أعلنت مصادر أمنية جزائرية، أن الجيش قتل 16 مسلحاً من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، كانوا ضمن المجموعة التي قتلت 9 جنود جزائريين في ثاني أيام العيد. وذكر شهود من جبال عين الدفلى (140 كيلومتراً غرب العاصمة)، أن تجهيزات عسكرية غير مسبوقة وصلت إلى غابات المنطقة. وأثارت عملية اغتيال الجنود في غرب البلاد، موجة تنديد واسعة، إذ توعّد رئيس الحكومة عبدالمالك سلال، بالتصدّي «للذين يحاولون المسّ بوحدة واستقرار وأمن الجزائر»، في أول رد فعل له على العملية «المفاجئة» من حيث حجم الخسائر البشرية، والتي لم تُسجّل منذ عام 2008، تاريخ اغتيال 11 عنصراً أمنياً في برج بوعريريج (220 كيلومتراً شرق العاصمة). وأكد سلال في أول تعليق له على حادثة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الجيش: «سنبقى كلنا بشعبنا وجيشنا بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه المساس بوحدتنا الوطنية وأمننا واستقرارنا». وأضاف: «تلقينا ببالغ الحزن والأسى، نبأ الفاجعة الأليمة والعمل الجبان الذي أودى بحياة جنود أبرياء من أبنائنا، إثر كمين إرهابي جبان في عين الدفلى وهم يقومون بواجبهم الوطني». ورأى الحزب الحاكم في بيان، أن «هذا الاعتداء الإرهابي لن يزيد أفراد الجيش إلا عزيمة وإصراراً على مطاردة هؤلاء الإرهابيين والقضاء عليهم. إن تماسك وتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الجدار الوطني، يبقى أفضل وسيلة لإحباط مخطط التخريب والقتل». في المقابل، ذكر سكان جبال عين الدفلى أنهم رصدوا مرور مئات العربات التي تقلّ جنوداً، إضافة إلى عمليات تحليق مكثفة للطيران العسكري مع تنفيذ هجمات في مواقع داخل غابات. وأفاد مصدر عسكري ل «الحياة»، بأن الجيش كلّف 4 آلاف عنصر من قواته البرية والجوية لمحاصرة غابات عين الدفلى في اتجاه الجنوب، حيث حدود ولاية المدية. وأغلق الجيش كل المنافذ المؤدية إلى غابة طارق بن زياد، ومناطق تيسمسيلت من الناحية الغربية لولاية عين الدفلى، مروراً بواد الجمعة في جبل اللوح، ومنطقتي أولاد عنتر في الناحية الجنوبية لولاية المدية. ويُعتقَد وفق معطيات أولية، أن 16 مسلحاً قُتلوا في العملية، أُشيع أن بينهم أجانب. ولم تعلن وزارة الدفاع رسمياً، حصيلة عمليات التمشيط المتواصلة عبر السلسلة الجبلية والغابات الكثيفة بين الولايتين، غير أنها أكدت «تطويق المنطقة ومباشرة عملية عسكرية واسعة، ومطاردة هؤلاء المجرمين واكتشاف مخابئهم وتدميرهم».