لا شك أن استخدام التقنية في كافة صورها بات من ضروريات الحياة، وهذا مطلب ينشده الجميع ولكن يجب أن يكون وفق آليات منضبطة. أحد أهم جوانب الإدمان ما يتم عبر الهواتف الذكية التي أصبحت في متناول كافة أفراد المجتمع دون تحديد، وما تحمله من وسائل تواصل حديث ساهمت بانعزال مستخدميها عن مجتمعاتهم واندماجهم بمجتمعات أخرى قد تختلف عنهم بمعتقداتها وعاداتها وتقاليدها. هذا الإدمان لم يعد مقتصراً على فئة الشباب والأطفال، فنجد الأسرة تجلس في مكان واحد ولكن كل فرد يبحر في عالمه الخاص، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل انتقل هذا الإدمان لداخل المدرسة فتجد المعلم ينشغل داخل الفصل بهاتفه وطلبته ليسوا بأفضل حال منه فينشغلون بأجهزتهم بأمور خارج الإطار التعليمي. دراسات عالمية حذرت من استخدام التقنية المفرط، ففي دراسة لمجموعة "سوبيريور" للاستشارات أكدت أن 59% من أطفال الشرق الأوسط حدث لهم ما يعرف ب"النوموفوبيا" Nomophobia وهو الشعور بالخوف من فقدان هواتفهم المحمولة أو السير بدونها. هذا النوع من الإحصاءات يكشف عن وصول الأطفال لمرحلة إدمان لها تأثير كبير على صحتهم وسلوكهم وبناء شخصياتهم وتفاعلهم في أسرهم ومجتمعاتهم، إذن لابد من إعادة التعامل مع التقنية وفق ضوابط وآليات تضمن عدم تأثيرها على مجريات حياتنا كي لا تسبب بإهمالنا لواجباتنا الاجتماعية والأسرية والوظيفية.