يلتقي المنتخب المصري نظيره الكاميروني على ملعب «لاميتيه» بالعاصمة ليبرفيل في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تستضيفها الغابون منذ 14 كانون الثاني (يناير) الماضي. ويسعى المنتخب المصري بقيادة المدير الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر إلى الفوز باللقب الثامن وتحقيق رقم قياسي جديد، علماً أن آخر الألقاب التي توج بها أحفاد «الفراعنة» في 2010 بقيادة المدرب الوطني حسن شحاتة. واستطاع كوبر انتشال الكرة المصرية من أبرز كبواتها بالعودة إلى بطولة الأمم الأفريقية بعد غياب عن النسخ الثلاث الأخيرة، كما اقترب من تحقيق حلم المصريين الغائب منذ عام 1990 إذ يتصدر المنتخب المصري مجموعته في تصفيات كأس العالم ويحتاج إلى ست نقاط لحسم بطاقة المجموعة ليكون حاضراً في روسيا 2018. وعلى رغم أن مسؤولي الاتحاد المصري «الجبلاية» لم يطالبوا كوبر باللقب، وشددوا على ضرورة تقديم أداء مشرف في البطولة الأفريقية من دون النظر للنتائج، والتركيز على الهدف الأهم ببلوغ المونديال، إلا أن المدرب الأرجنتيني المخضرم فرض على كل منافسيه احترام المنتخب المصري فتصدر المجموعة الرابعة بالفوز على أوغنداوغانا والتعادل مع مالي ثم أقصى المغرب من ربع النهائي وبوركينا فاسو من نصف النهائي. وواجه المدير الفني للمنتخب المصري ظروفاً صعبة في البطولة تمثلت في إصابة الحارس أحمد الشناوي والمهاجم مروان محسن والجناح الأيسر محمد عبدالشافي ولاعب الوسط محمد النني، ثم تلقى ضربة جديدة بإيقاف المهاجم محمود عبدالمنعم «كهربا» لكنه استطاع الدفع ببدلاء جاهزين. ويأمل كوبر بتعافي النني وعبدالشافي واللحاق بمباراة اليوم بعد خضوعهما لبرنامج تأهيلي مكثف، فيما تضاءلت فرصة المهاجم أحمد حسن «كوكا» في خوض النهائي، ويعول المدرب الأرجنتيني في تشكيلة «الفراعنة» على عصام الحضري في حراسة المرمى، وعلي جبر وأحمد حجازي وأحمد المحمدي وأحمد فتحي في الدفاع، وطارق حامد وعبدالله السعيد ومحمد صلاح ومحمود حسن «تريزيغيه»، فيما بات عمرو وردة خياره الوحيد في الهجوم. ويرفض كوبر نظرية «التفوق التاريخي» للمنتخب المصري على نظيره الكاميروني، مشدداً على أن كرة القدم لا تعرف إلا العطاء في الملعب، مطالباً لاعبيه ببذل كل جهودهم لإسعاد الجماهير المصرية المتعطشة لعودة الألقاب القارية. وفازت مصر على الكاميرون في نهائي نسخة 1986 بالقاهرة بركلات الترجيح وفي نهائي نسخة 2008 في غانا بهدف محمد أبو تريكة، فيما فاز منتخب «الأسود غير المروضة» باللقب في النهائيات الأربعة الأخرى التي لم يكن أحد طرفيها المنتخب المصري. وأعرب كوبر عن ثقته بنجوم فريقه بقيادة مهاجم روما الإيطالي محمد صلاح، والحارس الذي وصفه بالاسطوري عصام الحضري، وأكد مدرب المنتخب المصري أنه كان يتمنى وجود كهربا في مباراة اليوم لما يتميز به من مهارة وسرعة، ولم يكشف عن نيته بالدفع بمهاجم صريح، كما رفض الحديث عن احتمال مشاركة رمضان صبحي من بداية المباراة، مشيراً إلى أنه يضع خطة منفصلة لكل مباراة تناسب قدرات وإمكانات لاعبي الفريق المنافس. ويأمل المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر بأن يتخلص من سوء الحظ الذي يلازمه في المباريات النهائية بالفوز اليوم مع المنتخب المصري بالكأس الأفريقية، إذ خسر ست بطولات أبرزها لقبي دوي أبطال أوروبا مع فالنسيا الإسباني مرتين على التوالي 2000 و2001. من جهته، خالف المنتخب الكاميروني الترشيحات التي كانت تشير إلى خروجه من الدور الأول إثر العقبات التي كانت في طريقه وبلغ المباراة النهائية بعد أن انهى الدور الأول في المركز الثاني بالمجموعة الأولى بفوزه على منتخب البلد المنظم الغابون والتعادل مع منتخبي بوركينا فاسو وغينيا، ثم فاز على المرشح الأول للفوز بالقب المنتخب السنغالي بركلات الترجيح في ربع النهائي، وأقصى المنتخب الغاني من نصف النهائي بفوزه بهدفين من دون مقابل. وتغيب الكأس الأفريقية عن خزائن المنتخب الكاميروني منذ نسخة 2002، ويأمل المدير الفني البلجيكي هوغو بروس باستعادة البريق القاري لمنتخب «الأسود غير المروضة» متحدياً الظروف الصعبة التي واجهها وكان آخرها رفض اللاعبين الانخراط في التدريبات قبل الحصول على مستحقات فوزهم على السنغال، فضلاً عن رفض سبعة لاعبين المشاركة في البطولة ما أوقعه في ورطة كبيرة لكنه استطاع قيادة عدد من اللاعبين الشباب للمباراة النهائية النهائي ويعول في التشكيل الأساسي على اوندوا وديوم ونكولو وتيكيو واونيوغو وسالي ونغاديو وسياني وباسونغ ومويكاندغو وتامبي. على صعيد متصل، اسند الاتحاد الأفريقي «كاف» مهمة إدارة المباراة إلى الحكم الزامبي جاني سيكازوي، وهي المباراة الرابعة لسيكازوي في النسخة الحالية للبطولة إذ قاد مباراتي بوركينا فاسو مع الكاميرون، وساحل العاج مع الكونغو الديموقراطية في الدور الأول، إضافة لمواجهة السنغال مع الكاميرون في ربع النهائي .