انتقل الأديب والكاتب والقاص السعودي، صالح بن عبدالله الأشقر، أول أمس السبت إلى رحمة الله، بعد وعكة صحية أصيب بها ورقد على إثرها في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ثم انتقل للعلاج خارج المملكة على نفقة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. الراحل الأشقر صاحب الأسلوب القصصي السلس والهادف والرائع الذي استطاع من خلاله أن يكون احد رواد كتابة القصة في المملكة، ولد عام 1951 في مدينة حائل، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة الملك سعود، عمل في الصحافة المحلية في بداية الثمانينيات، وأصدر مجموعتين قصصيتين هما «ضجيج الأبواب» عام 1989، و«ظل البيت» عام 2008، ولديه مجموعة قصصية ثالثة جاهزة للطبع هي «تكوين»، كما اشتغل خلال فترة من حياته في الفن التشكيلي. عن الراحل يقول الدكتور سعد البازعي: الأصدقاء الذين عرفوا صالح الأشقر -رحمه الله- وكتبوا عنه أجمعوا على عدة أمور في شخصيته المتميزة، لكن أمرًا واحدًا يسترعي الانتباه، وهو أنه كان مضيافًا، أتاح بيته ملتقى للأصدقاء ومنبرًا للحوار ومنطلقًا لأفكار وإبداعات كثيرة، كنت أحد الذين رأوا ذلك التجمع الفريد الذي كان مداره الحوار الثقافي والاستماع إلى إبداعات البعض سواء من الشعر أو القصة أو الملاحظات، وكان ذلك في أوائل الثمانينيات الميلادية، إن لم تخني الذاكرة. واضاف البازعي: زرت أبا طارق وكان عنده عدد ممن شكلوا في تلك المرحلة حلقة ذهبية في تاريخ الأدب السعودي منهم: عبدالله الصيخان، وسعد الدوسري، وعبدالله بامحرز، رحمه الله، ومحمد جبر الحربي، وآخرون، أولئك الذين شكلوا جيل الثمانينيات في الشعر والقصة، وكان صالح في طليعتهم بالطبع قاصاً ذا صوت فريد، صوت رأيته وقد اختط لنفسه سياقًا فريدًا سميته في كتاب «ثقافة الصحراء» السياق الاحتفالي، إذ انه كان يلتقي مع قصائد محمد الثبيتي وعبدالله الصيخان في رؤية تنظر إلى مستقبل أكثر إشراقًا، ففي ذلك الصالون الأدبي كان صالح يشرق بأعماله وباحتفائه بالجميع، وكان ما يميزه عن كثيرين هو جديته في القراءة وفي النقاش، فلم يكن يرى نفسه كاتبًا فحسب، وإنما قارئ في المقام الأول، وليس اجتماع الكتابة بالقراءة وبالجدية التي كانت تتضح من نقاشات صالح بالأمر الشائع. فيما يقول القاص محمد الشقحاء: يعتبر الراحل صالح الأشقر صحفيا متميزا وله بصمة واضحة لدى كثير من الصحفيين الشباب الآن، الذين تتلمذوا على يد المغفور له بإذن الله، حيث يتميز صالح في كتاباته القصصية بالعمق والنفس الطويل وهو ما يبرز المقدرة الفنية والأدبية لديه، وكان واضحا في شخصيات الأشقر القصصية الوضوح والجرأة، ولديه خيال فني رائع وخاصة في الزمان والمكان، فكل من اطلع وبحث وقرأ قصصه يؤكد انه كان يمتلك مقدرة هائلة في اعطاء الشخصيات مساحات رائعة وكبيرة وواضحة في الحدث، حيث كانت الشخصيات تتميز بالقوة بالإضافة للتسلسل الرائع في سرد الحدث، وهو ما رسخ قصصه في ذاكرة القارئ والمتلقي ولربما من قوة الكتابة القصصية للراحل التكثيف والحوار. وأضاف الشقحاء: خطوة نادي الرياض الادبي قبل فترة بتكريمه وتكريم تجربته الثقافية والأدبية والقصصية وهو حي يرزق خطوة رائعة جدا وتحسب للنادي على اهتمامه بالشخصيات الثقافية والأدبية، وقد جاء التكريم بعد تعرضه لعدة وعكات صحية وكان لها دور ايجابي على نفسيته، وخاصة ان التكريم شهد حضور الكثير من الشخصيات، وهو جزء بسيط مما يستحق في حياته وقبل مماته، وأتمنى ان يكون الاهتمام بعد مماته أكثر في كتابة اصدار كتب عن حياته وذكرياته ودراسات نقدية حول ما كتبه من قصص.