الاسبوع الماضي توقفنا عند كلمة «بذا» واليوم نكمل ماتبقى من باب الباء الثلاثي «بذح» والبِذْحُ بالكسر : قَطْعٌ في اليدِ « . والذي جاءَ عن أَبي عَمْرٍو : أَصَابه بَذْحٌ في رِجْله : أَي شَقٌّ وهو مثل الذَّبْحِ وكأَنه مقلوب وفي رِجلِ فُلانٍ بُذوحٌ : أَي شُقوقٌ . البَذْحُ « بالفتح : مَوْضِعُ الشَّقِّ ومبذح ومثلم مترادفات فكلتاهما تعني الشق يقول جرير من هجائه للعجاج يا ابن كسيب ! ما علينا مبذح وفي اللهجة الدارجة نفس المعنى فيقال ابذح الجحة اي اقطعها او مبذح جحه واستشهد بمقالة للزميل عبدالعزيز المحمد الذكير في زاويته نافذة الرأي بعنوان لا.. ولا بطيخ عندما ذكر مبذح الجحة بالاحمرار «بذخ» البَذَخ الكبر والبَذَخ تطاول الرجل بكلامه وبذله وافتخاره بَذَخَ يَبْذَخْ ويَبْذُخُ والفتح أَعلى بَذَخاً وبُذُوخاً وتَبَذَّخَ تطاول وتكبر وفَخَر وعلا وشَرَفٌ باذِخٌ أَي عال يقول الشاعر القاضي الفاضل من العصر الايوبي فَدَيتُكَ لا تَبذَخ بِأَشأَمِ خِدمَةٍ وَإِن شِئتَ أَلا تَقبَلَ النُصحَ فَأَبذَخِ وفي اللهجة الشعبية استخدمت الكلمة بنفس المعنى ولكنها انحصرت في التفاخر فيقال هذا بذخ و»مهايط» اي اسراف في غير موجبه واما الاخيرة فسوف نستعرض تأصيلها في حينه. يقول الشاعرسلطان ال شريد من قصيدة له: لاصرت مكرم ضيف ماهو لازم ضيافتك تبذخ بها ... ياغالي «بذذ» جاء في قاموس اللغة تَمْرٌ بَذذ : مُتَفَرِّق لا يَلْتَزِق بَعضُه ببعضٍ كفَذٍّ عن ابن الأَعرابيّ .وفي لهجتنا الدارجة يقولون حالتهم بذذ أي متشتتين ومتفرقين وهما اي المعنيان متقاربان ويقولون للتمر غير المتلاصق» تمر بذ « . «بذر» جاء في لسان العرب البَذْرُ بفتحٍ فسكونٍ : مَا عُزِلَ للزِّراعة والزَّرْعِ من الحُبُوب وقيل : هو أوّلُ ما يَخْرُجُ مِن الزَّرْع والبَقْلِ والنَّبَات لا يَزالُ ذلك اسْمَه ما دامَ على وَرَقَتْينِ . وقيل : البَذْرُ : جميعُ النَّبَاتِ إذا طَلَعَ من الأرض فنَجَمَ . أو هو أنْ يَتلَّونَ بلَوْنٍ أو تُعرَف وُجُوهُه . وفي اللهجة الشعبية بذر حبه أي زرعه ونثره والبذر الحب المعد للزراعة يقول الامير طلال الرشيد الملتاع رحمه الله لو حسبنا للحسايف والتعب ما»بذرنا» للعصافير الشعير ويقول الشيخ شايع الامسح من وصف الذلول: ياكنها بالحيد الادنى نعامة والحيد الاقصى زايلات زوايل يده يد «البذار يابذر» حبه بالقيظ وحاديه سموم القوايل وأما المعنى الثاني لظهور اول الزرع فقد استعملت كذلك ولكنها في مواقع الربيع والعشب البري غير المزروع فيقال له باذر أي اول تباشير الربيع وهي مفردة واسعة الانتشار في الاوساط الشعبية يقول الشاعر بدر الحويفي رحمه الله: نطلب مطر رحمة ثقيل سحابه فيه البروق تلوح مثل القناديل واليا انتهى الثامن وعزل ضبابه نهار تاسع «باذره «كنه النيل «بذل» البَذْلُ : المعروفٌ وهو الإعطاءُ عن طِيبِ نَفْسٍ قال الجوهري في الصحاح بذل فلان المال : أعطاه وجادَ بِه . وهو نفس المعنى في لهجتنا الدارجة فيقال فلان بذال. يقول الشاعر محمد الفوزان: رجل معه مال ولا هو «بذال» لا خير في ماله وكثر اجتماعه.. الاسبوع القادم لنا لقاء بحول الله