أكد متخصص في الشؤون الإيرانية استمرار محاولات العبث الإيراني باستقرار أمن المملكة، لافتاً إلى أن «خلية التجسس» التي تم إغلاق ملفها يوم أول من أمس (الثلثاء)، بمحاكمة متهميها، جزء من هذا العبث العدائي للمملكة. وأوضح رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية الدكتور محمد السلمي، أن محاولات العبث الإيراني في استقرار المملكة ليست «وليدة اليوم»، إذ بدأ هذا العبث منذ بداية النظام الإيراني الحالي في 1979، وذلك باستهدافات متنوعة ولا سيما في فترات الحج. وقال في تصريح ل«الحياة»، بعد أن أغلقت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أول من أمس (الثلثاء) ملف خلية التجسس المرتبطة بالمخابرات الإيرانية، والتي قضت بالقتل تعزيراً على 15 سعودياً، والسجن لمدد تراوح بين ستة أشهر و25 عاماً ل14 آخرين، فيما حكمت على إيراني بالسجن أربعة أعوام وبرّأت مواطناً وأفغانياً، لعدم ثبوت إدانتهما: «جندت إيران خلايا مختلفة إرهابية وتجسسية، وهذه الخلية لا يمكن عزلها عن تلك العمليات المتعددة التي استهدفت المملكة، وهي جزء من منظومة عدائية خطط لها النظام الإيراني بعناية في محاولة منه لاستهداف المملكة». وتابع: «بغض النظر عن الأماكن التي تم تجنيد وتوظيف خونة فيها للتجسس عليها، فهو بنهاية المطاف يهدف للنيل من المملكة، سواءً أكان في آبار النفط أم الشركات الكبرى أم حتى المواقع العسكرية والصناعية الحساسة جداً، فإنه تم استغلاله لخدمة أهداف النظام الإيراني الشيطانية، ومحاولة العبث بأمن واستقرار المملكة، بخاصة أن المملكة هي الخط الأمامي للدول العربية والإسلامية للتصدي للعدوان الإيراني في المنطقة». وأضاف: «عندما يستطيع النظام الإيراني تجنيد مثل هؤلاء فهو بلا شك يبحث عن أشخاص يخدمون مشروعه الخبيث في المملكة، ويحاول من خلاله تجنيد ضعاف النفوس لخدمة هذا المشروع داخل القطاعات التعليمية والعسكرية والنفطية في المملكة». وأكد الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، استمرار هذا الخط العدائي تجاه المملكة، وقال: «سيستمر هذا العداء من إيران ومن المتوقع أيضاً أن يتم الكشف عن خلايا أخرى تستهدف المملكة، وهنا يبرز دور المواطنين في الكشف عن الخونة، ومساعدة رجال الأمن في تعقبهم»، مشدداً على أهمية دور المواطن في الكشف عن مثل هؤلاء العابثين. وحول تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي التي نفت وجود أي صلة لبلاده بعناصر الخلية المتهمة بالتجسس في السعودية، وذلك بعد محاكمتهم أول من أمس، قال السلمي: «إن ذلك ليس مستغرباً من إيران، إذ إن استراتيجية النظام الإيراني ودينه التنصل من مسؤوليتها تجاه أي حادثة»، وأضاف: «لم نجد يوماً أن إيران اعترفت بأي تهمة وجهت إليها، فهي تنكر كل ما يوجه إليها، كما أنها نفت أيضاً معرفتها بوجود مواطن إيراني ضمن الخلية، ما يدل على أن النظام الإيراني لن يفيد داعميه، كونه يتخلى عنه فور الكشف عنه». وتابع السلمي: «إيران تستخدم عملاءها ككرت تستغني عنه فور القبض عليه، فهي لا تهتم بالإنسان ولا تعطيه قيمة حتى وإن كان من مواطنيها فكيف بمواطن خان وطنه». وأفاض بالقول: «عندما يكون هناك إنكار دائم يكون هناك توتر في العلاقة، وهذا جزء من الأخطاء التي يرتكبها النظام الإيراني، وهو عدم قبول الأخطاء أو حتى الاعتذار أو محاولة حل الإشكالات مع دول المنطقة»، مستدركاً أن قضية خلية التجسس أكبر من أن تحل دبلوماسياً، لأنها خيانة للوطن. وقال السلمي: «المملكة أظهرت بشكل قاطع أن القضاء السعودي عادل ومستقل بغض النظر عن الخلافات السياسية والدبلوماسية مع إيران، وانتهت المحاكمة وتمت الإدانة والتبرئة وفرض عقوبات دون الإعدام»، لافتاً إلى وجوب وجود مرافعات للأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإيقاف هذا العبث والتدخلات الإيرانية.