يشهد نهائي كأس الأمم الإفريقية 2017 في كرة القدم بين مصر والكاميرون اليوم، مواجهات ثنائية أبرزها في حراسة المرمى، حيث يقف بين الخشبات الثلاث المخضرم المصري عصام الحضري (44 عاما) والكاميروني الشاب فابريس اوندوا (21 عاما). الأصيل والوريث أثبت الحضري وأوندوا علو كعبهما في الجابون، حيث ينظر إليهما كأفضل حارسي مرمى في البطولة. فقد حافظ الحارس الذي بات أكبر لاعب سنا يشارك في البطولة الإفريقية، على نظافة شباكه في الدور الأول والدور ربع النهائي، ولم تتلق شباكه الهدف الأول سوى في الشوط الثاني من مباراة نصف النهائي أمام بوركينا فاسو، إلا أنه كان صاحب الدور الأبرز في تأهل بلاده إلى النهائي، إذ تمكن من صد ركلتي ترجيح. ورغم صغر سنه، إلا أن غريم الحضري الكاميروني أوندوا، أثبت أنه مؤهل بشكل لا لبس فيه لارتداء كفي الحراس الكاميرونيين الكبار، وساهم بشكل رئيسي في بلوغ منتخب بلاده هذه المرحلة من البطولة، وهو ما لم يكن متوقعا على نطاق واسع قبل انطلاقها، وينسب له بشكل كبير إقصاء السنغال، المرشحة القوية، في ربع النهائي، بصده ركلة الترجيح الأخيرة. دفاع صلب قدمت مصر أحد أفضل الأداءات الدفاعية في هذه البطولة، ولم تتلق أي هدف على مر 433 دقيقة منذ الدور الأول وحتى نصف النهائي. ولم يكن حال الدفاع الكاميروني أسوأ بكثير من المصري، اذ اهتزت الشباك الكاميرونية مرتين فقط، عبر هدفين في الدور الأول. وسط نشط عانى المنتخب المصري من غياب عدد من لاعبيه الأساسيين، لاسيما لاعب خط وسط نادي آرسنال الإنجليزي محمد النني المصاب، الذي غاب عن مباراتي ربع النهائي ونصف النهائي. ويأمل المنتخب في عودته في وقت ملائم للنهائي، من دون أن يكون ذلك مؤكدا بعد. إلا أن المدرب الأرجنتيني هكتور كوبر اعتمد على لاعبين أثبتوا قدرتهم على التعويض. ثنائية هجومية تفتقر الكاميرون منذ اعتزال سامويل إيتو إلى نجم ذي سمعة عالمية، على عكس مصر التي برز منها في هذه البطولة جناح نادي روما الإيطالي محمد صلاح (24 عاما). وحل صلاح ضمن الخمسة الأوائل في جائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2016، وشكل مفتاحا للتشكيلة المصرية في البطولة الإفريقية، عبر مهاراته في المراوغة والتمريرات المتقنة لزملائه. اما الكاميرون، فاعتمدت بشكل رئيسي على قائدها بنجامان موكاندجو، ورغم أن الأخير اكتفى خلال البطولة بدور الممرر ومنفذ الركلات الحرة وغاب عن التهديف بعد الجولة الأولى، إلا أن في حوزة الهجوم الكاميروني مفاتيح أخرى.