أكد أكاديميون ومختصون ل"الرياض"على خطورة خلية التجسس التي اوقعت بها الجهات الأمنية وتتم محاكمة افرادها، ونبهوا الى مساعي تلك الخلية لمساعدة العدو لارتكاب أعمال تخريبية في البلاد والإخلال بالأمن والطمأنينة العامة ومحاولة تفكيك وحدة المجتمع وإشاعة الفوضى وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية، ودعوا الجهات والوزارات والجهات الحكومية والقطاعات الخاصة الى الحذر الأمني للموظفين داخل القطاعات، مشيدين بالدور الكبير للجهات الأمنية من خلال المتابعة الدقيقة للجواسيس. خونة للوطن والعروبة في البداية أكد د. خالد الشلفان-الأستاذ المشارك في كلية علوم الحاسب والمعلومات في جامعة الإمام- أن ما قام به هؤلاء الخونة لبلادهم وعروبتهم ودينهم وملكهم أمر يدعو إلى التعجب، وتساءل: كيف لأولئك أن تخلوا عن الوطن لصالح دولة تعرف بحقدها على العرب وعلى أهل هذا البلد خاصة؟.. والمثير أنهم في مستويات تعليمية كبيرة، حققوا علمهم في هذا البلد. أمن المعلومات وأشار الشلفان إلى أن النظام الإيراني؛ ومن خلال العصابات المعلوماتية متورط منذ زمن في تنفيذ هجمات تجسس إلكترونية خطيرة على المملكة ودول الخليج العربي، وهذا مثبت من خلال ما أعلنته جهات متخصصة في أمن المعلومات مثل شركة "FireEy" التي أكدت تلك الحملات الإيرانية التي تستهدف قطاعات مهمة مثل قطاعات إنتاج النفط وخدمات الطاقة والخدمات الحكومية والمالية والطيران والاتصالات إضافة الى الوزارات المهمة في دول الخليج. وطالب الأستاذ المشارك في كلية علوم الحاسب والمعلومات المواطنين بتوخي الحذر من هؤلاء، مضيفا يجب تذكير كل مواطن غيور بوجوب الحذر والتحذير وكشف أي عمل تخريبي وابلاغ الجهات الأمنية المعنية، خاصة أولئك الذين ائتمنتهم الدولة، وتولوا مناصب في مواقع مهمة، وأخص بذلك الذين يتعاملون مع المعلومات الإلكترونية ويستخدمون تقنية المعلومات والاتصالات في تحقيق أغراضهم التخريبية والتجسسية. وأكد الشلفان في الوقت الحالي نحن بحاجة إلى ضبط التعامل مع المعلومات، وإيجاد حلول تقنية دقيقة لحماية المعلومة وتتبع المتعاملين معها ومواجهة الاختراقات سواء من الداخل أو الخارج، إضافة إلى نشر الوعي بحماية بيانات الجهات العامة والخاصة، خاصة المتصلة بأمن الوطن والمواطن، مشدداً في ختام حديثة على أهمية تقوية كلمات المرور للمستخدمين في بعض الجهات المهمة ضد كسرها، لكي لا تكون شبكة تلك الجهات ضحية ومعبر للوصول إلى شبكات أخرى مهمة وحساسة. بناء الخلية الخبيث فيما قال د.عبدالرزاق المرجان -عضو الجمعية العلمية الأميركية للطب الشرعي، الأدلة الرقمية: لابد الاعتراف بخبث الدولة الإرهابية إيران في بناء أخطر خلية تجسس في المملكة حيث أنها اعتمدت عدة عناصر من أهمها، أولاً: الاعتماد على سياسة تجنيد موظفين داخل القطاع الحكومي والخاص كشركات كبرى، وهم من الممنوحين صلاحية الدخول إلى الأماكن الحساسة بطريقة مشروعة، وقدرتهم على الوصول إلى المعلومة الحساسة والمطلوبة بطريقة مشروعة، وحصولهم على الثقة في المكان الذين يعملون فيه. وعليه يصعب عملية كشف أمرهم وتتبعهم بحكم أن هذه الأعمال تندرج تحت غطاء أعمالهم اليومية والنظامية. ثانياً: المحافظة على أقصى درجات السرية والحماية لهذه الخلية عن طريق تجنيد الأقارب في خلية التجسس وهو مشابه للسياسة المتبعة في تجنيد