سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
300 زعيم سياسي وألف رئيس شركة من 70 دولة في أكبر منتدى اقتصادي بسويسرا «دافوس» يختار النزعة الشعبوية في العالم وتنامي التفاوت الاجتماعي والبطالة.. اليوم
حتى الآن يقدم الساسة الأميركيون والأوروبيون حلولا أغلبها قومية للأسئلة الصعبة عن تأثيرات العولمة، ويسعى المشاركون في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي ينطلق في منتجع دافوس السويسري غدا الثلاثاء للبحث عن حلول لمشكلة تنامي النزعة الشعبوية في العالم. ورغم أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لن يشارك في منتدى دافوس، فإن خطابه الشعبوي الحماسي سيلقي بظلال كثيفة على أعمال المنتدى الذي يشارك فيه المئات من قادة السياسة والاقتصاد في العالم. وقد نجح ترامب ذو الخطاب الشعبوي في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت يوم 8 نوفمبر الماضي بفضل معارضته للنخبة السياسية التقليدية في الولاياتالمتحدة وكذلك معارضته للمهاجرين ولاتفاقيات التجارة الحرة. كما أن هذه المواقف فرضت نفسها على الدورة الجديدة للمنتدى الاقتصادي العالمي والتي تقام تحت شعار «القيادة المسؤولة والمتجاوبة». والحقيقة أنه خلال الاثنى عشر شهرا الماضية لم تنتشر الشعبوية بين الناخبين الغاضبين في الولاياتالمتحدة فقط، وإنما بين البريطانيين أيضا الذين صوتت غالبيتهم لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء العام الذي أجري يوم 23 يونيو الماضي. وتشهد الدول الأوروبية الأخرى صعودا واضحا للحركات الشعبوية. فقد صوت نحو ثلث الناخبين النمساويين لصالح حزب الحرية اليميني المتطرف، كما أن حزب «البديل من أجل ألمانيا» المعادي للمهاجرين نجح في دخول برلمانات 10 ولايات من بين 13 ولاية ألمانية. ويقول كلاوس شواب الخبير الاقتصادي الألماني ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي «لا يمكننا إيجاد مجرد حلول شعبوية (لمشكلات العالم).. نحن نعيش في عالم بالغ التعقيد، حيث تتداخل فيه كل القضايا». وأضاف شواب: من المنتظر مشاركة حوالي 300 زعيم سياسي من 70 دولة وحوالي ألف رئيس شركة من مختلف دول العالم في أعمال المنتدى التي تقام على جبال الألب في سويسرا، حيث يناقشون إلى جانب قضايا النمو الاقتصادي، ضمان وصول ثمار النمو الاقتصادي إلى مختلف طبقات المجتمع، وتزايد الاعتماد على تكنولوجيا الإنسان الآلي في مختلف الصناعات وما يمكن أن تمثله من تهديد للكثير من الوظائف. ويدرك شواب وفريقه المعاون أن شعوب العالم تريد حلولا لمشكلات تنامي التفاوت الاجتماعي والبطالة. وقال شواب «نحتاج بشدة إلى تصرفات أكثر عملية (براجماتية) وتستهدف المستقبل، حتى لو كان ذلك في صورة خطوات صغيرة، من أجل توفير رؤى إيجابية». وسيناقش المشاركون في منتدى دافوس قضية الشعبوية من مختلف الزوايا.ومن المنتظر أن يشارك وزير الاقتصاد والمالية الإيطالي بير كارلو بادوان في جلسة حول «أزمة الطبقة المتوسطة» في حين سيشارك المفوض المالي والاقتصادي الأوروبي بيير موسكوفيتشي في جلسة حول «تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي». ويعد المنتدى الاقتصادي العالمي تجمعا لأهم الشخصيات السياسية والاقتصادية في العالم، كما يدعو إليه العلماء وخبراء الاقتصاد والفنانين والنشطاء الذين يقدمون رؤى مختلفة.