اتذكر ولعلي بقولي اتذكر قدحت جوانب الشعر عندي بتذكري : اني تذكرت والذكرى مؤرقة مجداً تليداً بأيدينا اضعناه عموماً اتذكر وأنا في زيارتي لاحد الأحبة في بيته العامر وكان التلفاز يضج ببرنامج للأطفال لعل صاحبنا نسي أن يبدل القناة او انه من المتابعين لبرامج الاطفال، حتى لا انجرف عن لب الموضوع وبعد جلوسنا لفترة قصيرة قام ليحضر الشاي وقال اثناء جلوسه انظر لهذه البرامج التي تستخف بالعقول (لا اعلم أهو رفع للشبهة كما يحلو للكثير من المجتمع ام هو نقد صريح لبرامج الأطفال) فأجبته مباشرة.. انما وضعت هذه البرامج لفئة عمرية محددة وهم الاطفال فهم يجدون فيها من الفكر والتسلية ما لا نجده نحن وذلك لأنها إنما صممت لتتناسب مع مرحلة النمو العقلي وحدودية الاستيعاب في هذه المرحلة وهي التي عبر عنها الدكتور دانيال سيجال في كتابه الطفل كلي التفكير بأنها مرحلة ماقبل اعمال العقل بكاملة أي ما قبل إدراج علامة الاستفهام أمام كل أمر.. عمومًا ولأسهل الأمر لصاحبي في هذه المسألة استخدمت ما يطلق عليه في اللسانيات اسلوب analogy وترجمته في العربية وبضدها تتميز الاشياء. فقلت لصاحبي لو امسكت بيد طفلك ذي الاربع سنوات وفصلت له رأي الأمام أحمد بن حنبل في مسألة فك السحر بالسحر وحاورته عن رأي الإمام الشوكاني في ثمن بيع الآلات الموسيقية وطرحت له رأي ابن حزم الظاهري في كتابه المحلى في إمامة المرأة ولو طرحت عليه أقوال المعتزلة في ردهم على يوحنا الدمشقي في قضية خلق القرآن لنظر اليك طفلك تهكماً لأنك حاورته فيما لا يدركه عقله وإن حوارك معه اشبه بحوار يدور حول فيزياء الكم بين ستيفن هوبكنز امام الفيزياء في العصر الحديث مع راعٍ للاغنام في سفوح الجبال ماهي النتيجة.. النتيجة سهلة جداً سيجد ستيفن بأنه يتحدث في الهواء وسيجد راعي الاغنام بأنه أمام مجنون يهذي ويهذي ..إلخ.. لعل هذه القصة تنطبق بشكل كلي مع ما يدور من حوارات في هذه الأيام وخصوصاً بعد الجدل الأخير الذي طرحه كثير من المفكرين حول الموسيقى وقيادة المرأة للسيارة وجلب السينما إلى مجتمعنا.. مواضيع تتقلب في عقول اغلب المجتمع لا تلوم مجتمعك وان كان لهم ارتياد لصفحات التويتر أو الفيس بوك وما إلى ذلك فهم مجتمع إلا ما رحم ربك مقلد وناقل للمعرفة لا يعمل الذهن وانما يهتم برأي عشيرته وقبيلته وجماعته لان سمعته ومكانته مرتبطة بالجماعة ارتباطاً كلياً. كيف ستحاول اقناع أي مجتمع ومجتمعك إلا مارحم ربك لا تتجاوز قراءته عدد الحروف اللتي يكتبها على صفحة التويتر لا أعلم كم عددها لكن اعلم بأنها لا تتجاوز السطر والنصف هل يعقل بمن يقرأ سطراً ونصف السطر ان يتقبل مسائل كتبت فيها مجلدات. *محاضر - جامعة أم القرى