يشهد نهائي كأس الامم الافريقية مواجهات ثنائية أبرزها في حراسة المرمى، إذ يقف بين الخشبات الثلاث المخضرم المصري عصام الحضري (44 عاما) والكاميروني الشاب فابريس اوندوا (21 عاما). اثبت الحضري وأوندوا علو كعبهما في الغابون، وينظر اليهما كأفضل حارسي مرمى في البطولة. لم يبدأ الحضري البطولة اساسيا، اذ تولى احمد الشناوي حراسة المرمى في بداية المباراة الاولى مع مالي في المجموعة الرابعة. الا ان اصابة الشناوي منتصف الشوط الأول، اتاحت للحضري تولي مهمة الذود عن المرمى المصري، وهي مهمة أداها على اكمل وجه. فقد حافظ الحارس الذي بات اكبر لاعب سنا يشارك في البطولة الافريقية، على نظافة شباكه في الدور الاول والدور ربع النهائي، ولم تتلق شباكه الهدف الاول سوى في الشوط الثاني من مباراة نصف النهائي امام بوركينا فاسو (1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي). الا ان الحضري كان صاحب الدور الابرز في تأهل بلاده الى النهائي، اذ تمكن من صد ركلتي ترجيح. وعلى الرغم من صغر سنه، الا ان غريم الحضري الكاميروني أوندوا، اثبت انه مؤهل بشكل لا لبس فيه لارتداء كفي الحراس الكاميرونيين الكبار، امثال جوزيف انطوان بيل وتوماس نكونو وجاك سونغو. وساهم اوندوا بشكل رئيسي في بلوغ منتخب بلاده هذه المرحلة من البطولة، وهو ما لم يكن متوقعا على نطاق واسع قبل انطلاقها في 14 يناير. وينسب اليه بشكل كبير اقصاء السنغال، المرشحة القوية، في الدور ربع النهائي، بصده ركلة الترجيح الاخيرة. قدمت مصر احد افضل الاداءات الدفاعية في هذه البطولة، ولم تتلق اي هدف على مر 433 دقيقة منذ الدور الاول وحتى نصف النهائي. ويستند الدفاع المصري الى جهود قلبيه: لاعب الزمالك علي جبر (30 عاما)، ولاعب الاهلي احمد حجازي (30 عاما). ولم يكن حال الدفاع الكاميروني أسوأ بكثير من المصري، اذ اهتزت الشباك الكاميرونية مرتين فقط، عبر هدفين في الدور الاول. وتعتمد الكاميرون على جهود دفاعية لكولينز فاي (24 عاما) وادولف تيكيو (26 عاما) وامبراوز اويونغو (25 عاما). اما المفاجأة في الدفاع الكاميروني فكانت عبر ميكايل نغاديو (26 عاما)، اذ انه افضل مسجل في صفوف المنتخب في هذه البطولة، عبر هدفين، احدهما ضد غينيا بيساو (2-1) في دور المجموعات، والثاني في نصف النهائي امام غانا (2-صفر). عانى المنتخب المصري من غياب عدد من لاعبيه الاساسيين، لاسيما لاعب خط وسط نادي ارسنال الانجليزي محمد النني المصاب، والذي غاب عن مباراتي ربع النهائي ونصف النهائي. ويأمل المنتخب في عودته في وقت ملائم للنهائي، من دون ان يكون ذلك مؤكدا بعد. الا ان المدرب الارجنتيني هكتور كوبر اعتمد على لاعبين اثبتوا قدرتهم على التعويض، مثل رمضان صبحي (20 عاما) وطارق حامد (30 عاما). وبرز في الكاميرون سيباستيان سياني (30 عاما) الذي سجل هدفا في البطولة، وارنو دجوم (27 عاما) وجورج ماندجك (28 عاما). وتفتقد الكاميرون منذ اعتزال سامويل ايتو الى نجم ذي سمعة عالمية، على عكس مصر التي برز منها في هذه البطولة جناح نادي روما الايطالي محمد صلاح (24 عاما). وحل صلاح ضمن الخمسة الاوائل في جائزة افضل لاعب افريقي لعام 2016، وشكل مفتاحا للتشكيلة المصرية في البطولة الافريقية، أكان عبر مهاراته في المراوغة، او التمريرات المتقنة لزملائه. وسجل صلاح هدفين في البطولة، اولهما ضربة حرة مباشرة منحت مصر الفوز على غانا في الدور الاول (1-صفر) وصدارة المجموعة الرابعة، والثانية لافتتاح التسجيل امام بوركينا فاسو بتسديدة متقنة. أما "الاسود غير المروضة" الكاميرونية، فاعتمدت بشكل رئيسي على قائدها بنجامان موكاندجو. وعلى الرغم من ان الاخير اكتفى خلال البطولة بدور الممرر ومنفذ الركلات الحرة وغاب عن التهديف بعد الجولة الاولى، الا ان في حوزة الهجوم الكاميروني مفاتيح اخرى تتمثل بكريستيان باسوغوغ، وكارل توكو-ايكامبي وفنسان ابو بكر.