أبدت تركيا أمس تشدداً في موقفها إزاء أزمتها مع هولندا وأعلنت فرض عقوبات دبلوماسية على هذا البلد واتهمت الاتحاد الاوروبي بالتحيز في قضية منع تجمعات مؤيدة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان في عدد من المدن الاوروبية. وبعد أن ركزت تركيا هجماتها على هولندا لمنعها اثنين من وزرائها من المشاركة في تجمعات على أراضيها، نددت بالمسؤولين الاوروبيين الذين أعلنوا التضامن مع لاهاي إزاء اتهامات "النازية" و"الفاشية" التي وجهها إردوغان. فقد اتهمت وزارة الخارجية التركية الاتحاد الاوروبي أمس بتشجيع "معاداة الاجانب والاتراك" وذلك غداة تحذيره لها ب"تجنب أي تصريحات مبالغ بها". واعتبرت الوزارة في بيان أن تحذير الاتحاد الاوروبي "لا قيمة له"، وأبدت الأسف بأنه كان موجهاً الى أنقرة و"ليس الى الدول التي تتحمل مسؤولية الوضع الحالي وانتهاك المعاهدات الدولية" من خلال منع مشاركة وزراء أتراك في تجمعات على أراضيها. وشن اردوغان أيضاً مساء الاثنين هجوما لاذعاً على المانيا التي عبرت مستشارتها انغيلا ميركل عن التضامن مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، واستعاد اتهاماته بالممارسات "النازية" والتي وجهها للمرة الاولى في 5 مارس الحالي بعد إلغاء عدة مدن المانية لتجمعات مؤيدة لتوسيع صلاحيات اردوغان في استفتاء تجريه تركيا في 16 ابريل المقبل. كما وجه اردوغان انتقادات شخصية الى ميركل واتهمها ب"دعم الارهابيين"، اذ تقول تركيا أن المانيا تؤوي ناشطين مؤيدين للاكراد ومشتبه بهم في محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد في 15 يوليو الماضي. واعتبرت ميركل أن هذه التصريحات "سخيفة"، وقال المتحدث باسمها شتيفن سايبرت "ليس بنية المستشارة المشاركة في منافسة على الاستفزاز". وكتب المتحدث باسم اردوغان ابراهيم كالين في مقال صحافي أن "الحركات المعادية للهجرة والاجانب والعنصريين تحدد بشكل متزايد السياسات الاوروبية، وبدلاً من اتخاذ موقف مختلف، يرضخ السياسيون الاوروبيون لهذه الشعبوية العنصرية والتي تقوض القيم الديموقراطية". وتأتي الازمة مع هولندا قبل أيام فقط على انتخابات تشريعية مقررة اليوم الأربعاء وتتوقع استطلاعات الرأي ان يحل حزب النائب المتطرف غيرت فيلدرز فيها في المرتبة الثانية. وبعد ان لوحت السلطات التركية طيلة ثلاثة أيام بفرض "عقوبات" على لاهاي، اعلنت مساء الاثنين اتخاذ سلسلة من الاجراءات بحق هذا البلد. وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش الاثنين أن بلاده ترفض عودة السفير الهولندي كيس كورنيليس فان راي الموجود في الخارج. كما اعلن قطع "العلاقات على أعلى مستوى" واللقاءات المقررة على مستوى وزاري. وشدد كورتولموش على ان هذه الاجراءات ستظل سارية "طالما هولندا لم تصلح الأخطاء التي ارتكبتها". وتابع ان تركيا تريد تحقيقا في الاحداث التي شهدتها الايام الاخيرة، من بينها اللجوء الى الشرطة الخيالة والكلاب المدربة لفرض الامن بعد تظاهرة امام القنصلية التركية في روتردام (وسط هولندا).