في السابق كان حلم الشهرة صعب تحقيقه ما لم تملك المقومات الحقيقية التي تستطيع من خلالها إقناع من حولك بالدرجة الأولى بموهبتك ومن ثم المسؤولين على ظهورك إعلاميا، والواقع بطبيعة الحال يترك لنا الكثير من الأمثلة على أن هناك أناسا كانت لديهم موهوبة لكنها تفتقر للأدوات التي تساعدها على الظهور ومن ثم الشهرة، فالعملية كانت جدا معقدة. أما هذه الأيام، أنت لا تحتاج لكل هذا بفضل التقنية والأدوات المحيطة بنا على مدار الساعة، والتي بدورها جعلت كلاً منا قادر على أن يكون تحت الضوء من خلال محتوى بسيط يقدمه للعالم. فقد يكون أي منا مشهوراً غداً أو ربما الأسبوع القادم أو الذي يليه، ولكن في المقابل في الدقيقة الواحدة يتم تحميل 48 ساعة على اليوتيوب فالفرص بأن تكون مشهورا أو صاحب مقطع مشهور تقل مع المنافسة. السؤال الأهم هنا، كيف تنتشر بعض المقاطع في فترة وجيزة؟ وما الذي يجعل شهرة البعض أسرع من البرق؟ يقول كيفن آلوكا مدير التوجهات في اليوتيوب هناك ثلاثة عوامل رئيسية لانتشار بعض الفيديوهات كالنار في الهشيم، أولاً صانعو الذوق المؤثرين، ثانياً الابتكارات المحلية للمجتمعات، وثالثاً عنصر المفاجأة. هناك مقطع انتشر بشكل جنوني لرجل يسجل لحظات مشاهدته لقوس قزح باستغراب وتعجب من نافذة منزله لأول مرة، المقطع تم رفعه على اليوتيوب في بدايه عام 2009 وكان عدد المشاهدات لا يتجاوز أصابع اليدين، لكن في عام 2010 عدد المشاهدات بلغ 23 مليونا، والسبب يعود إلى المذيع الكوميدي الأميركي جيمي كيمل حيث غرد برابط المقطع عبر حسابه في التويتر معلقاً وجدت أكثر مقطع مضحك على اليوتيوب! فشخص مؤثر لديه متابعين مثل جيمي يستطيع التحكم والتأثير بالذوق ويقدم لشريحة كبيرة من المتابعين أشياء جديدة أو إعادة نشر أشياء قديمة. أما عامل الابتكارات المحلية للمجتمعات فأغنية «بربس» للمخرج ماجد العيسى مثال واضح وصريح على هذا، فالمتابع للمقطع سيدرك أن المؤدي عبدالله الحسين لم ينطق سوى بثلاث جُمل وكلمات متفرقة خلال دقيقتين ونيف فقط وعدد المشاهدات تجاوز 28 مليونا في أقل من ستة أشهر! السبب يعود في استخدام كلمة دارجة في مجتمعاتنا المحلية بذكاء بالإضافة إلى التفاعلية التي تركها لنا المقطع. فالمتلقي في هذا الوقت لا يستمتع فقط بل يشارك. فظهرت لنا العديد من الفيديوهات التي تحاكي المقطع الأساسي وتستخدم نفس الرقصة والكلمات ونالت على مشاهدات مليونية. وآخر العوامل هو المفاجئة والأحداث غير المتوقعة التي تحيط بنا من فترة لفترة من تصريح وزير إلى حادثة تخص مجتمعنا المحلي أو الدولي وغيرها. ماذا يعني هذا؟ العوامل الثلاثة السابقة هي عناصر الثقافة الجديدة الدارجة دولياً حيث كل شخص لدية إمكانية الوصول والدخول والمشاركة، والمتابعون هم المقياس للشعبية، والشح في محتوى الإعلام التقليدي في بعض الأحيان يجعل مثل هذه المقاطع محفزا كبيرا للمراهقين في فعل أشياء جنونية للفت الانتباه!. يوتيوب ماجد الجريوي