يعد مصنع شركة شاهد العالمية للسيارات نموذجاً ناجحاً للتعاون الاقتصادي السعودي الماليزي، ويقف مدللاً على نمو العلاقات بين البلدين، وهو المشروع الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط. ومن أبرز خطوات الدعم الماليزي منذ انطلاق المشروع هو قيام رئيس الوزراء الأسبق الدكتور مهاتير محمد بصحبة وفد من المستشارين الفنيين والإداريين بزيارة لشركة شاهد العالمية لصناعة السيارات، حيث كان في استقبالهم المدير العام لمصنع شاهد السيد سعد بن مساعد اللحياني ورئيس مجلس إدارة الشركة السعودية الماليزية لتطوير الصناعات القابضة الدكتور راشد جوهر، وقد تم عرض شرح موجز للوفد عن أهم المنجزات والإجراءات الأولية التي تم تحقيقها من أجل تأسيس مصنع شاهد العالمية للسيارات في المملكة العربية السعودية، وقد أتبع هذا الشرح بزيارة ميدانية للأرض التي سيُقام عليها المشروع، واطلع الوفد على طبيعة الأرض والخدمات المحيطة بها، وأهمية موقعها على الطريق الدولي، وكذلك تفاصيل البنية التحتية لها. وقد أدلى في تلك الزيارة الدكتور مهاتير محمد بتصريح شامل عن العلاقات السعودية الماليزية وسبل تطويرها، فقال: الشعب الماليزي شعب عملي ويعمل معظمه في الأعمال التجارية، حيث أنه لدينا الكثير من الشركاء التجاريين من كل أنحاء العالم، وهذا يعتمد على نوعية صادراتنا ووارداتنا. وعن المنافع المتحققة من إقامة مشروع مصنع شركة شاهد العالمية للسيارات في المملكة العربية السعودية، وأثر ذلك على اقتصادات الدول الأخرى وخصوصاً ماليزيا، قال: بصراحة تمتلك المملكة العربية السعودية العديد من المنتجات العالمية من السيارات، حيث بلغ متوسط حجم السيارات المستوردة منذ العام 2005 وحتى 2012 ما مقداره 679 ألف سيارة، وعليه فإن المملكة لديها سوق سيارات كبير وجيد، وإن صناعة السيارات في المملكة هي صناعة ناشئة وحديثة وبحاجة إلى رعاية وحماية، نحن في ماليزيا نمتلك الخبرات الكافية في مجال صناعة السيارات، ويمكننا تبادل تلك الخبرات معكم، كما أن نقل الخبرات هو جزء مهم من التعاون من أجل نقل التكنولوجيا للمملكة العربية السعودية، ويأتي التدريب في المرحلة الثانية من حيث الأهمية، ثم يليها التبادل التجاري حيث أن هناك أجزاء كبيرة من المكونات الثقيلة للسيارة يتم تصنيعها في الخارج، ونحن نقوم بتصنيع مثل تلك المكونات. فيتم البدء بتصنيع المكونات الثقيلة للسيارات محلياً في المملكة العربية السعودية من خلال إنشاء وتأسيس شركة داعمة ومزودة لمكونات ومكملات السيارات، وذلك من أجل تزويد مصنع شركة شاهد العالمية للسيارات بما تحتاجه محلياً بدلاً من استيراده من الخارج، وأنا آمل من هذا المشروع أن يساهم في زيادة علاقات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين بلدينا. وعن الدعم الماليزي للمشروع قال الدكتور مهاتير: هنالك عدة طرق للتعاون من أجل الوصول إلى صناعة سيارة وطنية في المملكة العربية السعودية، من أهمها تبادل الخبرات، على سبيل المثال في ماليزيا كنا نتحدث عن إنتاج 700 ألف سيارة بينما في تايلند الإنتاج يصل إلى 2 مليون سيارة، لكن في تايلند كل هذا الإنتاج الضخم هو إنتاج وصناعة لسيارات وشركات أجنبية يتم تجميعها وإعادة تصديرها مرة أخرى وليست صناعة لسيارة وطنية محلية، وبالتالي نحن نريد للمملكة العربية السعودية إنتاج وصناعة لسيارة وطنية، وكما قلت سابقاً نحن في ماليزيا لدينا تلك التجربة في إنتاج سيارتنا الوطنية، حيث يمكننا نقلها لكم كتجربة ماليزية. أما في مجال الدعم الذي يمكننا تقديمه، فمن جانبنا يمكننا التعاون في مجال نقل الخبرات والكفاءات الماليزية، وكذلك المعرفة لمصنع شركة شاهد العالمية للسيارات، وبالتالي نقل التكنولوجيا وتوطينها في المملكة العربية السعودية. وضع حجر الأساس لمصنع شركة شاهد العالمية للسيارات