السفير فهد الرشيد حظيت العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وماليزيا، باحترام كبير خاصة لدى كافة الأوساط الرسمية والشعبية والتجمعات الإسلامية، واستمرت تلك العلاقات منذ إقامتها في بداية الستينات وبالتحديد في منتصف عام 1961م بفتح سفارة للمملكة في كوالالمبور وسفارة لماليزيا في جدة. ودامت مبنية على الاحترام المتبادل والعمل الجاد على تطويرها في كافة المجالات، وعلى كافة الأصعدة، حيث تشكل وحدة العقيدة الدينية والروابط الروحية الأسس المتينة للعلاقات القائمة بين المملكة وماليزيا، وتقوم العلاقات السياسية بين البلدين على أساس إيجاد مناخ للتفاهم والاحترام المتبادل، " الرياض" التقت سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا فهد بن عبدالله الرشيد الذي وصف العلاقات السعودية الماليزية بأنها علاقات قديمة وطبيعية، وشهدت العلاقات السياسية بين البلدين في مراحل تطورها قدرا كبيرا من التميز خلال العقد السابع من القرن الماضي. وفيما يلي نص الحوار: * كيف تصفون جولة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله هذا الأيام إلى عدد من دول العالم وماليزيا بالذات؟ * بلا شك بأن الجولة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - والتي تشمل ماليزيا، وإندونيسيا، وسلطنة بروناي، واليابان، والصين، والمالديف، بالإضافة إلى الأردن، سوف تسعى إلى "تعزيز وتطوير علاقات المملكة في المجالات كافة مع الدول الشقيقة والصديقة"، لما تحمل في طياتها من عقد اتفاقيات تجارية، حيث تسعى المملكة إلى تنويع موارد اقتصادها الذي يعتمد إلى حد كبير على النفط. وزيارته - رعاه الله - إلى ماليزيا تؤكّد متانة العلاقات المتميزة بين البلدين، والرقي بها إلى آفاق أعلى وأرحب"، كما أن الزيارة ستعمل على مناقشة واستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وأمن المنطقة، إضافة إلى المواضيع المتعلقة بالدفاع، والتنمية، وما يهم الأمة الإسلامية، وكذلك المسائل المتعلقة بالحج وخدمات الطيران والتعاون في مجال التعليم العالي والاقتصاد وغيرها من الموضوعات. وهذه الزيارة تأتي استكمالاً لسلسلة اللقاءات بين قيادتَي البلدين؛ حيث سبق أن التقى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله رئيس وزراء ماليزيا في شهر مارس 2016 تم خلالها تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية، كما قام نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، بزيارات إلى المملكة بحث خلالها المسائل المتعلقة بالتعاون الأمني ومحاربة الإرهاب. * متى انطلقت العلاقات بين البلدين السياسية والتجارية ومتى بدأت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين؟ * بدأت العلاقات الرسمية بين البلدين بشكل رسمي عندما أرسلت المملكة العربية السعودية ممثليها في أثناء إعلان استقلال ماليزيا في 31 أغسطس من عام 1957م التي أسَّس البلدان بعده سفارتيهما في كوالالمبوروجدة على التوالي، ثم انتقلت السفارة الماليزية إلى الرياض. وعلى صعيد الزيارات الملكية، قام الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله عام 1970م، بزيارة إلى ماليزيا، كما قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بزيارة رسمية إلى ماليزيا عام 2006م. وفي الشأن التجاري، فإن العلاقات التجارية بين البلدين تطورت بشكل كبير من عام إلى آخر، حيث بلغ حجم التجارة بينهما عام 2016 إلى 3.38 بليون دولار مقارنة ب 2.81 بليون دولار في 2015م، وحجم التبادل التجاري يميل لمصلحة المملكة. والعلاقات الثنائية التي تربط المملكة ومملكة ماليزيا متميزة وتصل حالياً إلى أعلى مستوياتها. * ماهي انطباعات القيادة السياسية في ماليزيا حول زيارة خادم الحرمين الشريفين؟ * هذه الزيارة تأتي تلبيةً لدعوة من ملك ماليزيا السلطان محمد الخامس؛ ومن شأنها تعزيز التعاون بين ماليزيا والمملكة في محاربة الإرهاب، المبني على الإيمان القوي في التسامح والاعتدال والأمن الشمولي للإسلام". وقد عبر المسؤولين في ماليزيا عن فخر وسعادة ماليزيا حكومة وشعباً بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رعاه الله التي سيكون لها بمشيئة الله بالغ الأثر في رفع مستوى تضافر جهود الهيئات والمؤسسات الماليزية، خاصة الفاعلين في مجال الأعمال من أجل مزيد من العلاقات والتعاون مع نظرائهم السعوديين في مختلف المجالات. "إن العلاقات السعودية - الماليزية متعددة ومتنوعة؛ فماليزيا تستضيف سنوياً مسابقة قراءة وحفظ القرآن الكريم تشارك فيها المملكة في الجانب التحكيمي، إضافة إلى متنافسين سعوديين، كما تشارك ماليزيا هذا العام كضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب 2017". كما أن للبلدين مساهمات كبيرة في المجالين الإنساني والاجتماعي، حيث تعملان بشكل وثيق من أجل الدفع بالاحتياجات الإنسانية، خاصة لأولئك الذين يشكلون أقليات إسلامية، وكذلك في القضية الفلسطينية. والمملكة وماليزيا تتقاسمان وجهات النظر وتعملان بشكل مشترك في المنتديات الدولية مثل الأممالمتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، في إيجاد حلول لسلسلة من القضايا بما في ذلك القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان وأيضاً الأقليات المسلمة. * كيف تُقيّمون العلاقات بين البلدين في الوقت الراهن؟ * تشهد الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة تعاونا سياسيا مثمرا بين المملكة وماليزيا، أدى إلى تبلور شكل العلاقة وظهورها كحليف إستراتيجي، وتأتي مشاركة ماليزيا في قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن (عاصفة الحزم) الذي تقوده المملكة العربية السعودية لتخليص اليمن من الإرهاب الحوثي والداعمين له وأيضا مشاركة ماليزيا بصحبة 20 دولة عربية وإسلامية في المناورات الضخمة (رعد الشمال) التي جرت في المملكة العربية السعودية بمدينة الملك خالد العسكرية في مدينة حفر الباطن أوائل مارس 2016م دليل واضح على مدى التكاتف والتلاحم البناء بين البلدين . وماليزيا تعمل دائماً بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة. * وماذا عن المساعدات التي قدمتها المملكة لماليزيا؟ * قدمت المملكة العربية السعودية ممثلة في الصندوق السعودي للتنمية خلال الفترة من (1975م 2016م) مساعدات لعدد من المشروعات التنموية في ماليزيا كان لها الأثر الفعال في تنمية الحركة العلمية والاجتماعية والاقتصادية والبنية التحتية وهي كالآتي: قرض لدعم كلية الطب بجامعة كيبانجان في ماليزيا بمبلغ (54.160.000) ريالا. قرض لدعم الجامعة التكنولوجية في ماليزيا بمبلغ (48.240.000) ريالا. قرض للمساهمة في التوطين في باهانج تناجارا بمبلغ (86.100.000) ريال. قرض للمساهمة في التوطين في جنوب شرق اولوكلنتن بمبلغ (40.000.000) ريالا. * قرض لدعم الكليات الخمس العلمية الصغرى في لمارا بمبلغ (15.160.000) ريالا. قرض للمساهمة في التوطين في لبار أوتارا بمبلغ (52.700.000) ريال. قرض لدعم المستشفيات الأربعة الإقليمية في ماليزيا بمبلغ (15.900.000) ريال. كما تقدم المملكة مساعدات نقدية وعينية لماليزيا عبر منظمات ووكالات الأممالمتحدة المتخصصة والمنظمات والهيئات الإقليمية الأخرى.