السنوات القليلة الماضية كانت هناك محاولات لتصنيع السيارات كانت أولاها محاولة جامعة الملك سعود في صناعة سيارة "غزال1" وهي لا تعدو أن تكون محاولة بحثية أكثر من أن تكون تظاهرة صناعية، حيث ساهمت الجامعة في صناعة 60% من أجزاء السيارة بينما الباقي مستورد ومجمّع. تبعتها محاولة وزارة التجارة لجلب استثمارات أجنبية لتُصنّع منتجاتها في السعودية بداية بشركة إيسوزو ومروراً بتوقيع اتفاقية مع جاكوارلاندروفر لتصنيع السيارات بالداخل. وأعقبها محاولات لم تنجح لإقناع شركات السيارات اليابانية والأمريكية للتصنيع بالمملكة لتخوف هذه الشركات من البيروقراطية في الإجراءات التجارية وضعف وقلة العمالة الماهرة المتدربة. يذكر أن هذه المحاولات ليست خط إنتاج وتصنيع، وإنما خط تجميع، ولكنها تبقى محاولة مهمة للبداية الصحيحة، فأغلب الشركات بدأت بالتعاون مع شركات عالمية كخط تجميع وتعاون إلى أن استقلت بالصنع بعدما أخذت أفكار التصنيع التقنية والميكانيكية، والتجربة الكورية خير مثال. اقتصاديا، المملكة بأمس الحاجة للدخول في هذه الصناعة، حيث أنها تستنزف اقتصاد البلد فنحن نستورد أكثر من 600 ألف سيارة سنوياً بقيمة إجمالية 110 مليارات ريال وهو مبلغ ضخم يخرج سنوياً، هذا من غير قطع الغيار المستوردة. وفي وقت سابق من العام المنصرم، أكد الرئيس التنفيذي لشركة سابك تبني الشركة إستراتيجية طموحة تقوم على تطوير حلول لمواد وتطبيقات مبتكرة وجديدة من شأنها توفير العناصر الضرورية لتعزيز علاقة ناجحة مع شركائها العالميين، بما يجعل من المملكة مركزاً جديداً لسوق السيارات في الشرق الأوسط وأفريقيا، وجنوب آسيا. وأوضح أن سابك، مؤهلة للعب دور أكبر في تقديم بنية تحتية تساعد المصنعين والمستثمرين الدوليين على تعزيز حضورهم في المملكة، من خلال خبرتها الواسعة في تصنيع المواد الداخلة بصناعة السيارات، وسمعتها في توفير حلول عالمية راقية المستوى في هذا المجال. واليوم، أعلنت شركة "شاهد" العالمية للسيارات أنها ستطلق مشروع مصنع سيارات محليًا "مصنع شركة شاهد العالمية"، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 7.5 مليار ريال، وبطاقة إنتاجية 300 ألف سيارة سنويًا. ووفقًا لصحيفة "عكاظ" في عددا الصادر اليوم الثلاثاء، فإنه سيتم توزيع إنتاج المصنع -الأول من نوعه في الشرق الأوسط- ما بين سيارات صغيرة الحجم، وسيارات متوسطة الحجم، وسيارات ذات الدفع الرباعي. وقالت الشركة في بيان لها: سيكون المصنع ضمن شراكة سعودية-ماليزية، وسيقام بمدينة الدمام، على مساحة إجمالية قدرها 2.5 مليون متر مربع. وتعتمد السوق السعودية بشكل كبير على السيارات المشهورة عالميًا في ظل عدم وجود مصانع سيارات في المملكة، ووجود قيود على استيراد السيارات المستعملة، مما يجعها أحد أكبر مستورد للسيارات وقطع الغيار في العالم، وتشهد ازدياد معدلات نمو القطاع سنويًا. يذكر هنا أن مصنع شركة "شاهد" للسيارات سيعمل بكوادر وكفاءات السعودية و ماليزية واليابان، مع بعض التخصصات من كوريا والصين وألمانيا.