مع تزايد استخدام الهواتف المحمولة وتطور التكنولوجيا، ظهر نوع جديد من الرهاب يعرف باسم (النوموفوبيا Nomophobia) وهي اختصار ل(No mobile -phone phobia)، وهي الشعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو الوجود خارج نطاق تغطية الشبكة، ومن ثم عدم القدرة على الاتصال أو استقبال الاتصالات. فهل نحن مصابون بالنوموفوبيا؟ وكيف استطاعت أن تؤثر بقوة على مجتمعنا؟ أجابت الدراسات عن هذا السؤال، حيث أثبتت أحدثها أن معدلات الإصابة بالنوموفوبيا تنتشر بصورة أكبر بين فئة الشباب من عمر 18 إلى 24 عاماً، وأفاد 77% منهم بانهم لا يستطيعون الوجود بعيداً عن هواتفهم المحمولة لثوان معدودة، بينما بلغت هذه النسبة 86% بين الفئة العمرية من 25 إلى 34 عاماً، وبيَّنت كذلك أن النساء بتن مهووسات بفقدان هواتفهن أكثر من الرجال. كما أن هذه الظاهرة تعدى تأثيرها ليشمل الحياة الاجتماعية، ويحدث فيها فجوة عميقة. فترى أفراد الأسرة الواحدة منشغلون بهواتفهم، غارقون في اللعب، الشات، مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيس بوك والواتس أب، وتحميل الصور... وبت تلاحظ بوضوح علامات القلق والتوتر التي تعلو الوجوه عند نفاد البطارية أو انقطاع الاتصال. ليس هذا فحسب، بل تنسحب هذه الظاهرة على اللقاءات العائلية أو الاجتماعية وحتى المناسبات أيضاً. هذا فضلا عمَّا خلفته هذه الظاهرة من فتور في العلاقات، فباتت التهنئة والتعزية والمعايدة تتم عن طريق هذه التكنولوجيا، وهذا مؤشر خطير على أن الحس الاجتماعي الطبيعي بدأ بالتقيد، كما بدأ التفاعل بين الناس بالتلاشي، ودخل الأفراد في حالة انطواء وانعزال عن الحياة، وابتعاد عن الواقع. فإلى متى سنستمر في الاستعمال الخاطئ للتطورات التكنولوجية؟، ولماذا لا نتخذ خطوة إيجابية ونحل هذه المشكلة بوضع هواتفنا جانباً أو إغلاقها في الجلسات الاجتماعية والأسرية، وننعم بجو مرح مفعم بالإحساس والشعور بعيداً عن التكنولوجيا.