وفق الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد بقراره رفع العدد المسموح به لاستقدام حكام أجانب لكل فريق إلى ثماني مباريات داخل أو خارج الأرض بعدما كان الحد الأعلى المسموح لكل فريق في الموسم خمس مباريات، وجاء القرار منطقيًا وعقلانيًا وملبيًا لرغبة الكثير من الأندية التي ذاقت المرَّ من الأخطاء الفادحة التي تفنَّن الحكام السعوديون ولازالوا بارتكابها، وغيروا بها مسار عدد من المباريات، بل والبطولات، بعد أن عجزت لجنة عمر المهنا عن تطوير قدرات الحكم السعودي، واكتفت بالمعسكرات السياحية والمؤتمرات (الفلاشية)، ومحاولة فرض الحكم المحلي المتواضع على الأندية على طريقة (مالك إلا خشمك)!. من تضرر فعلًا من الحكم المحلي سارع للاستفادة من هذا القرار، وطلب فورًا كامل نصابه من الحكام الأجانب فيما تبقى من جولات الدوري، بينما امتنع آخرون عن الطلب طمعًا في مزيدٍ من الهدايا التحكيمية التي ربما تقل عثراتهم الفنية، ليتضح للجميع بعيدًا عن مزايدات البعض الإعلامية من هو الأكثر استفادة من الصافرة المحلية، ومن الأكثر تضررًا!. الملفت هو ظهور أصوات موجهة تسعى لمهاجمة القرار ونقضه والعودة لتقليص عدد طواقم التحكيم الأجنبية تحت غطاء الانتصار للحكم السعودي، والمطالبة بمنحه الثقة، والصبر على أخطائه، وعدنا لنسمع بكائيات البعض على هذا القرار الظالم وتصويره بالقرار الكارثي. قلت سابقًا وسأقول دائمًا إن تحقيق العدالة والنزاهة في بطولاتنا هو الهدف الأسمى والأهم الذي يجب أن يضعه اتحاد القدم نصب عينيه، وإذا تطلب تحقيق هذا الهدف حضور الحكم الأجنبي في كل المباريات فلا يجب أن يتردد اتحاد القدم لحظة في تنفيذ هذا المتطلب، ولازلت أقول أن على اتحاد القدم أن يمنح الأندية حقها في طلب الحكم الأجنبي لمبارياتها من دون فرض حدٍ ائتماني، مادامها هي من سيدفع الكلفة المالية، مع وجوب الحرص على استقطاب نخبة الحكام الأجانب، وأرجو ألا يساهم رحيل هوارد ويب في عودة الحكم الأجنبي (أبو نجمة) إلى ملاعبنا، كالحكم الإيرلندي في مواجهة الفيصلي والهلال، وإن حدث هذا فسيكون فرصة لعشاق الحكم المحلي والأكثر استفادة منه للطعن في تجربة الحكم الأجنبي ومدى جدواها، أما الحكم السعودي فيجب أن يفرض نفسه وأن ينافس الحكم الأجنبي بمستواه المتطور وقدراته وشخصيته وعطائه، وليس عبر قرارات ترفض المنطق وتفرض الفوضى، بعد أن ثبت بالتجربة أن سياسة (مالك إلا خشمك) لن تصنع لنا الحكم السعودي المميز، والقادر على مقارعة الأجانب هنا، فضلًا عن أن يقارعهم في المحافل الدولية!.