رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء أمس بمدينة الرياض حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد في دورتها السادسة وبفروعها الثلاثة «شركاء التنمية» و«التميّز للمنظمات غير الربحية» و«التنافسية المسؤولة»، ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين مقر الحفل، كان في استقباله - أيده الله - صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد رئيس هيئة جائزة الملك خالد، وأصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي أعضاء هيئة الجائزة. ثم عُزف السلام الملكي، وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في المنصة الرئيسة بدأ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور عرضاً مرئياً اشتمل على أبرز البرامج والمشروعات التنموية التي تنفذها مؤسسة الملك خالد في المملكة، بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس هيئة جائزة الملك خالد، كلمة بدأها بالمقولة الخالدة للمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله -: "الإنسان يقوم على ثلاث فضائل: الدين والمروءة والشرف، وإذا ذهبت واحدة من هذه سلبته معنى الإنسانية" مشيراً الى أنها كانت بمثابة النبتة الصالحة التي غرسها المؤسس في أبنائه من ملوكٍ وأمراء، فأينعت وأثمرت ولا تزال تثمر أعمالاً إنسانية ومواقف مروءة وشهامة ونجدة تجاوزت حدود الوطن للعالم العربي ثم عمّت العالم أجمع. وأضاف: "في عهد الحزم والعزم.. عهد سلمان بن عبدالعزيز تتمثل هذه الفضائل الثلاث أقوالاً ومواقف وأعمالاً، يشهد بها القاصي قبل الداني، والبعيد قبل القريب، وما تعيش فيه هذه البلاد خلال عهده الميمون من أمن وأمان ورخاء رغم ما يحيطنا من قلاقل واضطرابات إلا ثمرة من ثمرات هذه الفضائل". وقال سموه: منذ تأسيس مؤسسة الملك خالد قبل ستة عشر عاماً وهي تسعى سعياً حثيثاً لأن تكون مؤسسة ذات تأثير إيجابي على حياة الناس في المملكة بابتكار حلول فاعلة تتمكّن من خلالها من مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المجتمع السعودي، وما جائزة الملك خالد إلا مبادرة كُبرى منها في هذا الاتّجاه وفي سبيل النهوض بمستوى الخدمة المقدّمة لأفراد المجتمع، ومن أجل الارتقاء بالفكر الاستراتيجي للعمل الخيري والتنمية الاجتماعية المستدامة في المملكة. وبين سمو أمير منطقة عسير رئيس هيئة جائزة الملك خالد أنّ ما يقدّمه خادم الحرمين الشريفين من دعم مستمر لجائزة الملك خالد بما يحقق رسالتها الإنسانية والاجتماعية التنموية ما هو إلا "وسام" على صدر كل من يعمل من أجلها، مبدياً فخره واعتزازه بتشريف خادم الحرمين الشريفين المتواصل لحفل الجائزة السنوي وتكريم الفائزين بفروعها، وبما يمتلكه الوطن من مقدرات بشرية واقتصادية، وبالعقول النيّرة لأبنائه الذين واصلوا بناءه والدفاع عن مقدّراته ومكتسباته ببسالة رغم ما يحيط المنطقة من قلاقل واضطرابات. وعبر سموه في ختام كلمته عن شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- على الدعم الدائم لمؤسسة الملك خالد، وعلى دعمهم أعمال الخير في المملكة وللأشقاء العرب والمسلمين، ولكل من تعب لأجل جائزة الملك خالد من أعضاء هيئتها ولجانها المتنوّعة وسفرائها في مختلف مناطق المملكة سائلا الله أن يديم على المملكة وحدتها وعزّها وأمنها. عقب ذلك قدّم الأمين العام للجائزة سعود بن عبدالرحمن الشمري عرضاً عن الجائزة، وأبرز أعمال الفائزين بفروعها الثلاثة، وإسهاماتهم في بناء الإنسان وتنمية المجتمع. بعد ذلك تفضّل خادم الحرمين الشريفين بتسليم الجوائز للفائزين بفروع الجائزة هذا العام، إذ سلّم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (بناء) جائزة المركز الأول لفرع "التميّز للمنظمات غير الربحية " والدرع الذهبي نظير تميّز الجمعية في الممارسات الإدارية الحديثة وتفوّقها في بناء شخصية اليتيم دينياً واجتماعياً وتربوياً، والمهندس عبد الرزاق بن مختار مخدوم المدير التنفيذي لجمعية التنمية الاسرية بالمدينةالمنورة (أسرتي) جائزة المركز الثاني والدرع الفضي لفرع "التميّز للمنظمات