أسقط الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن ثلاثة ادعاءات موجهة ضد التحالف العربي لنصرة الشرعية اليمنية من قبل عدة منظمات دولية، فيما تأكدت إدانة بادعاء واحد وجهته له منظمة العفو الدولية. وحول تلك الادعاءات، قال الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي اللواء أحمد عسيري ل"الرياض": التحالف العربي يقبل بنتائج الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن، ويأخذ في عين الاعتبار جميع الملاحظات التي خلص إليها التقرير. وفيما يخص التوصيات والتعويضات التي طلبها الفريق، أكد اللواء عسيري أن التحالف يعمل على تنفيذ تلك التوصيات، ويتخذ عدداً من الإجراءات لاعتمادها، بالتعاون مع الحكومة اليمنية الشرعية. جاء هذا بعد المؤتمر الصحفي للفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن، الذي أقيم مساء الأمس. وقد اتهمت منظمة العفو الدولية قوات التحالف الجوية بقصف (الشارع الرئيسي التجاري) في مدينة صعدة بمحافظة صعدة، عند الساعة 10:30 بتاريخ 2/5/2015م، ونتج عنه تضرر بالمحلات التجارية في الشارع ومقتل سبعة أشخاص وجرح عشرة آخرين. وقال المتحدث باسم لجنة تقييم الحوادث باليمن منصور المنصور إنه بعد التحقق من الموضوع تبين للفريق أنه في ذات التاريخ استهدف التحالف الجوي واستناداً إلى معلومات استخباراتية مبنى عبارة عن (مستودع ومصنع للأسلحة) يقع على الشارع التجاري لمدينة (صعدة) ويتبع لميليشيا الحوثي المسلحة، باستخدام قنبلة موجهة بالليزر دقيقة الإصابة، وعن طريق الخطأ التقني بالطائرة سقطت القنبلة على بعد 60 متراً دون موقع الهدف المرصود، مما أدى إلى تضرر المبنى المجاور، الأمر الذي جعل الفريق يوصي بأهمية تقديم التحالف لاعتذار عن الأضرار التي نتجت بسبب الخلل التقني الخارج عن الإرادة وتقديم المساعدات لذوي المتضررين. وأكد المنصور أنه استناداً إلى الشفافية، فإنه يرد للفريق عدد من الادعاءات غير مكتملة العناصر، والمضللة، إذ تحتوي على نواقص من حيث كافة التفاصيل المتعلقة بهذه الحوادث، حيث يرد للفريق تعرض بعض من المدارس أو دور الرعاية الاجتماعية لقصف جوي دون تحديد مسمياتها أو مواقعها أو إحداثياتها، ودون تحديد المنطقة التي تقع فيها هذه الأعيان المدنية، التي تعرضت للقصف. وشدد في ذات السياق على المبدأ والقاعدة التي يسير عليها عمل الفريق، وهي عدم الإعلان عن التقارير النهائية إلا حال اكتمال العناصر المتعلقة بهذه الادعاءات، ومن هذا المنطلق بادر الفريق بمخاطبة المنظمات والهيئات الدولية وغير الدولية التي تقدمت بادعاءاتها لموافاتهم بكافة التفاصيل المتعلقة بتلك الادعاءات، حتى يتسنى للفريق كافة التفاصيل للبدء بإجراءات التحقيق ومن ثم الإعلان عن كافة النتائج. وأشار المنصور إلى أن الفريق المُكوَّن من رئيس و13 عضواً يتمتع باستقلالية تامة، ومُنفتح بالتواصل مع الجميع بخصوص حوادث في منطقة النزاع المسلح في اليمن للحصول على كافة المعلومات المتعلقة بالادعاءات، إذ يقوم المختصين بتدقيق وتمحيص تلك المعلومات ومن ثم وضعها بالتقرير النهائي وعرضها على الرأي العام العالمي، والفريق يرصد الأحداث بالإضافة للتقارير التي حدثت من بعض المنظمات الدولية والمتعلقة بالحوادث في اليمن. ونفى صحة اتهام مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان في اليمن حول ما أثير بشأن تنفيذ قوات التحالف عدد من الغارات استهدفت مخيم المزرق للنازحين بتاريخ 30/ 3/ 2015م في حرض بمحافظة حجة، نتج عنه مقتل 19 مدنياً وإصابة 35 شخصاً، لافتاً إلى أن الفريق المشترك تحقق من وقائع وملابسات الحادثة واتضح أنه في تاريخ الادعاء قصفت قوات التحالف موقعاً عبارة عن (تجمع ونقطة مراقبة) تتبع ميليشيا الحوثي المسلحة، ويبعد عن الحدود السعودية اليمنية مسافة 15 كلم، ويقع على قمة جبل حيدان المطل على مدينة الخوبة السعودية، وأن الموقع المستهدف يبعد عن المخيم مسافة 25 كلم، وتبين للفريق عدم استهداف قوات التحالف للمخيم، مما يعني سلامة الإجراءات المتبعة من قوات التحالف في التعامل مع الهدف العسكري، وتوافقه مع أحكام القانون الدولي الإنساني. وبخصوص ما ورد في التقرير النهائي لفريق الخبراء المعني باليمن، حيال تعرض المستشفى الألماني في حرض بمحافظة حجة لأضرار عارضة نتيجة قصف جوي لهدف قريب من المستشفى بتاريخ 7 / 7 / 2015م، نتج عنه تضرر مولدات المستشفى وجزء من المبنى، أوضح المنصور أن الفريق تحقق من وقائع وملابسات الحادثة واطلع على تقارير سجلات المهام في يوم الادعاء، وتبين أن قوات التحالف الجوية تعاملت مع هدف يبعد عن المستشفى محل الادعاء مسافة 17 كلم، وهو عبارة عن مستودع أسلحة في مزرعة تبعد عن الحدود الجنوبية للمملكة مسافة 500 متر، مما يجعل هذا الهدف هدفاً عسكرياً مشروع الاستهداف، لما يحقق استهدافه من ميزة عسكرية، الأمر الذي يؤكد سلامة الإجراءات المتبعة من قوات التحالف ومتوافقة مع أحكام القانون الدولي الإنساني. أما الاتهام الرابع الموجه من منظمة هيومن رايتس ووتش حول إصابة سجن عبس/ خولان بمحافظة حجة، ومنزل مجاور له بقنبلتين نتج عنهما انهيار مسجد السجن والمبنى المقابل له، ذكر المنصور أنه لم يتبين للفريق وجود أي نشاط عسكري داخل السجن، وما تم من قبل قوات التحالف جاء من خلال التعامل مع هدفين في ذات اليوم، الأول كان عبارة عن مخزن أسلحة بقنبلة واحدة موجهة بالليزر ويبعد عن السجن 900 متر في السادسة مساءً، والهدف الثاني الذي تم قصفه في الخامسة مساءً كان مخزن أسلحة حيث تم استخدام قنبلة واحدة موجهة بالليزر ويبعد عن السجن 1300 متر. وأفاد التحقيق بسلامة الإجراءات المتبعة من قبل قوات التحالف في التعامل مع الأهداف العسكرية مع أحكام القانون الدولي الإنساني. منصور المنصور: الفريق المشترك يتمتع باستقلالية تامة (عدسة/ منيرة السلوم)