هوسٌ محمومٌ وغير عادى حقيقة هذا الذي يحصُل ونشاهدهُ في مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها يتصدرها (السناب شات، والانستجرام) تصوير مُكثفٌ للأطفال، والبيت من الزاوية ِلآخرِ رُكنٍ في المنزل وحتى غرف النوم والتي يفترض أن يُحافظ على خصوصيتها تجدها تتصدر التصوير، لم ُيترك شيء إلا وتم تصويره حتى الذُبابةُ التي تحوم حول قطعة من الحلوى تم التقاطها من زاوية فنية حسب قولهم! حتى مواقع التواصل تويتر، والفيس بوك والتي ُيفترض أيضاً أن تُعالج قضايا صحية وإنسانية واجتماعيه وتثقيفية صار معظمها يتمحور حول (شوفوني وشوفي اللي معي ) الحج، العمرة، الصلاة والعبادات الدينية يا لطيف دخل فيها التصوير والنشر على الملأ، وهي التي من المفترض أن تكون بين العبد وربه! طِفلاتٌ صغيراتٌ جميلاتٌ في عُمرِ الزهراتِ النديات يتراقصنّ ويتمايلن في الرقصاتِ يُمنةً ويُسرة بلا وعي! بل وهناك حساباتٌ انستجراميةٌ وسنابيةٌ من أجل أفضل رقصة وأجمل بنتٍ وأجمل فتىً وأجمل غمزة وابتسامةٍ ! بالله عليكم يا كِرام هل هذا ما يُعد النشء والجيلُ من أجلهِ؟ الرقصُ والُميوعةُ والغنجُ والتمايل في مواقع التواصل أمام الأعيُن والتي لا يعلم إلا الله ماذا خلف نظراتها! والأخطرُ من ذلك عندما يُستدرج الأطفال عبر مواقع التواصل من قبل المجرمين وضِعاف النفوس والأهل مشغولون عنهم كيف يحصلونَ على أكبرِ عددٍ من المُتابعين لحساباتِ الأبناء ويا ليتها كانت حسابات مفيدة وهادفة وثرية وتعليمية بل حسابات في الرقص (وهز الوسط) والاستعراض بكل شيء ولا شيء. أطفالٌ صِغار مابين السادسةِ إلى العاشرة من العُمر ومراهقون كُل منهم لديه حسابات في التويتر، والانستجرام ،والفيس، والسناب ! الأعيُن الفضولية والمُتلصِصةُ تُراقب تحركات وسكنات أهل المنزل صباح مساء حتى في بلعِ اللقمة وشرب كوب الماء. بات لاهّم لبعض البشرِ إلا الاستعراض والهياط وأنا هنا( خصصت) ولم أُعمم على الكُل، لأن هناك القليل من الحسابات الهادفة الثرية ولكن لايُتابِعُها الكثير. كسروا قلوب الفقراء والبائسين وزادوهم حزناً باستعراض إسرافهم، ورقصهم وشيلاتهم وسفرياتهم وبذخهم. هذا غير التقليعات الجديدة عند بعض الأمهات هداهن الله بإخبار المعمورة ومن عليها بأن بنتها الصغرى ذات السبع سنوات والأخرى في التاسعة جهزوا وطبخوا الغداء والعشاء وجهزوا الموائد. يعني لابد أن يعلم القاصي والداني أن الصغيرات طبخن وكنسن وغسلن ورقصن وغسلن جيلٌ من الصِغار لاهم لهم الآن إلا الاستعراض والرقص ومشاكسة الآخرين وتصوير خصوصيات الأهل وأسرار البيوت ونشر الغسيل أمام الملأ. بل إن بعض ضعاف النفوس يطلب من بعض الأطفال الأغرار تصوير الغرف والمنزل وأهل المنزل دون علمهم وترسل الصور لهم والأهل في سبات عميق أعمتهم هم أيضا مسألة التصوير وانشغلوا مثل أطفالهم بتصوير كل ماهب ودب. أمر مؤسف حقيقة ما نراه وما يحصل، وكان الأمل أن ُتستغل تلك المواقع لما هو أهم من تعليم وتثقيف واختراع ونشر فوائد وفرائد تُرى أيُّ نفعٍ يرجى من هكذا جيل؟ أسأل الله العلي القدير أن يهدينا جميعا إلى ما يُحبهُ ويرضاه في الدنيا والآخرة وإلى ما من شأنهِ رِفعة الدين والنفس وخدمة الوطن والنهوض بهِ.