لا يختلف كثيرا، عندما تبرر أو توضح، طالما هدفك هو تغيير توجيه الفكرة، لذلك التسمية لا تعني كثيرا، وإنما الكيفية، لأنها الأهم، حيث إن التأثير يكون بصدقها وشفافيتها، وليس بتحويل مسارها. الأيام القليلة الماضية، كان هناك حادثتان بارزتان، استدعتا الرأي العام على النقاش بصوت عالٍ، والبعض راح يناقش إذا ما رافقتهما تبريرات أو توضيحات، والحقيقة أنها «ترقيعات». الأولى، تمثلت في تبرير «الخطوط السعودية»، عندما انبرى الخطاب يدافع عن استقطاب اللبنانية كريستي سركيس، بعدما أوضح المتحدث أن تعيينها كمستشارة للإعلام والاتصال الدولي بالشركة، وليس في منصب مديرة العلاقات العامة والإعلام.. حيث تم تجاهل محور النقاش المجتمعي، وتعلق بتفاصيل هشة، حيث إن الأمر لم يكن عن مكان الموقع، وإنما عن مبدأ الاستقطاب، في تخصص ليس نوويا ولا هندسيا، وفوق ذلك.. من أبرز التخصصات التي برز فيها السعوديون في الفترة الأخيرة. الثانية، هي ما أعلنه محافظ إحدى المحافظات، توضيحا لحادثة تحلق مجموعة من المنظمين حوله، في إحدى المناسبات، وبناء حاجز بشري بينه وبين الناس، عموم الناس، من خلال التعقيب على ما تم تداوله أن ما حدث هو اجتهادات شخصية من منظم الفعالية، وليس حراسة شخصية له. وقال بالتحديد: «ما حدث مجرد اجتهادات شخصية من متطوعين، ومن منظم الحفل، لم يكن للمحافظة أي علم بها، ونعتذر عما بدر منهم».. ويمكن نسف كل ما ذكر بصمت هذا المحافظ، وعدم محاولته إيقاف هذه الاجتهادات، وسيره - وفق مقطع فيديو - بكل زهو واعتزاز. بالتأكيد، لست معنيا في المحاسبة بالأمرين، وهناك جهات رسمية مهمتها ذلك، فالأولى أعلنت «مكافحة الفساد» متابعتها، والثانية، مرجعيتها ل»وزارة الداخلية». لكني أكتب من زاوية الجانب الاتصالي، الحقل الذي يهمني، لأنني أعتقد أن هذه البيانات كتبت بطريقة بدائية، لم تراع زيادة الوعي لدى الناس، وخاطبتهم وكأنهم لا يملكون أدنى درجات التقييم، وليس لديهم منطق يحتكمون له.. يجب أن تحترم المجتمع الذي تتحدث إليه، لا تفترض أنك أكثر ذكاء منه، أو أن المتلقين أغبياء! الأزمة في مثل هذه الحوادث، هي إصرار المسؤولين في بعض المؤسسات الحكومية، وحتى غير الحكومية، على العمل في الوقت الحالي بأفكار الوقت الماضي، والأعظم من هذا هي فرض الرؤى الأحادية، التي تأتي من المسؤولين الديكتاتوريين، الذين ينسون - أو يتجاهلون - بأن هناك علما اتصاليا احترافيا، وأن هناك خبراء يجب العودة إليهم، والاسترشاد بآرائهم. الغريب، أن «مستشارة الإعلام» لم تستطع أن «تشير» إلى «الخطوط» في أزمة استقطابها.. الوضع مبقع من أوله! والسلام.