قال الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن إن قوات تحالف دعم الشرعية لم تقصف المستشفى الألماني وسجن عبس ومخيم المزرق للنازحين في محافظة حجة (شمال). وأفاد الفريق، في بيانٍ أمس، بسلامة إجراءات قوات التحالف في عملياتٍ عسكريةٍ ثلاث ادّعت الأممالمتحدة ومنظمة «هيومن رايتس ووتش» أنها طالت المستشفى والسجن والمخيم. ولفت الفريق إلى توافق إجراءات التحالف مع أحكام القانون الدولي الإنساني. وقال البيان نفسه إن خطأً تقنياً من قِبَل طائرة، كانت تنفذ عمليةً أخرى، تسبّب في تضرر مبنى مجاور لمصنع أسلحة في مدينة صعدة. ورأى الفريق أن على قوات التحالف تقديم الاعتذار عن الأضرار التي نتجت بسبب الخلل التقني وتقديم المساعدات المناسبة إلى ذوي المتضررين. ولفت البيان إلى إصدار الفريق خلاصاته بعد تحققه من وقائع وملابسات الحوادث الأربع واطّلاعه على تقارير «سجلات المهام» في أيام الادعاءات بخصوص قصف المستشفى الألماني وسجن عبس ومخيم المزرق للنازحين في محافظة حجة (شمال اليمن) والشارع الرئيس التجاري في مدينة صعدة (مركز محافظة صعدة شمالاً). وذكر الفريق المشترك لتقييم الحوادث أن القوات الجوية للتحالف استهدفت مستودع أسلحة (في مزرعة) يبعد بمسافة 17 كيلومتراً عن المستشفى الألماني في حرض (التابعة لمحافظة حجة)، فيما تبعد المزرعة نفسها بمسافة 500 متر عن الحدود الجنوبية السعودية. وقال الفريق، في بيانه، إن هذا المستودع هدف عسكريٌ مشروع الاستهداف؛ لما يحقق استهدافه من ميزة عسكرية. وجاء في البيان «عليه توصّل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى سلامة الإجراءات المتّبعة من قوات التحالف في التعامل مع الهدف العسكري في ذات المنطقة بتاريخ الادعاء»، مشيراً إلى توافق الإجراءات مع أحكام القانون الدولي الإنساني. يأتي ذلك تعليقاً على تقريرٍ نهائي لفريق الخبراء المعني باليمن المنشأ بقرار مجلس الأمن رقم (2140). وكان التقرير، الصادر في 22 يناير 2016، ادّعى تعرض المستشفى الألماني في حرض إلى أضرارٍ عارضةٍ نتيجة قصفٍ جوي لهدفٍ قريبٍ من المستشفى في 7 يوليو 2015، ما أسفر، وفقاً للادعاء، عن تضرر مولدات المستشفى وجزءٍ من المبنى. إلى ذلك؛ علّق فريق تقييم الحوادث على تقريرٍ لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» صدر في 30 يونيو 2015 بخصوص سجن عبس خولان في محافظة حجة. وادّعت المنظمة أن السجن ومنزلاً مجاوراً له أصيبا بقنبلتين عند الساعة ال 3 و30 دقيقة من مساء يوم 12 مايو 2015، ما أسفر، وفقاً للادعاء، عن انهيار مسجد السجن والمبنى المقابل له وبالتالي مقتل 20 مدنياً وجرح 18 آخرين. وفي ردّه؛ ذكر فريق تقييم الحوادث أن القوات الجوية للتحالف تعاملت في ذات اليوم مع هدفين، الأول عبارة عن مخزن أسلحة يبعد حوالي 900 متر عن موقع السجن، وذلك عند الساعة السادسة مساءً، أما الثاني فكان مخزن أسلحة أيضاً يبعد حوالي 1300 متر عن الموقع نفسه، وذلك عند الساعة الخامسة و5 دقائق مساءً، وكان التعامل «بواسطة قنبلة موجّهة بالليزر دقيقة الإصابة لكل هدف». وشدد البيان «هذان الهدفان خاصان بميليشيا الحوثي المسلحة، وبالتالي فإنهما ضمن الأهداف العسكرية المشروعة التي يحقق استهدافها ميزة عسكرية»، أما «مبنى السجن فلم يُستهدَف أو يتأثر من القصف الجوي لقوات التحالف» و«عليه توصّل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى سلامة الإجراءات من قِبَل قوات التحالف في التعامل مع الأهداف العسكرية في ذات المنطقة بتاريخ الادعاء؛ وأنها متوافقة مع أحكام القانون الدولي الإنساني». وردّ الفريق المشترك، في السياق نفسه، على تقريرٍ لمنظمة العفو الدولية صدر في أكتوبر 2015 وادّعى قصف القوات الجوية للتحالف الشارع الرئيس التجاري في مدينة صعدة عند الساعة العاشرة و30 دقيقة من صباح الثاني من مايو 2015، ما نتج عنه، وفقاً للادعاء، تضرّر المحلات التجارية في الشارع ومقتل 7 أشخاص وجرح 10 آخرين. وجاء في بيان الفريق المشترك «في ذات تاريخ الادعاء؛ قامت قوات التحالف الجوية، واستناداً إلى معلومات استخباراتية، باستهداف مبنى عبارة عن (مستودع ومصنع للأسلحة) يقع على الشارع التجاري لمدينة صعدة ويتبع لميليشيا الحوثي المسلحة، باستخدام قنبلة موجهة بالليزر دقيقة الإصابة، وعن طريق الخطأ (التقني بالطائرة) سقطت القنبلة على بعد 60 متراً دون موقع الهدف المرصود، مما أدى إلى تضرر المبنى المجاور». وأكمل البيان «في ضوء ما سبق؛ تبيّن للفريق المشترك لتقييم الحوادث أن الحادث حصل بسبب خلل تقني بحت في الطائرة، وعليه يرى الفريق أن على قوات التحالف تقديم الاعتذار عن الأضرار التي نتجت بسبب الخلل التقني الخارج عن الإرادة وتقديم المساعدات المناسبة لذوي المتضررين». وتطرق الفريق المشترك إلى تقريرٍ لمفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان صدر في 7 سبتمبر 2015 بخصوص مخيم المزرق للنازحين. وادّعى التقرير قيام قوات التحالف بتنفيذ عددٍ من الغارات استهدفت مخيم المزرق للنازحين في حرض في 30 مارس 2015؛ ونتج عنها، وفقاً للادعاء، مقتل 19 مدنياً وإصابة 35 شخصاً. وردّ الفريق المشترك قائلاً «تبيّن أنه بتاريخ الادعاء قامت قوات التحالف بقصف موقعٍ (عبارة عن تجمع ونقطة مراقبة تتبع ميليشيا الحوثي المسلحة) يبعد عن الحدود السعودية اليمنية مسافة 15 كم ويقع على قمة جبل حيدان المطل على مدينة الخوبة السعودية». وذكر البيان أن «الموقع المستهدف يبعد عن مخيم المزرق للنازحين مسافة 25 كم، ولم يكن هناك أي استهداف للمخيم.. مما يعني سلامة الإجراءات المتّبعة من قوات التحالف في التعامل مع الهدف العسكري الذي يبعد حوالي 35 كم عن موقع المخيم المذكور؛ وتوافقها مع أحكام القانون الدولي الإنساني».