سيبقى للمعلم ماخلف من تراث فكري وإرث علمي وادب وعلوم وكريم اخلاق وحسن صنائع محفورا في وجدان طلابه كم كان المعلم زاهيا كم كان جانبه مهابا كم كانت مكانته سامقة والله يعلم مايعانيه امضى حياته بين الكتب والدروس والتربية بلا يأس ولا كلل ولا ملل وعمل بكل تفان واخلاص في خدمة دينه ومليكه ووطنه فنعم الاب الحاني ونعم المربي ونعم الموجه هو مصنع للرجال فلا تسلني يااخي ماخصه الله من اجر عظيم لمعلم الناس الخير ووريث رسالة الانبياء وهو القدوة والنبع الصافي لقاصديه من الطلاب يشربون من فيض ينابيعه. وعندما اهتزت مكانته وفقد المعلم بريقه وتلاشت هيبته وهو صاحب رسالة العلم السامية وفقد تكريمه واكرامه مع ذلك تأخرت وزارة التعليم في منحه مرتبته المستحقة حسب خبرته وكفاءته كمعلم او معلم اول او معلم موجه او معلم خبير وكذلك خوفه من مستقبله الوظيفي من خلال تقاعد الكثيرين من المعلمين مبكرا وهم الاكفاء اصحاب الخبرات وغيرها من هموم المعلم وتطلعاته. ومن هنا نستطيع وصف المعلم ذلك الشمعة المحترقة لتضيء للاخرين الطريق بانه:(طبيب يعالج وهو عليل يبحث عن الدواء). معلمي العزيز.. انت اليوم قد فقدت بريقك والسطوع واصبحت تشكو حالك للجموع فالحزن انبت اشجاره في قلبك الموجوع فهل لمكانتك من رجوع اما حان وقت تكريمك ماديا ومعنويا واصبح المعلم ينعى حاله رغم الرصيد الضخم من التضحيات عملاق انت ايها المعلم رغم ما اعتراك من الذبول فانت تصحو مبكرا كالفلاح النشيط لتبذر العلم وتسقي العقول وتروي ظلمة الجهل من معين علمك. والمعلم مازال يتحمل اعباء المهنة حتى اخر رمق يقضي اكثر من ثلث قرن في مدرسته فهل هذا هو الجزاء فالحديث ذو شجون وكثر اللغط في مصير المعلمين اليوم فماذا ينتظر المعلم ؟!واذا كنا قد وفينا المعلم صاحب الرسالة شيئا فلتفعل وزارة التعليم له شيئا ليرجع مجد المعلم من جديد.