شيعت الرياض عصر أمس الأحد رائداً من رواد القصة القصيرة في المملكة القاص صالح الأشقر بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد تمت الصلاة عليه في جامع الراجحي شرق العاصمة قبل مواراته الثرى في مقابر "النسيم" فيما بدأت مراسم العزاء مساء أمس بمنزله في حي العليا. وما زال المثقفون في المملكة يواصلون نعيهم للفقيد حيث قدم القاص خالد اليوسف العزاء والمواساة للوسط الأدبي والثقافي في المملكة، مشيراً إلى أن قيمة الأشقر في المشهد الثقافي السعودي كبيرة فقد "كان الأستاذ لعدد كبير من أدباء جيل الثمانينيات الميلادية"، مبيناً أنه عمل مع الراحل "وكان له فضل كبير علي فقد ساعدني على كتابة القصة القصيرة والمقالة الأدبية والحوارات الثقافية، ونشر لي الكثير من النصوص والمقالات، وشجعني على صناعة اللقاءات الأدبية والثقافية". من جانبه قال القاص فهد العتيق إن الراحل صالح الأشقر كتب القصة وفق شروطه ووفق طريقته بلغته العالية، وحكايته ذات المضامين والصور والحالات الإنسانية الرفيعة جداً "كتبها صالح بطريقته التي تجاوزت الحكاية التقليدية واقتربت كثيراً من لغة النص المفتوح على أسئلة شخوص تعاني في واقع قاس". وأشار العتيق إلى أن الأشقر حينما كتب مجموعته القصصية الأولى "ضجيج الأبواب" عام 1989 وجد حفاوة نقدية جميلة ثم صدر كتابه القصصي الثاني البديع "ظل البيت".. وقد "قرأت قصص كتابه الثاني في بيته قبل طباعتها وتحدثنا عنها، كما تحدثنا في بيته الثقافي المفتوح بصحبة كثير من الأصدقاء الكتاب". ويذكر العتيق أنه قبل حوالي شهرين "تحدثنا عن مجموعته القصصية الثالثة والمكان الأفضل لطباعتها.. كما أذكر أنه تحدث للبرنامج الثقافي في اذاعة الرياض على الهواء مباشرة عن كتابي القصصي "أظافر صغيرة وناعمة" وقدم رؤية نقدية مفرحة، وكان صالح قد نشر لي نصوصاً كثيرة كما نشر لي فيما بعد قصتي "شروق البيت" من كتابي "إذعان صغير" في الملحق الثقافي لجريدة الرياض عام 1988م وقال لي: أكمل هذه القصة الرواية". وقال رئيس تحرير مجلة القافلة محمد الدميني إن الراحل ترجّل عن الألم الكبير الذي غشي حياته خلال العام الماضي، واستراح من كل الأدوية والعلاجات والإشعاعية الكيميائية. مبيناً أن تجربة صالح الأدبية والصحفية يمكن قراءتها في مجموعتيه القصصيتين: "ضجيج الأبواب" و"ظل البيت"، وفي عشرات المقالات التي كتبها في الصحف خاصة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. وهو صوت ثابت في تجربة القصة القصيرة في أدبنا الجديد". وأضاف: "لقد كان صالح أيضاً قلباً مفتوحاً في الرياض، ومنزلاً نسكنه وننام فيه، ونلتقي فيه بنخبة من أصدقاء تلك المرحلة أدباء وصحافيين وتفتح فيه نقاشات لا تحصى في السياسة والأدب والفكر، ونراجع فيه آخر الكتب أو الدوريات، وكان الزمن آنذاك صعباً نوعاً ما فلا منابر أدبية تستحق عناء الزيارة، وكانت بعض المنازل في الرياض والشرقية وجدة -وبينها منزل الراحل- هي الأماكن الصالحة للحديث والأمل". الراحل أصدر مجموعتين قصصيتين فهد العتيق خالد اليوسف محمد الدميني