تزينت أمس عشرات الآلاف من شرفات المنازل في الجزائر بالعلم الوطني، استجابة لحملة أطلقها شباب على شبكات التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"تويتر" تحديدا، للرّد على نداءات مجهولة المصدر على الشبكة نفسها، دعت قبل أربعة أيام، التجار إلى غلق المحلات وشن إضراب عام والخروج إلى الشارع للاحتجاج على ارتفاع الأسعار والرسوم في قانون المالية 2017، ما قاد إلى سلسلة أعمال شغب وتخريب للأملاك العمومية والخاصة في عدد من المدن بالأخص بولايتي بجاية والعاصمة. وصنعت الرايات الوطنية المعلقة أعلى شرفات البيوت الحدث في الجزائر، وأعاد المشهد الجزائريين إلى لحظة الإعلان عن استقلال بلادهم في 5 يوليو 1962، عندما علت الألوان الوطنية الشرفات والبنايات والسيارات وحافلات النقل، وراح الناس يهرولون وفي أيديهم العلم الوطني في كل الاتجاهات فرحا بالنصر والفرج، مشفوعين بزغاريد النسوة وهتافات الشباب أن "تحيا الجزائر حرة مسلمة". وتعد هذه ثالث حملة يطلقها شباب على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، ينخرط معها الشارع الجزائري بشكل لافت، بعد حملتي "كلنا جزائر" التي أعقبت العملية الإرهابية التي استهدفت جنودا في غمرة الاحتفال بعيد الفطر 2015 راح ضحيتها 9 عسكريين بمنطقة عين الدفلى (200 كلم غرب العاصمة)، وحملة "قف نعم للاحتجاج لا للتخريب" التي تم إطلاقها في عز الاحتجاجات الأخيرة التي تخللتها أعمال نهب وتكسير وتخريب، تبعتها حملة اعتقالات واسعة للمتورطين فيها. وتخضع مصالح الأمن الجزائرية المختصة في مكافحة الجريمة الإلكترونية بعض الحسابات "الفايسبوكية" إلى التحقيق، قصد الوصول إلى هويات أصحابها الحقيقة، وهي الحسابات التي يعتقد أنه صدرت منها النداءات إلى الاحتجاج، من داخل الجزائر وخارجها. ولم يتأخر وزير الصناعة عبدالسلام بوشوارب، الجمعة، في ثاني تعليق رسمي بعد الوزير الأول عبدالمالك سلال على أعمال الشغب الأخيرة، في تحذير المحرضين مشددا أن هؤلاء "قد انكشفوا اليوم" وأنهم" لن يستطيعوا تهويل الوضع وإخراج الشعب إلى الشارع بدعوى الإجراءات الاستثنائية في قانون المالية 2017"مؤكدا أن الدولة" لن تجوّع شعبها". وتأتي حملة "علم في كل شرفة" يوما فقط من توحيد كامل مساجد القطر الجزائري خطبة الجمعة بناء على تعليمات أصدرتها وزارة الأوقاف حثت أئمة الجمهورية على وجوب تذكير الجزائريين بمفاسد العبث بأمن البلاد، وتحذيرهم من الدعوات التي تثير الفتنة وتزرع العنف. وكان الوزير الأول الجزائري، في أول تعليق رسمي على الأحداث، اتهم جهات لم يسمها بمحاولة إثارة الفتنة في الجزائر، قائلا عن هؤلاء "إنهم قلة" وأنهم "مكلفون بمهمة لزعزعة الاستقرار".