانحرقت الأعصاب ولاحت في الأفق مصاعب شتى، لكن الجميل أن الجميع وأولهم اللاعبون أجمعوا على أنه بمجرد مغادرة الملعب سننسى الأفراح والفوز ونفكر في عمان. الفرح يجلب فرحا آخر ويزين النفوس ويعزز العلاقة ويذيب أي خلافات. أما على الجانب الفني والتكتيكي، فالواضح أن ريكارد ومساعديه يبذلون جهدا وافرا ويحاولون بقوة التأقلم مع المعطيات الفنية والذهنية للاعبين، بقي أن يكون الانضباط أكثر قوة دفاعيا عند فقد الكرة، وزيادة العدد الهجومي في بعض فترات اللقاء، وخصوصا في عمق الهجوم. والكلمة الأخيرة لجمهورنا الوفي الذي عودنا دائما على أن يكون لاعبا حقيقيا في الميدان بحضوره، والأكيد أن حضورهم مساء الثلاثاء سيكون في أعلى أرقامه وأقوى أهازيجه.. بالتوفيق يا الأخضر.