ماجد الجريوي هل تساءلت يوما لماذا معظم منصات وسائل الإعلام الاجتماعية الرئيسية، مثل الفيسبوك وتويتر، ولينكدين، سكايب وتمبلر وموقع المدونات الشهير ووردبرس وغيرها كلها لونها أزرق؟ في علم الألوان، اللون الأزرق لون مهدئ ولون الاسترخاء أو كما يسمئ ب"لون السكينة" الأزرق بدرجاته غالباً يرمز إلى الراحة والسماء والماء، والنوم، والعقل، والثقة والأمان والأهم من ذلك، يمثل اللون الأزرق "التواصل" في كثير من العلوم المختصة بعلم النفس، بالإضافة إلى أنه يعزز الشعور بالتفاعل والمنطق فيما يخص المواقع المصممة للاتصال والتواصل، في المقابل معظم الألوان الأخرى تميل إلى تشتيت انتباه المستهلك. ففي الفيسبوك مثلا الناس يتواصلون ويتفاعلون مع أصدقائهم وعائلاتهم، ولذلك تحتاج الشبكة للون يساعد في بناء ثقة والاستقلالية في أذهان العملاء، بعض الأقاويل تذهب إلى أن لون الفيسبوك أختير بسبب أن مؤسس الموقع مارك زكربيرغ لديه عمى ألوان فاللون الأزرق غني فمارك يستطيح مشاهدته بوضوح. كذلك في التويتر، الحالة مشابهة تقريبا لما هي عليه في الفيسبوك، فالتويتر يسمح للمستخدمين تبادل الأحاديث والآراء والتعبير عن الأفكار المختلفة، وهذا يتطلب خصوصية البيانات الشخصية التي لا يمكن ضمانها إلا من خلال بناء ثقة مع العملاء، فالعصفور الأزرق يعطي الشعور بالأمن والأمان للمستخدمين. في شبكة اللكندان يأخذ التواصل طابعا رسميا وغالباً تبادل منفعة بين المستخدمين فكيف لا وهم يضعون سيرهم الذاتية وتفاصيل حياتيهم المهنية فيه، فمعلومات دقيقة مثل من أين تخرج ومتى بدأ عمله في الشركة الحالية، ومتى انتهت مهمته في المنظمة السابقة كلها تحتاج لثقة، فاللون الأزرق هو وسيلة مثالية للوصول للهدف الرئيس لشبكة لنكدان. أما شبكة سكايب التي تتيح لنا خيار الاتصال بسهولة اللون الأزرق لهذه الشركة يعطي شعور التواصل والتفاعل، فالعديد من شركات الاتصالات حول العالم تستخدم اللون الأزرق لشعاراتها لنفس السبب ولإضافة شعور الاستقرار والثقة. بشكل عام اللون الأزرق يعتبر أداة مهمة من أدوات التسويق لاعتبارات كثيرة مرتكزة على أبحاث ودراسات في عدة مجالات، فالأبحاث والدراسات أثبتت أن نسبة كبيرة من سكان العالم عند سؤالهم عن لونهم المفضل يكون الاختيار غالباً اللون الأزرق بمختلف درجاته، فهو لون مرحب وصديق للطبيعة والبيئة ومريح للعين.