تقدمت القوات العراقية في حي آخر من أحياء مدينة الموصل قرب نهر دجلة وقاتلت تنظيم داعش هناك امس الاثنين مما يقربها من السيطرة الكاملة على شرق المدينة. وقالت مراسلة لرويترز قرب جبهة القتال في الموصل إن الاشتباكات وقعت في حي الشرطة. وقال متحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي إن المتشددين يبدون مقاومة. وقال صباح النعمان "بدأنا بالاقتحام ولكن كان هناك هجوم قبل قليل. سنحرز تقدما مع نهاية النهار." ويقع حي الشرطة قرب الضفة الشرقية لنهر دجلة التي تقول القوات العراقية إنها ستسيطر عليها بالكامل قريبا، وسيطرت القوات بالفعل على مناطق على ضفة النهر أبعد باتجاه الجنوب. وفور استعادة الضفة الشرقية يمكن للقوات البدء في الهجوم على غرب الموصل الذي ما زال التنظيم المتشدد يسيطر عليه. وسيطرت القوات العراقية على أغلب مناطق شرق الموصل منذ بدء حملة قبل ثلاثة أشهر لإخراج المتشددين من المدينة. وكان تقدم القوات قد تعطل في أواخر نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول بعد دخولهم المدينة إذ تصدى لهم مقاتلو التنظيم بهجمات بسيارات ملغومة وبقناصة واختبأوا وسط السكان المدنيين الذين يبلغ عددهم نحو 1.5 مليون. وقالت الأممالمتحدة إن نحو 32 ألفا من سكان الموصل فروا من المدينة خلال الأسبوعين الماضيين ليصل العدد الإجمالي للنازحين خلال الحملة لاستعادة الموصل إلى 161 ألف. وقال أحد سكان غرب الموصل في اتصال هاتفي إن مقاتلي تنظيم داعش ومنهم قادة بارزون في غرب الموصل تركوا المدينة باتجاه تلعفر الواقعة على الحدود السورية. وفي محيط جامعة الموصل، لا زال الرصاص يتطاير بالقرب من مبانيها التي تفحمت بعضها خلال المعارك وفخخت اخرى بمواد متفجرة من المتطرفين الذين استخدموها مقرا لهم، قبل ان تستعيدها القوات العراقية. ويسمع في الجوار صوت طائرة حربية وأزيز صاروخ أطلقته وبعده صوت انفجار، يليها تصاعد دخان أسود في سماء الموصل. وتحولت جامعة الموصل، مثل العديد من المواقع داخل الموصل وفي محيطها التي استولى عليها تنظيم داعش في عام 2014، الى ضحية أخرى لحرب استعادتها من قبضة المتطرفين. وكانت الجامعة ذات الابنية الكبيرة الحديثة من أكثر الجامعات شهرة في العراق. وقال ضباط في جهاز مكافحة الارهاب، قوات النخبة العراقية، ان قواتهم تمكنت من استعادة السيطرة على مباني الجامعة، لكن الخطر لا يزال قائما. وقال النقيب سيف علي خلال تواجده في الجهة الشرقية للحرم الجامعي "لا تزال هناك مبان مفخخة، اضافة الى مواد كيميائية داخل الجامعة". وقد تكون هذه المواد جزءا من برنامج أسلحة كيميائية بدائية استخدمت لمهاجمة القوات العراقية. وقال أحد قادة جهاز مكافحة الارهاب في الموصل اللواء سامي العارضي "سيطرنا على مخازن المواد الكيميائية، او المختبرات التي عملوا فيها"، و"عثرنا على حوالى تسعة براميل تحتوي على خلائط كيميائية" في الجامعة. وخلت الجامعة من طلابها منذ سيطرة تنظيم داعش عليها في 2014، ولا يعتقد ان عودة هؤلاء ستكون قريبة. فقد تعرضت بعض مباني الحرم الجامعي الى اضرار محدودة نسبيا بينها آثار دخان على النوافذ والواجهات الخارجية، لكن أضرارا كبيرة وقعت في قسم آخر. عند مدخل بنى "الكلية التقنية"، تظهر آثار صدأ من قنبلة لم يبق سوى ذيلها بين ركام مبنى محترق، وانتشرت قطرات من الدم على سلم مبنى آخر، فيما يظهر أثر شريط أحمر من الدم يرجح أنه ناتج عن سحب جثة في الممر، في موقع آخر يرجح انه مبنى كلية الهندسة، تناثرت أجزاء من السقف هنا وهناك. وتمثل استعادة القوات العراقية لجامعة الموصل التي تقع في الجانب الشرقي من المدينة، خطوة مهمة في المواجهات ضد المتطرفين للتقدم باتجاه نهر دجلة الذي يقسم المدينة الى شطرين.