أعضاء خلية "داعش" الإرهابية، وللتدليل على ذلك تجنيد المتهم 13 في خلية التجسس عن طريق أخيه المتهم الأول في الخلية وهو ضابط في البحرية وتسليمه رسم لموقع ميناء عسكري، كذلك المتهم 9 والذي يعمل عسكرياً بقوات الدفاع الجوي قبل عرضاً من أخيه بالتعاون مع الاستخبارات الإيرانية، والمتهم 10 والذي يعمل بقاعدة الأمير سلطان الجوية الذي أدين باجتماعه مع أحد عناصر الاستخبارات الإيرانية برفقة أحد أشقائه العسكريين الذي يعمل لصالح الاستخبارات الإيرانية واتفاقه معهما على الارتباط والتخابر معهم. تجنيد نوعي ثالثاً: التركيز على التجنيد النوعي في الجامعات وفي العسكرية بتجنيد ستة من أعضاء الخلية تابعين للسلك التعليمي، خمسة منهم ذوو مؤهلات عليا وفي المجال الأكاديمي، وثلاثة منهم طلاب دكتوراه، وموظف في التعليم. وثمانية من أعضاء هذه الخلية في السلك العسكري وفي عدة قواعد عسكرية. رابعاً: التركيز على جمع المعلومات العسكرية القريبة من اليمن وهي خط المواجهة الأمامي مع الحوثيين وقوات المخلوع صالح. ومعلومات عسكرية عن قاعدة الأمير سلطان الجوية بالخرج وعن قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران وهي خط الأول المواجه لإيران. خامساً: الاهتمام بجمع معلومات عن المواطنين الشيعة العاملين في القطاع العسكري وفي الجامعات وفي أماكن متفرقة، وعن الموظفين العاملين في بعض القطاعات العسكرية وبعض موظفي شركة ارامكو. إيران تعتمد على منظمات مشبوهة سادساً: بعد القبض على هذه الخلية نظم نظام طهران حملة إعلامية عن طريق منظمات لحقوق إنسان مشبوهة، لتسويق عدم عدالة القضاء السعودي في محاكمة اعضاء هذه الخلية. وأبان المرجان أنه يتضح ارتباط خلية التجسس الإيرانية بالخلية الإرهابية في العوامية والقطيف بإدانة المتهم الأول في خلية التجسس بتمويل من قام بتجنيدهم في الجماعات الإرهابية بتسليمهم مبالغ مادية متفرقة لتحريضهم على التخابر وربطهم بعناصر من المخابرات الإيرانية، وللأسف الشديد يتضح أن الدافع لهذه الخلية الانتقام من المملكة وخيانتها وولائهم لإيران وتسلم أغلب اعضاء الخلية مبالغ طائلة نظير خيانتهم لبلد الحرمين الشريفين. لماذا الخيانة؟ واجابة على سؤال "الرياض" عن الأسباب التي دعت مثل هؤلاء ضعاف النفوس إلى الإقدام للانخراط بمثل هذه الخلايا، قال: هناك أسباب كثيرة ساعدت على تمدد هذه الخلية من أهمها هي ولاء ضعاف النفوس لسيد الخونة.. وأضاف المرجان: من طرق جمع المعلومات تتم عن طريق وضع أشخاص غير مؤهلين في الأماكن الحساسة حتى يستطيع الخائن جمع المعلومات المطلوبة عن طريقهم، مشيراً إلى أنه يتضح ضعف الحس الأمني عند بعض الموظفين داخل القطاعات الحكومية بسبب الثقة الزائدة وهنا نحتاج إلى تقديم دورات متخصصة لرفع الحس الأمني للموظفين. فيما وصف الاستاذ عبدالرحمن الكناني - رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات في غرفة جدة- الكشف عن الخلية، بالانتصار الكبير للجهات الأمنية، وقال: انتصار لبلادي في مكافحة الإرهاب وردع المفسدين في خلية التجسس الإيرانية التي استخدمت التقنية والأماكن الحساسة التي يعملون فيها في تسريب المعلومات. وأكد المتخصص في تقنية المعلومات أن ما قام به هؤلاء الخونة من اختراقات تقنية لتمرير معلومات مهمة يدعونا إلى توجيه رسائل إلى المسؤولين في الوزارات لاستخدام أحدث التقنيات لمن لهم صلاحية ومراجعة جميع الاجراءات وأيضاً الجامعات وصلاحيات الوصول إلى بيانات الطلاب، مطالباً أن تكون هناك سجلات ترصد كل عملية دخول حتى يتم تحليل ومعرفة الغرض من أي عملية دخول على سجل سواء في المجال الطبي أو المجال العسكري أو المجال الاقتصادي. خيانة الوطن مقابل المال وأوضح د.