غير الربحية" نظير تميّز الجمعية في الممارسات الإدارية الحديثة وتقديم خدمات وبرامج نوعية لتنمية ورعاية الأسرة في المدينة المنوّرة من خلال التزامها بمعايير مهنية عالمية. أما جائزة المركز الثالث والدرع البرونزي الذي حققته الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان)، فقد تسلّمها من يدي خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الادارة رئيس اللجنة التنفيذية بالجمعية، نظير تميّزها في العمل الإداري وبأسلوبها المميّز في رعاية وتأهيل الأيتام المحتاجين ومن في حكمهم بطريقة تحفظ كرامتهم. فيصل بن خالد: غرْس «المؤسس» أثمر أعمالاً إنسانية عمّت العالم أجمع عقب ذلك تسلّم الدكتور سامي السلمي جائزة المركز الأوّل في فرع "شركاء التنمية"، عن مبادرة "تواصل الأطبّاء" وهي عبارة عن تطبيق إلكتروني يستهدف جميع الأطباء العاملين في المملكة ويتم من خلاله التواصل بين الأطباء الاستشاريين والأخصائيين في 45 تخصّصا طبيا من أجل الاستفادة من الخبرات وتبادل المعلومات بشكل يسهم في تحسين مستوى تشخيص الحالات الطبية. كما سلم حفظه الله الشابّة جواهر الحيدر جائزة المركز الثاني لفرع "شركاء التنمية" عن مبادرتها "حياتي سكّر" وهي عبارة عن مبادرة توعوية تستهدف مرضى السكري في المملكة وأسرهم، حيث تهتم بتوعيتهم صحياً واجتماعياً ونفسياً بطريقة مبسطة ومبتكرة وتفاؤلية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما سلّم جائزة المركز الثالث لفرع "شركاء التنمية" للشاب فيصل اليوسف عن مبادرته "بصمات مبتعث" وهي عبارة عن مبادرة تطوّعية تعمل على جمع وإبراز إبداعات ونجاحات المبتعثين السعوديين خارج المملكة من براءات اختراع واكتشافات طبية وتفوق أكاديمي، ونقلها للوطن لتشجيع الأجيال الأخرى ليحذو حذوهم. وفيما يخص فرع "التنافسية المسؤولة" التي تُمنح جائزته للمنشآت الأعلى تصنيفاً في المؤشر السعودي للتنافسية المسؤولة والذي يستند على تصنيف مهني دقيق قائم على معايير عالمية مقنّنة لتقدير المستوى التنافسي للشركات في المملكة، سلّم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أربع منشآت تميّزت بتبنّيها ممارسات التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية، ودمج هذه الممارسات في صلب استراتيجياتها، إذ جاءت مراسم التتويج على النحو التالي: المركز الأول: البنك السعودي للاستثمار، ومثّله في الحفل رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عبدالله بن جمعة. المركز الثاني: وفاز به - بالمناصفة - كل من الشركة السعودية للحديد والصلب (حديد) وتسلّم الجائزة مدير عام قطاع مصانع الصلب في الشركة المهندس عبدالله العلياني، وشركة سيسكو السعودية العربية سابورت المحدودة وتسلّم الجائزة المهندس عبدالله السواحة مدير عام الشركة. المركز الثالث: شركة شهد المروج "سبيشال دايركشن" ومثلها في الحفل الدكتور شادي خوندنه رئيس مجلس الإدارة. عقب ذلك تسلّم خادم الحرمين الشريفين صورة نادرة تجمعه بأخيه الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وهي هدية من مؤسسة الملك خالد تشرّف بتسليمها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس أمناء المؤسسة رئيس هيئة جائزة الملك خالد. ثم التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين مع الفائزين بالفروع الثلاثة لجائزة الملك خالد. يذكر أن جائزة الملك خالد تمنح الفائزين بها شهادات تقديرية تتضمن مسوّغات نيلها، وميداليات، ودروعا تذكارية ومبلغا ماليا يمنح لكل جائزة، يقدّر بمليون ريال لفرع "التميّز للمنظمات غير الربحية"، ونصف مليون ريال لفرع "شركاء التنمية"، في حين أن جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة هي جائزة تقديرية تمنح للشركات الأعلى تصنيفاً في «المؤشر السعودي للتنافسية المسؤولة» وذلك لتبنيها ممارسات التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية. خادم الحرمين يسلم الأمير تركي بن محمد بن فهد جائزته الأمير فيصل بن خالد يلقي كلمة الجائزة أمير الرياض خلال الحفل الفائزون في صورة تذكارية مع خادم الحرمين