يوسف الرميح -الأخصائي في علم الجريمة - معلقاً على خلية التجسس أن هذه الجهات والمنظمات والدول الأعداء يشترون ضعاف النفوس بالمال ليستقطبونهم من أجل خيانة أوطانهم وبلادهم وآمنهم، ويضيف للأسف أكثر من مدخل خاص نحو ذلك، وطرق آخرى ليخون الواحد وطنه ويخون أمته وبلاده وشعبه، ويجب أن يعاقب الخائن بأقسى عقوبة ممكنة لأن خيانة الأوطان خيانة عظمى، ومعروف ذلك على مدى التاريخ. وأكد الرميح أن أكثر ما يؤسف أن هذا الاستقطاب والخيانة تتم بين طبقة متعلمة تميز بين الحق والبطل ولم يتم اختيارها من الشارع أو من عوام الناس، بل من بين أساتذة جامعات وأطباء من الطبقة المتعلمة والفاعلة في المجتمع. وبرر الاخصائي في علم الجريمة سبب ارتباط هؤلاء الخونة بمثل هذه الجهات الخارجية إلى ضعف النفس وارتباطهم عرقياً في جهات خارجية، وكذلك انصياعهم إلى الرشاوى والأموال من إيران أو غيرها، بجانب عطاء غير مالي قد يكون أعطي مسكناً أو بأي شكل من أشكال السياسات. وطالب الرميح أن يرتفع مستوى الوعي للمجتمع للوقاية من الفتنة والشبهات، ويجب أن يكون المواطن حذراً من الانخراط بمثل هذه الجهات الخبيثة ويجب الإبلاغ عن هؤلاء بسرعة. الميول العدائية فيما أوضح د. وحيد حمزة- أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز- أن انخراط هؤلاء الخونة بالجهات الخارجية جاء بسبب عداء مذهبي غرسه العدو في نفوس البعض لاستغلالهم ضد أوطانهم، كما يلعب العامل المادي دوراً كبيراً مع المحتاج سواء كان كبيراً أو من يعمل في الميدان، ولا بد أن نعرف نوع هذا التعاطف. وأشار إلى طريقة التواصل بين أعضاء الخلية والحرس الثوري والنظام الإيراني عن طريق السفارات داخل المملكة أو خارجها وهذا يدل بأن هناك حراكاً سياسياً واستخباراتياً ويأتون ويبحثون عن المعارضين والمستائين لاستقطابهم، كذلك من أهدافهم الحاقدين على المجتمع، مبيناً يجب الانتباه لمثلهم ومتابعتهم والتبليغ عنهم بشكل مبكر. وطالب حمزة الجهات التعليمة في المراحل الأولى الدراسية أن تغرس حب الوطن منذ الصغر باحترام الوطن وأرضه، بالإضافة إلى أنه يجب علينا تنشئتهم وطنياً واجتماعياً وسياسياً. وشدد د. محمد السلمي رئيس مجلس الخليج العربي للدراسات الإيرانية على الطرق التي تنتهجها إيران لتجنيد جواسيسها عن طريق التواصل مع الحرس الثوري والالتقاء مع زعماء إيران مباشرة، مؤكداً بأن المملكة تساوي ولا تفرق في المجتمع، فالجميع محفوظة حقوقهم والدليل إعطاؤهم مناصب كبيرة في الدولة. وأشاد السلمي بالمحاكم السعودية وعدالتها في أحكامها، وقال: الحكم الذي صدر ببراءة اثنين من المتهمين يدل على نزاهة القضاء السعودي وأن محاكمنا ليست مسيسة، فاختلاف المذاهب والمناطقية ليس لها دور في إصدار الأحكام وليست كما يحدث في محاكم النظام في إيران التي من خلالها محاكمة الشخص خلال خمس دقائق ومثلها إعدامه. د. عبدالرزاق المرجان عبدالرحمن الكناني د. محمد السلمي د. خالد الشلفان د. يوسف الرميح د. وحيد حمزة